✍️ د. سعود ساطي السويهري كثيرا ما نسمع عبارة: لكل فرد منا “شخصية” مختلفة عن الآخر، وبالرغم من كثرة ترديدها، إلا أننا فعليا قد لا ندرك كيفية التعامل مع هذا الاختلاف في شخصياتنا. ومما لا شك فيه أن الاختلاف يظهر منذ الصغر، وهذا من شأنه أن يلفت انتباه الأب والأم الى معاملة كل طفل من أطفالهما بما يتناسب مع شخصيته. في البداية سنتعرف على مفهوم الشخصية، فقد ورد العديد من التعريفات للشخصية، ومنها: صفات عدة نفسية وجسدية مكتسبة وموروثة، وتشمل أيضا العادات والتقاليد المرتبطة بالإنسان. واختلفت تعريفات العلماء “للشخصية” وفقا لاختلاف النظريات المتبعة ولمواقفهم العلمية. فقد عرف عالم النفس “هانز آيزنك” الشخصية بأنها: الجانب الذاتي الذي يتميز به الفرد في توافقه مع بيئته، فتظهر في أخلاق الفرد ومزاجه وقواه البدنية والعقلية. وإن المتمعن في التعريف المذكور أعلاه يلاحظ عبارة “الذي يتميز به الفرد”، وهذا يقود الى التأكد من أننا نحن كأشخاص نختلف عن بعضنا بعضا، وهذا ما يجب مراعاته في تعاملنا مع أبنائنا، هذا الاختلاف يشمل: القدرات والإمكانيات والهوايات والميول والطموح، وردود أفعالنا واستجابتنا وغيرها من الأمور؛ أي أن هناك فروقا فردية، بيننا نحن كأشخاص، وعلينا كآباء وأمهات أن ندرك هذا الشيء جيدا، ومن الجدير بالذكر أن سلوكيات الأطفال وشخصياتهم ستختلف باختلاف مرحلتهم العمرية. • ومن العوامل المؤثرة في شخصية الأطفال: الوراثة، البيئة، الأسرة، التعليم. وبما أن الاختلاف في شخصيات الأطفال لا يتوقف على الأقران في المدرسة أو غيرها، الا أن الأخوة والأخوات تختلف شخصياتهم عن بعضهم بعضا بالرغم من تنشئتهم في بيئة واحدة، كما أن هناك اختلافات بين الذكور والإناث، وهذا ما يثير تعجب بعض أولياء الأمور من هذه الاختلافات! • نصائح للأب والأم: 1 - القبول (تقبل الاختلاف فيما بينهم). 2 - عدم المقارنة (مقارنة الاخوة ببعضهم بعضا). 3 - التواصل والحوار الفعال. 4 - التوجيه المستمر (النصح والإرشاد لا يتوقف عند مرحلة معينة). 5 - معرفة نقاط القوة والضعف لديهم. و يوجد مداخل مختلفة للتعامل مع الأطفال، قد تكون من خلال ما يختارونه من ألعاب، أو طبيعة الأنشطة التي يفضلون ممارستها، أو من خلال قراءة القصص، ويفضل أن لا نتبع أسلوبا واحدا في التعامل مع أبنائنا، فقد تعددت أنماط شخصيات الأطفال كما ذكر العلماء، فهناك الطفل العنيد، والطفل الخجول “الحساس” والطفل الأناني، وفي حال عدم معرفة كيفية التعامل مع أحدهم، يفضل أن نلجأ الى الأخصائي التربوي لمساعدتنا على ذلك. وعلى اختلاف تصنيفات العلماء لشخصيات الأطفال، إلا أنه يتوجب علينا أن نحترم هذا الاختلاف، لأنه هو ما يميزنا عن غيرنا، ويجعل منا أشخاصا مختلفين متميزين، لكل منا شخصيته وبصمته الخاصة في هذه الحياة.
مشاركة :