عاد النصر لمنصات التتويج أخيرا، وعادت الأفراح لجماهيره الكبيرة المخلصة الداعمة له في كل زمان ومكان، ومن البوابة الهلالية الصعبة تحققت آمالها وطموحاتها بإحراز لقب كأس ولي العهد للمرة الثالثة في تاريخه، عاد (العالمي) والعود أحمد، ما أجملها من عودة، وما أروعه من نصر في مباراة ختامية مثالية، قدم فيها نجوم (العالمي) أداء رائعا لم يتأثر لاعبوه بالهدف الباكر الذي استقبلته شباك عبدالله العنزي (أفضل حارس مرمى سعودي) وسط غفلة المدافعين؛ فتمكنوا من الحفاظ على توازنهم، والعودة مجددا لأجواء اللقاء على طريقة الكبار، وهو الأمر الذي كرره النصر مرات عدة هذا الموسم، يتأخر بهدف في الشوط الأول، ويعود في الثاني لقلب الطاولة منتصرا، باتت جماهيره على ثقة تامة بأن نصر 2014 بات يملك نجوما قادرين على تحويل مسار المواجهات؛ أيا كان المنافس، ومهما تعرض لظروف قبل وأثناء المباريات، وما قدمه لاعبو النصر من أداء تكتيكي وجهد وروح عالية تفوقوا به على الهلال مستوى ونتيجة هو نتاج العمل المنظم والإعداد المميز للجهازين الإداري والفني وما تفوق المدرب كارينو وروعة تعامله قبل وأثناء مباريات الدوري وكأس ولي العهد وتداخلهما وإجادة الاستفادة من العناصر المميزة على دكة البدلاء وسط توزيع مثالي لجهد اللاعبين؛ إلا دليل واضح على تميز الأصفر أثمر تحقيق لقب الكأس، وحافظ على تصدره للدوري بفارق ست نقاط، وباتت حظوظه أكبر اليوم بحسم الدوري وجمعه للكأس؛ سواء من الناحية المعنوية بدافع دخوله المواجهات المقبلة بروح البطل، أو لقناعة اللاعبين بأنهم يتفوقون على الهلال من الناحية الفنية والعناصرية بعد هزيمتهم له مرتين هذا الموسم. نصر 2014 البطل الذي بدأ الحصاد لم يتكوّن بسهولة؛ بل هو نتاج عمل مختلف تصدت له إدارة الأمير فيصل بن تركي، كانت مع بدايات تسلمها دفة الأمور أمام بقايا نصر، فريق بلا نجوم وضعف شامل في لعبة كرة القدم وسط إهمال للقاعدة استمر سنوات، فبدأت المهمة الصعبة وسط دعم جماهيري هائل، كانت الإدارات النصراوية السابقة تقف موقف المتفرج على الأندية الأخرى وهي تدعم فرقها بأبرز اللاعبين المحليين والأجانب، وأدى ذلك لاتساع الهوة بينها وبين النصر الذي ابتعد جراء ضعف إمكانات لاعبيه سنوات طويلة عن منصات التتويج، أما الإدارة الحالية فأعلنت فور قدومها للمنافسة الفوز بأبرز النجوم السعوديين معظمهم شارك في النهائي، ومنهم من تواجد في قائمة البدلاء ليتفق معظم متابعي الكرة السعودية أن النصر يملك اليوم فريقين قويين في مستوى واحد. ألف مبروك لجماهير النصر التي صبرت كثيرا وفرحت أخيرا، والإدارة أكدت الأيام أن اختياراتها التي وجدت اعتراضات المحبِطين كانت صحيحة، مبروك للأجهزة الفنية والإدارية التي بذلت الكثير، أما اللاعبون الأبطال بقيادة النجم الكبير عبدالغني والحارس العملاق العنزي والهداف المميز السهلاوي وبقية زملائهم الذين توشحوا الذهب فهم يستحقون التهنئة الكبرى نظير ما بذلوه من جهود مخلصة لترجمة العمل المختلف الذي يقدّم في نادي النصر. مقالة للكاتب عبدالله الفرج عن جريدة الرياض
مشاركة :