أ ف ب - استهدفت ضربة جديدة مساء اليوم السبت موقعًا عسكريًا في الحديدة بغرب اليمن، كان قد أطلق منه الحوثيون صاروخًا باتجاه البحر الأحمر، وفق ما أفاد مصدران في صفوف الحوثيين، وذلك بعد ساعات من ضربة أمريكية على قاعدة في صنعاء. وتأتي هذه الضربات السبت، غداة شنّ القوات الأمريكية والبريطانية عشرات الغارات على مواقع عسكرية عديدة تابعة للحوثيين، ردًا على هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. قال مصدر عسكري موال للحوثيين في الحديدة لم يكشف عن اسمه، “تم ضرب الموقع الذي انطلق منه قبل قليل صاروخ حوثي على أطراف مدينة الحديدة باتجاه البحر الأحمر”. وأضاف “لم يُعرف ما إذا كان القصف من البحر أم غارة”. وأكد مصدر أمني في شرطة الحديدة بدون الكشف عن هويته، حصول الضربة الجديدة. ولم يحدد المصدران الجهة التي شنّت الضربة كما لم يصدر حتى الساعة أي تعليق عن القوات الأمريكية أو البريطانية. وكان قد حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، عقب الضربات الأولى، من “إجراءات مباشرة” أخرى لضمان حرية الحركة للتجارة الدولية “عند الحاجة”. وفي الحديدة أفيد بسماع صوت تحليق صاروخ ودويّ انفجار قوي تلاه بعد ساعة ونصف صوت انفجار بعيد. استهداف “موقع رادار” ويأتي ذلك بعد ساعات من شنّ الجيش الأمريكي ضربة على قاعدة عسكرية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران منذ عام 2014. وذكرت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان أن “القوات الأمريكية نفذت ضربة ضد موقع رادار في اليمن” نحو الساعة 3:45 صباحا بالتوقيت المحلي السبت. واتّهمت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين “العدو الأمريكي البريطاني” باستهداف قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، بعدد من الغارات. لكن لم يصدر أي تعليق من لندن حول مشاركتها في ضربات السبت. في شمال صنعاء، كان الحوثيون صباح السبت يفرضون إجراءات أمنية مشدّدة حول قاعدة الديلمي. وقد أُغلقت المنطقة المحيطة بها ولم يسمح بالدخول إليها إلا للسكان الذين لديهم تصاريح من مسؤول الحارة. وكان زجاج نوافذ المباني المجاورة للقاعدة محطمًا فيما نزح بعض السكان إلى مناطق يعتبرونها أكثر أمانًا. “رد انتقامي” وتأتي هذه الضربات لليوم الثانية على التوالي في أعقاب أسابيع استهدف خلالها الحوثيّون سفنًا تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة. ونشرت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا بوارج في البحر الأحمر وشكلت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية. ووجّهت واشنطن ولندن تحذيرات متكررة للحوثيين من “عواقب” ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن، قبل شنّهما ضربات. وأعلن الحوثيون الجمعة أن “73 غارة” استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء، ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، مؤكدين سقوط خمسة قتلى في صفوف عناصرهم. إلا أنّ الجيش الأمريكي تحدث عن استهداف 30 موقعًا عسكريًا في 150 ضربة. وردًا على الضربات الأولى، توعّد الحوثيون بالردّ مؤكدين أن المصالح الأمريكية والبريطانية باتت “أهدافًا مشروعة”. وليل الجمعة السبت، أكد جنرال أمريكي أن الحوثيين أطلقوا صاروخًا بالستيًا مضادًا للسفن في ما اعتبره “ردا انتقاميا”، لكنّه لم يُصب أي سفينة. خطر التصعيد “منخفض” وأعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، السبت، عن “قلقه” إزاء التطوّرات الأخيرة في اليمن، داعيًا الأطراف المعنية إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتقديم المسارات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية” وإلى “وقف التصعيد”. وتثير الضربات على اليمن مخاوف من توسّع رقعة النزاع في قطاع غزة. لكنّ البيت الأبيض أكد الجمعة أن واشنطن “لا تسعى إلى نزاع مع إيران” التي تقود “محور المقاومة” ويُعتبر الحوثيون جزءًا منه إلى جانب حزب الله اللبناني وفصائل عراقية وحركتَي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. وتقدّم الجمهورية الإسلامية الدعم السياسي للحوثيين لكنّها تنفي تقديمها دعمًا عسكريًا لهم. إلا أن الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز رأى أن “خطر التصعيد الإقليمي يبدو منخفضاً لأن اللاعبين الكبار مثل إيران، حريصون على تجنب حرب إقليمية”. وارتفعت أسعار النفط الجمعة بنسبة 4% على خلفية مخاوف من تصعيد قبل أن تتراجع. وتعيق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي تمرّ عبره 12% من التجارة العالمية. وقد تسبّبت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تغيير شركات الشحن مسار سفنها حول جنوب إفريقيا. وتظاهر مئات آلاف اليمنيين الجمعة في العاصمة صنعاء تنديدًا بالضربات وتضامنًا مع الفلسطينيين، ملوحين بأعلام يمنية وفلسطينية.
مشاركة :