«منشد الشارقة الصغير».. أحلام المواهب الصاعدة تتحقق

  • 3/31/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يقام مساء اليوم، الحفل الختامي للموسم الثاني من برنامج منشد الشارقة الصغير، على خشبة مسرح المدينة الجامعية بالشارقة، إذ يشهد الحفل تتويج الفائز بلقب البرنامج، الذي يسعى للارتقاء بالقيم الفنية المعاصرة من خلال نشر ثقافة فن الإنشاد. يمضي البرنامج، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صاعداً بمتسابقيه، فمن خلال موسمين اثنين فقط استطاع البرنامج الذي تقدمه مؤسسة الشارقة للإعلام، إثبات جدارته على الساحة، وأن يتحول سريعاً إلى حلم للكثير من المواهب الصغيرة، الذين امتلأت قلوبهم بعشق فن الإنشاد الهادف، وليتحول البرنامج إلى أكاديمية متكاملة قادرة على رفد الساحة بمواهب تحترف ذلك الفن، وليعكس مدى اهتمام إمارة الشارقة، بأهمية تشجيع الأجيال الجديدة والموهوبة من الطلبة على احتراف مجال الإنشاد، والارتقاء به. وشهد البرنامج تطوراً لافتاً، بين موسميه الأول والثاني، من ارتفاع في نسب المتابعة الجماهيرية والمشاركة. ويقول سالم الغيثي، مدير برامج تلفزيون الشارقة: تمكن (منشد الشارقة الصغير) من إثبات نفسه سريعاً، وأن يجد له مكانة جيدة بين الجمهور، من خلال اهتمامه بكوكبة من الأصوات الصغيرة، ولعل أحد أهم أسرار البرنامج هو تعزيزه لظهور جيل مبدع متذوق للمعاني الراقية، والفن الهادف، وهو ما يتماشى مع توجهات الإمارة الرامية التي تنمية المهارات والهوايات الفتية، لتصب كلها في خدمة المشروع الثقافي للدولة. ويضيف الغيثي: المتابع لحلقات البرنامج، الذي يعد علامة بارزة في مسيرة مؤسسة الشارقة للإعلام، يشعر بمدى الجهد والشغف الذي يكتنف المواهب التي يضمها، حيث يظهر سعي هذه المواهب ليس للحصول على اللقب فقط، وإنما إلى احتلال مكانتها في قلب الجمهور الذي يتابعها، ويصوت لها. ويؤكد نجم الدين هاشم، المنتج المنفذ للبرنامج، أن منشد الشارقة الصغير منذ انطلاقته، تمكّن من لفت انتباه كثير من المواهب الصغيرة، التي اكتشفوا مدى تعلقها بالفن الهادف، ورغبتها في احتراف الإنشاد. مضيفاً: بلا شك أن مثل هذه البرامج من شأنها تعليم الطلبة والناشئة أصول الالتزام في كل شيء، كما يساعدها في ضبط مخارج الحروف وطرق النطق الصحيحة للكلمات. ويتابع: نجح البرنامج في موسميه الأول والثاني، في تعزيز مكانة الفن الهادف بين المواهب الطلابية، وهو ما يفسر لنا ارتفاع نسبة الإقبال عليه، خصوصاً في دورته الثانية، التي شهدت تجديداً كاملاً في شكل البرنامج وطريقة إخراجه وتقديمه على شاشة قناة الشارقة، التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام. ولم يقتصر التنوع في الموسم الثاني من البرنامج، على الأصوات وطبقاتها فقط، وإنما أيضاً على جنسيات المشاركين، فلم يعد البرنامج يقتصر على الناطقين بالعربية فقط، وإنما فتح المجال أمام أطفال ينشدون بالإنجليزية والفرنسية والأوردو وغيرها، الأمر الذي يعكس التنوع الثقافي، الذي تتمتع به إمارة الشارقة. ويقول أحمد المنصوري، عضو لجنة