تراجع دونالد ترامب المنافس الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب «الجمهوري» لانتخابات الرئاسة الأميركية عن تعهده سابقاً تأييد أي مرشح آخر غيره قد يختاره الحزب، في إشارة إلى توتر متزايد بينه وبين منافسه الرئيسي تيد كروز. وفي لقاء نظمته محطة «سي أن أن» أمس (الثلثاء) سُئل ترامب عن التزامه تعهداً قدمه في أيلول (سبتمبر) الماضي يقضي بتأييد أي مرشح جمهوري لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل أجاب: «لا، لم أعد أؤيد ذلك». ويأتي تراجعه في محاولة لتحدّي السناتور الجمهوري كروز، والذي يأتي في المرتبة الثانية بعد بليونير نيويورك في السباق إلى كسب أصوات 1237 مندوبا مطلوبين للفوز بترشيح الحزب. وكان توقيع ترامب وجميع منافسيه التعهد مهماً لمساعدته في كسب صدقية داخل اللجنة القومية للحزب. أما كروز فأجاب لدى سؤاله في لقاء سابق مع المحطة نفسها، عن التزامه التعهد ذاته فقال: «دعوني أخبركم بالحل الذي أقدمه لهذا السؤال، دونالد لن يكون مرشح الحزب الجمهوري، سنهزمه»، وردّ ترامب إنه «يستطيع الفوز من دون تأييد كروز»، قائلاً: «شاهدته الليلة ورأيت كم كان معذباً عندما طرح عليه ذلك السؤال نفسه (...) لا أريده أن يتعذب، دعني أقول لك أنني لا أريد تأييده ولا أحتاجه، لا أريد أن يكون منزعجا». وفي إطار دعمه مجدداً امتلاك اليابان سلاحاً نووياً قال أثناء المقابلة: «عليها امتلاك سلاح نووي لحماية نفسها من كوريا الشمالية، فالحماية الأميركية مكلفة جداً (..) نحن نهتم بالاحتياجات العسكرية لليابان، وسنكون في حال أفضل إذا حمت نفسها من مجنون كوريا الشمالية»، في إشارة إلى الزعيم كيم جونغ أون. وأكد ترامب في المقابلة نفسها أنه سيسحب القوات الأميركية من اليابان وكوريا الجنوبية ما لم يقر البلدان زيادة كبيرة في مساهمتهما المادية لتغطية الوجود العسكري الأميركي على أراضيهما، وقال: «لا يمكننا تحمّل خسارة مبالغ كبيرة تُقدّر ببلايين الدولارات على كل هذا«. وفي إطار الحملة الانتخابية، دافع ترامب أمس عن مدير حملته واقرب مستشاريه كوري لوينداوسكي المتهم بالتسبب برضوض للصحافية ميشيل فيلدز ، اثناء مؤتمر صحافي في فلوريدا في الثامن من آذار (مارس) الجاري، بينما كانت تحاول طرح سؤال على المرشح قبل ثلاثة أسابيع. وقال ترامب قبل تجمع انتخابي في جينسفيل بولاية ويسكونسن: «كان يحاول منعها من الاقتراب، هي تشبثت بي وطرحت علي أسئلة»، مشيراً إلى أنه يمكن أن يتقدم بشكوى ضدها. وكانت الشرطة وجهت أمس إلى لوينداوسكي (42 عاماً) تهمة الضرب بسبب «تعامله بخشونة مع صحافية». وقال الناطق باسم الشرطة آدم براون في بلدة جوبيتير بولاية فلوريدا إن لوينداوسكي :«اعتقل صباح اليوم وأُفرج عنه بمذكرة من الشرطة للمثول أمام المحكمة». وأكدت الحملة في بيان أن لوينداوسكي «بريء تماما من هذه التهمة وسيتقدم باستئناف ينفي فيه التهم ويتطلع إلى يوم مثوله أمام المحكمة وهو واثق تماما من انه ستتم تبرئته»، وقال في تغريدة عبر «تويتر» وجهها للصحافية: «انت متوهمة تماما، لم ألمسك مطلقاً، ولم اقابلك أساساً». وأثارت هذه القضية انتقادات حادة من قبل خصوم ترامب الجمهوريين والديموقراطيين القلقين من وقوع حوادث متكررة تنطوي على عنف كلامي أو جسدي، ويهاجم أنصار قطب العقارات الثري المتظاهرين خلال تجمعاته الانتخابية. وكانت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون هاجمت أمس بشدة حملة ترامب التي تتركز على «المهاجرين والمسلمين والنساء» موضحة أنه «يضرم حرائق سياسية، ويُشعل النيران، والناس يتصرفون بشكل مؤسف، لذلك يجب تحميله مسؤولية ذلك». وقال كروز إن ذلك هو نتيجة «ثقافة ترامب»، مديناً حملته التي «تعتمد الإهانات والتهجم الشخصي والعنف الجسدي».
مشاركة :