"القلب مسكون".. كوميديا ساخرة تلخص الصراعات الاجتماعية والسياسية

  • 1/16/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شخصيات مركبة تراوح بين الجد والهزل تونس - أسبوع من المسرح والفرجة ومن الطاقات الشابة التي أثبتت موهبتها وحبها للفن الرابع، هو أسبوع استمتع خلاله جمهور الدورة الرابعة لملتقى مسرح الهواية بمسرحيات متنوعة المضمون والتقنيات والمدارس. شباب مسكون بحب المسرح تحول من نابل والقيروان وجربة والقصرين وتياترو تونس وحل ضيفا على مدينة الثقافة الشاذلي القليبي وعلى مسرح أوبرا تونس وتحديدا قطب المسرح والفنون الركحية ليثبت أن مسرح الهواية هو البداية والمنطلق لهواية المسرح. جمهور غفير جدا غصت به قاعة المبدعين الشبان، في اختتام فعاليات الدورة الرابعة لملتقى مسرح الهواية بعرض “القلب مسكون” إنتاج التياترو والتياترو ستديو للعام 2023، نص وإخراج وليد العيادي بمساعدة يسري عموري، وتمثيل كل من بولبابة هذلي ومحمد الطاهر منديلي ولمين حمزاوي وأمينة بديري وسليمة عياري وسيرين بن يحيى وسهير مزيو وفاطمة صفر وإسكندر براهم وسفيان بوعجيلة وهالة بن صالح وخولة الدالي. شخصيات مركبة تراوح أداؤها بين الجد والهزل، وعبرت بحرفية عن الصراعات العائلية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها المجتمع التونسي شخصيات مركبة تراوح أداؤها بين الجد والهزل، وعبرت بحرفية عن الصراعات العائلية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها المجتمع التونسي يحكي العمل قصة عائلتين متجاورتين بحي “ترجمة” من إقليم الحصحصية، وهو أكبر حي شعبي في شمال أفريقيا، ينقطع عنهما الكهرباء في ليلة شتوية ممطرة، ويحاول أفراد عائلة محسن الفياش وعائلة المنصف إيجاد متطوع فيهم للصعود وتفقد سطح المنزل، في الأثناء نتعرف على أفراد العائلتين حيث تتكون عائلة محسن الفياش من الشاب عادل المضطرب نفسيا ونجمة الفتاة الساذجة وزهرة الفتاة الطائشة وقمرة المرأة التي تتلخص أحلامها في الزواج، أما عائلة المنصف فنكتشف فيها شخصية الشاب المستهتر باديس والخادمة سوار والزوجة زبيدة ومنال. على سطح المنزل تظهر لأفراد العائلتين امرأة غريبة لا هوية لها يعتقدون أنها جنيّة. وبتصاعد الأحداث نكتشف من خلال شخصية الجنية كمّ الفوضى والتناقضات التي تعمّ هذا الوسط الشعبي. وتتنافس العائلتان على الظفر بمزايا هذا الكائن وقدراته المزعومة سعيا منهما للفوز بالانتخابات. وتتصاعد الأحداث وتتشابك المواقف وسط جوّ مشحون يشوبه النزاع والصراع المحموم. “القلب مسكون” كوميديا ساخرة تنقد من خلالها الشخصيات الأوضاع السياسية والاجتماعية، حيث تنتقل من الخاص إلى العام بطريقة هزلية؛ فمن مشاكل العائلات الخاصة إلى قضايا الأحياء الشعبية وصولا إلى الوعود الانتخابية الزائفة. أما شخصية الإعلامي نوار فنستشف من خلالها لهث وسائل الإعلام وراء السبق الصحفي بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة. شخصيات مركبة تراوح أداؤها بين الجد والهزل، عبرت بحرفية عن الصراعات العائلية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها المجتمع التونسي الآن وهنا، أما الجنية فقد تكون المواطن البسيط التائه بين كل هذه الصراعات والنزاعات والباحث عن الأمان والاستقرار. وبذكاء كبير تمكن مخرج العمل من التعويل على الممثلين في اللعب والتلاعب بالمؤثرات الضوئية، وهو ما أضفى على العمل جانبا من الجمالية والمصداقية.

مشاركة :