التحكيم: بين الموسم الأول والثاني للبرنامج، لمسنا تنوعاً كبيراً في الأصوات، التي جاءت أكثر احترافية، وهو ما زاد من ألق البرنامج وقوته، وأثبت حضوره على الساحة، وبلا شك أن التنوع في جنسيات المشاركين في البرنامج، يعكس السمعة الطيبة التي تمكن البرنامج من تحقيقها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. ويضيف: أهمية البرنامج تكمن في كونه يساعد الطلبة على تعزيز ثقتهم بأنفسهم عبر إتاحة الفرص أمامهم لتعلم أشياء جديدة عليهم، أبرزها مواجهة الجمهور بكل ثقة، ومن خلال خبرتنا في هذا المجال، ندرك أن للجمهور رهبته، لذا نحاول قدر الإمكان مساعدة هؤلاء الطلبة على تخطي هذا الحاجز، عبر منحهم الكثير من الطاقة الإيجابية، التي تساعدهم في الوقوف على المسرح، وإمتاع الجمهور بما لديهم من جماليات صوتية. عبد الله الشحي، عضو لجنة التحكيم، يقول: هناك اشتغال كبير على الأصوات التي تقدمت إلينا في الموسم الثاني من البرنامج، ولمسنا خلال الحلقات الشغف، الذي يكتنف جميع المشاركين في دخول مجال الفن الهادف، ورغبتهم العالية في تعلم أصوله، من خلال استفساراتهم عن تقنيات الصوت، وطرق اختيار الأناشيد المناسبة لأصواتهم. ويؤكد أنهم حرصوا على حث المواهب الصغيرة على تجنب الأناشيد الحزينة، لأن ذلك لا يتناسب مع طبيعة أعمارهم والبراءة الموجودة في عيونهم، وحاولوا قدر الإمكان أن يقربوهم من الأناشيد التي تحمل في كلماتها الفرح، وهذا بلا شك أسهم في منحهم المزيد من الثقة، كما ساعدهم على نشر الفرح بين الجمهور، خلال مراحل التصفيات التي خضعوا لها، بحسب الشحي. ويعبر المنشد سليمان المغني، الفائز بلقب الموسم الأول، عن سعادته باستمرار برنامج منشد الشارقة الصغير، ويؤكد متابعته الحثيثة للحلقات، كما يحرص على الوجود في بعضها، لتشجيع أقرانه. يقول: من خلال متابعتي لمست مدى التطور، الذي شهده الموسم الثاني من البرنامج، إذ استطاع تحقيق قفزة نوعية في كل شيء، بدءاً من الإعداد وحتى حفل الختام. ويؤكد أن منشد الشارقة الصغير غيّر في حياته الكثير، قائلاً: أثر البرنامج كثيراً في شخصيتي، واستطاع أن يطورها نحو الأفضل، فخلال مشاركتي فيه تعلمت كثيراً من أصدقائي، الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية، كما أخذت بنصائح أعضاء لجنة التحكيم، مما ساعدني على صقل موهبتي. ويضيف: أسهم البرنامج في تعزيز ثقتي بنفسي، لا سيما بعد فوزي باللقب، الأمر الذي أتاح لي الحضور بقوة إعلامياً، فرغم فوزي بالمركز الأول في كثير من المسابقات، إلا أن لقب منشد الشارقة كان بطعم آخر، خصوصاً أنه يقام تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي كان له عظيم الأثر في مسيرة نجاحي، ونجاح البرنامج. ويعبر إبراهيم السيلاوي، مدير فعاليات قناة وفرقة طيور الجنة عن سعادته، بمشاركة فرقته في الحفل الختامي للبرنامج، قائلاً: نحن سعداء جداً لاختيارنا للمشاركة في تتويج الفائز باللقب، فنحن كفرقة أطفال معروفة عالمياً، نسعى إلى تكريم الأطفال المبدعين والمتميزين حول العالم، إضافة إلى استقطاب الأطفال، وتعريفهم