مهارات التعامل مع الآخرين | منى يوسف حمدان

  • 3/31/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

على مدار أسبوعين قدمت برنامجين تدريبيين منفصلين أحدهما بعنوان (مهارات الاتصال في الحوار) وهو حقيبة تدريبية معتمدة من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والثاني بعنوان (مهارات التعامل مع الرؤساء)، وهي حقيبة معتمدة من الإدارة العامة للتطوير الإداري، كلتا الحقيبتين موجهة لمساعدة الإداريات في إدارة التعليم والمدارس. لاقت المادة العلمية استحسان المتدربات ولكن كانت معاناتهن كبيرة في مجال العمل الذي تشوبه الكثير من التصرفات والسلوكيات التي لا تليق ببيئة العمل المنشودة. لا أعرف ما الذي يشجع على بث روح التفرقة والمعاناة والأحقاد والدسائس في بعض بيئات العمل وهذه كلها أساليب تؤثر بشكل واضح على إنتاجية الموظف وجودة أدائه لعمله. كم نحن بحاجة إلى فورة تغيير في مجال الأخلاق والسعي لتقييم الذات وردعها عن كل تصرف مشين، وحسن مواجهة النفس بعيوبها ولا ندعي المثالية ونتعالى على الآخرين، وأننا وصلنا الحد من الكمال فلا نتقبل النقد ونجرح الآخرين ولا نرى عيوبنا. كم كنت سعيدة وأنا أستمع للأخوات وهن يحاولن بث شيء من همومهن على طاولة الحوار ومحاولة ترميم ما يمكن ترميمه من أذى نفسي وقع عليهن من سوء تصرف بعض الزميلات أو الرئيسات والمديرات. قد تزعج صراحتي البعض ولكن معاناة المرأة في بيئة العمل تحتاج إلى ملفات كثيرة لابد أن تُفتح وتُعلن للملأ، لأننا إن شخّصنا علتنا وواجهنا أنفسنا بها نستطيع إيجاد الحلول لها. تحدثت إلى واحدة عن حبها للإنجاز وتمكنها من أداء عملها بحرص وتفان كبيرين مما أثار غيرة زميلاتها حتى تمت الوشاية بها عند مديرتها التي غيرت من معاملتها معها وأصبحت تضطهدها. الويل للمتميزات واللاتي أثبتن جدارة غير مسبوقة، فهن محط الأنظار وسيحاول البعض كبح جماح طموحهن، والتشكيك فيهن وتشويه صورتهن عند المدير الأعلى حتى لا يُرشحن لمناصب قيادية، فحولهن تدور الشبهات، فهناك من يُزكِّي الضعيف ويُنحِّى القوي الكفء، لأنه ليس على هوانا، وغالبية هذه الأمور تحدث في بيئة النساء عندما لا يعرف الرجل من تكون المتميزة إلا عن طريق امرأة أخرى، فما بالكم إن كان في نفس هذه المرأة شيء على المتميزة، طبعاً ستجحف بحقها وتكيد لها كيداً عظيماً. ما أكتبه هنا لتسليط الضوء على معاناة الكثيرات في بيئات العمل سواء كان التعليم أو غيره، المشكلة واحدة، ونحن بحاجة إلى معايير تقييم للأداء بعيداً عن تزكية الأشخاص، التي قد تشوبها المصالح والأهواء. فلنتقِ الله في وطننا، ولنختر الأكفاء لقيادة فرق العمل، ولنستثمر الطاقات البشرية التي نمتلك، قبل أن يتسرب المتميزون لإحباط أصابهم، أو تهميش متعمد من قبل أيدي لا تخفى على أحد. Majdolena90@gmail.com

مشاركة :