حين يكون طموح الجماهير عاليا ومتناغما مع العمل الذي تقدمه إدارة النادي تكون المحصلة النهائية مبهجة لكل الأطراف، على مدى ال 20 سنة الماضية كانت الإدارات التي تقود دفة الأصفر مدعومة بمساندة جماهيرية كبيرة لا تقل عن ذلك الذي يتصدر ترتيب فرق الدوري السعودي اليوم، وكانت طموحاتها على الدوام الفوز بالبطولات بغض النظر عن الفوارق الفنية الظاهرة لمصلحة الآخرين نتيجة تدعيم صفوفهم بلاعبين محليين مميزين، والفوز بصفقات أجنبية أحدثت الفارق وسط فرجة النصراويين إدارات وأعضاء شرف تركوا فريقهم بلا أسلحة، وارتضوا لنصرهم الغياب سنوات تاركا ساحات المنافسة على الألقاب لأندية الهلال والاتحاد والشباب، في حضرة الجماهير العاشقة التي سجلت مواقف تاريخية؛ أحزنها التباين الواضح بين طموحها الكبير، وعمل إدارات متعاقبة جمعت سوء إدارة الأمور، وخذلها الشرفيون فلم يتمكنوا من مجابهة امبراطوريات مالية للأندية لتتغير الموازين ويتقاسم المنافسون الكعكة لسنوات. جماهير النصر. . من يملك قاعدة جماهيرية بحجم جماهير النصر لا يشك لحظة في أن يوما ما سيشهد عودة فريقها (العالمي) لوهجه وطموحه الذي يتناسب مع تاريخه الكبير، مهما بلغ السقوط، وتضاعفت الانكسارات، وتوالت الهزائم، وتكرر الخروج المرير من البطولات سيأتي اليوم الذي يعود فيه (الفارس) لمقدمة الصفوف؛ فمن يملك جماهير مساندة في كل مدينة ومحافظة وقرية، تؤازر بقوة، وتصفق بحرارة سيعود لمكانته التي تليق به، سيعود حتما عن طريقها، وبدعمها وتشجيعها، الجماهير هي الدافع لبذل الإدارات المخلصة المحبة الغالي والنفيس لإرضائها، بالتعاقد مع الكفاءات التدريبية المميزة، واستقطاب خيرة اللاعبين الوطنيين والأجانب، وهي الدافع للنجوم لتقديم كل ما يملكون لرسم البسمة على شفاهها، وهي المحفز للشركات الراعية للاستثمار للاستفادة من شعبيته الجارفة لتسويق علاماتها التجارية، والمفترض أن يكون محفزا للشرفيين لدعم ناديهم ومساندة الإدارة التي صنعت فريقا قويا على مدى أربع سنوات بات اليوم في صدارة الدوري السعودي ومرشحا أول للفوز بلقبه، وليس بعيدا عن بطولة كأس ولي العهد. لا يكاد مسؤول أو لاعب نصراوي ينهي تصريحه عقب نهاية كل مباراة إلا بالإشارة للدور المهم لجماهير النصر في تحفيز فريقهم وقيادته للانتصارات، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ فمن شاهد الخطأ الذي ارتكبه قائد النصر حسين عبدالغني أمام التعاون وأدى لاستقباله هدف التعادل وكيف صفقت الجماهير للاعب؛ بدلا من أن تلومه في وقت يكلف مثل هذا الخطأ فقدان نقطتين قد تكونان سببا في اهتزاز مسير فريق وسط ملاحقة الوصيف؛ فكان الموقف المثالي للجماهير داعما لعبدالغني وكل زملائه لإكمال المباراة وسط معنويات مرتفعة؛ ليخرجوا في النهاية بالنقاط الثلاث ويحافظوا على فارق النقاط الأربع. أما لوحات الحب الفنية الجميلة باللونين الأصفر والأزرق التي تصنعها جماهير النصر في المدرجات وبرزت بشكل لافت في مباراة الأهلي باستاد الملك فهد الدولي فكانت نموذجا للتناغم وأضفت جمالا خاصا على المباريات. مقال للكاتب عبدالله الفرج في جريدة الرياض
مشاركة :