بأصول الفن الهادف. وفرقة طيور الجنة، تحتل المركز الأول عربياً وال50 عالمياً، وسبق لها المشاركة في أكثر من 180 حفلاً حول العالم، استقطبت خلالها 15 مليون زائر. ويؤكد السيلاوي أن مشاركتهم في حفل منشد الشارقة الصغير لن تكون مقتصرة فقط على أداء بعض الأناشيد القديمة، فهي مناسبة جميلة لإطلاق مجموعة جديدة من الأناشيد الخاصة بالطفل الإماراتي. تدريب مكثف من بين 300 طالب وطالبة اختيروا من مدارس الشارقة، تأهل 10 طلاب للمراحل الأخيرة من برنامج منشد الشارقة الصغير في الموسم الأول، الذي انتهى بتتويج سليمان علي المغني، من مدرسة عبد الله بن ناصر بالمركز الأول، ومنار أيمن عيد من مدرسة الهجرة النموذجية بالمركز الثاني، وخالد حازم سليمان من مدرسة سلمان الفارسي بالمركز الثالث، في حين شهد الموسم الثاني من البرنامج ارتفاعاً في مستوى المشاركات، تجاوزت حاجز 400 طالب تقدموا للمشاركة في الموسم الثاني، ليتم تصفيتهم على مراحل عدة، وصولاً إلى 8 منشدين يشاركون في الحفل الختامي. وعن التدريبات، يقول ناصر السويدي، مخرج البرنامج: أُخضع المتأهلون كافة، إلى منافسات البرنامج لعمليات تدريب مكثفة، بكل ما يتعلق بالصوت ومخارج الحروف وتكنيك الإنشاد، بالإضافة إلى طرق التنفس المختلفة، وطرق الظهور على المسرح والوقوف أمام الجمهور، وهو ما يساعد كثيراً في تعزيز القيم لدى الطفل ليس خلال فترة البرنامج فقط، وإنما على المستوى البعيد أيضاً، لأننا نتطلع من خلال هذا البرنامج إلى تخريج سفراء لفن الإنشاد الذي أخذت قاعدته الجماهيرية في الاتساع حول العالم بشكل ملحوظ. تجربة ثانية آمال عبد المعطي المشرفة على الطالبة مريم عبد العزيز سيف، من مدرسة الهجرة النموذجية في كلباء، تقول: تعد هذه تجربتي الثانية مع البرنامج، ولاحظت مدى قدرته على تعزيز التنافسية بين الطلبة، فضلاً عن الاهتمام العالي من قبل إدارة البرنامج ومؤسسة الشارقة للإعلام، بالمواهب الصغيرة، سواء أثناء عمليات اختيار الأصوات وتصفيتها أو حتى خلال التصفيات النهائية، فكان معيار جمالية الصوت والاحتراف هما الأكثر حضوراً في تأهيل الطلبة. وتضيف: أعتقد أن مثل هذه البرامج تتيح الفرصة أمام الطلبة لتعلم أصول فن الإنشاد، كما تساعدهم على ضبط أنفسهم وترفع من نسبة الثقافة لديهم، كون الإنشاد يجبرهم على القراءة والاطلاع بشكل أكبر على الثقافة العربية والثقافات الأخرى. وتؤكد مليحة ناجي كاظم الرهيمي، المشرفة على الطالبة سارة جبور من مدرسة الوردية بالشارقة، أن منشد الشارقة الصغير استطاع أن يرفع من حالة التنافس بين الطلبة، قائلة: ما أحدثه الموسم الأول من البرنامج من نجاح، كان كفيلاً برفع نسبة الإقبال على الموسم الثاني، إذ لمسنا رغبة عالية لدى الطلبة بدخول مجال الإنشاد، وبتقديري أن ذلك أسهم في صقل مواهبهم وقدراتهم الصوتية، كما زاد من اهتمامهم بتعلم أصول اللغة العربية الفصحى، كون الإنشاد يعلمهم طرق النطق الصحيحة للحروف والكلمات، ويقوي فيهم الثقة بالنفس لمواجهة الجمهور، الأمر الذي يعد خطوة جيدة في مجال التربية بشكل عام.

مشاركة :