وصف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، الوضع في قطاع غزة بـ «الكارثي»، حيث يفتقد السكان الغذاء والماء والوقود والرعاية الطبية والمأوى الآمن. وشدد بوينو، في حوار مع «الاتحاد»، على أن الاتحاد الأوروبي شعر بصدمة عميقة من نتائج التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في غزة، وأن التقديرات الأممية تشير إلى أن 100% من سكان القطاع يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهذا الأمر بمثابة دعوة للاستيقاظ للعالم أجمع للعمل على منع وقوع كارثة إنسانية مميتة. وقال «إن صور معاناة المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة فظيعة، خاصة الأطفال، وآباء وأمهات يبحثون عن أطفالهم تحت الأنقاض، وآخرون تم بتر أطرافهم دون تخدير، وعائلات تعيش في العراء تحاول العثور على الماء والغذاء؛ لذا يجب حماية المدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي». وحول موقف الاتحاد الأوروبي من تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن التهجير القسري للفلسطينيين، أوضح بوينو أن الاتحاد الأوروبي قد حدد بالفعل المبادئ الأساسية للانتقال نحو العملية السياسية، بما في ذلك في ما يتعلق بهذا الموضوع، مشدداً على «رفض الاتحاد أي تهجير قسري للشعب الفلسطيني من غزة إلى دول أخرى، وأنه لا يمكن تقليص أراضي غزة، ويجب ألا يكون هناك إعادة احتلال القطاع ولا فصل غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية، والحل يجب أن يندرج في إطار القضية الفلسطينية برمتها». وذكر المتحدث الأوروبي أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت موقفاً واضحاً لصالح وقف إطلاق النار الإنساني الفوري في غزة، من بينها 17 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي صوتت لصالح القرار، وأن الممثل الأعلى جوزيب بوريل حث الطرفين على تنفيذ القرار. وشدد بوينو على ترحيب الاتحاد الأوروبي بالجهود الدولية في هذا الصدد، لافتاً إلى زيارة الممثل الأعلى للاتحاد إلى المنطقة لمناقشة جميع جوانب الوضع في القطاع، بما في ذلك تأثيره على المنطقة، لاسيما على الحدود الجنوبية للبنان، فضلاً عن أهمية تجنب التصعيد الإقليمي واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. وحذر المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أن «هناك خطراً حقيقياً من التصعيد في المنطقة، وأن الأولوية هي تجنب التصعيد الإقليمي، ودفع الجهود الدبلوماسية لخلق الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويتعين على الأسرة الدولية العمل من أجل إحداث تغيير في الشرق الأوسط؛ لأن السلام وحده سيحقق الأمن والأمان في المنطقة في نهاية المطاف، ولا يمكن التعامل مع غزة بمعزل عن الضفة الغربية والقدس الشرقية كونها جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية». مساعدات إنسانية حول دور الاتحاد الأوربي في المساعدات الإنسانية والإغاثية، بيّن أن الاتحاد الأوروبي زاد من المساعدات الإنسانية لغزة بمقدار 25 مليون يورو، وسينفق الاتحاد 100 مليون يورو على شكل مساعدات إنسانية للمدنيين في غزة، وشدد على الأهمية البالغة لاعتماد قرار مجلس الأمن الدولي بشأن زيادة المساعدة الإنسانية للمدنيين، وضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، والتحرك نحو وقف مستدام للأعمال العدائية.
مشاركة :