رواد الطرب والمغنى في الماضي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء ) ..ج١/ ٢

  • 1/19/2024
  • 08:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة همة نيوز : أ. صالح سعد النصر . لا يخلو أي مجتمع مهما كان بسيطا أو محافظا من طرب ومغنى ، ومدينة المبرز برز بها قديما عدد من المطربين رغم ضعف الإمكانات المساعدة لهم وكانت بداية البعض منهم على عود الصفيح ( جالون الزيت المزود بأوتار النايلون المصنع لشبكة صيد الأسماك ) وعدم قبول غالبية الأهالي لمن يسلك هذا المجال ( وجود محظور اجتماعي وديني ) لأن المبرز كانت ومازالت من المدن المحافظة على العادات والتقاليد والتدين . ورغم ضيق ذات اليد لأغلب المغنين إلا أن الغناء كان يصاحب معظم الأعمال كأهازيج الغوص والبناء والفلاحة والحياكة ودق الحب والصرام والصًدَر (سقي المزارع) ودبغ الجلود والنجارة وغيرها الكثير ، وهذا الغناء الذي يصحب تلك الأعمال لم يجد معارضة من معظم الناس عكس الفنون الأخرى كضرب العود والكمنجة والمزمار وغيرها الذي كان يجرم صاحبه وربما بلغ عنه العمدة أو الشرطة أو الهيعه ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ، لكن شغفهم وتضحياتهم من أجل هذا الفن الغنائي الأخير ، فقد أبدعوا وصالوا وجالوا فكانت لهم بصمة سجلها التاريخ وحفروا أسماءهم بأوتار من ذهب على سطور التاريخ الغنائي رغم البدايات البسيطة لمشوارهم الفني بمصاحبة الأصدقاء أو عبر الجلسات الخاصة في عين أم سبعة أوعين نجم أو المزارع أو المناسبات الرسمية مثل قدوم الملك سعود بن عبدالعزيز طيب الله ثراه أو إفتتاح الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه- لمشروع الري والصرف عام 1390 هـ والتي خلدها عميد الغناء السعودي والخليجي الفنان المبدع مطلق دخيل ( بلبل الجزيرة ) بأغنية جميلة خالدة باللون العسكري جاء فيها ( إن كنت مسافر ياخي تمهل واسمع مني شوي . . إذا قصدك تتسلى لا يفوتك مشروع الري ) بهذه المناسبة السعيدة من كلمات الشاعر محمد الجنوبي . أو الحفلات التي يقيمها بعض الموسرين بالزواجات أو في الليالي الملاح أو تقام على مسرح مقر نادي الفتح في منزل عبداللطيف بن أحمد المغلوث أو في بعض المنازل الخاصة أو في مقر دار الفنون الشعبية بعد ظهورها خاصة فنون العرضة . وأذكر أن من شدة خوفهم على آلاتهم وبخاصة آلة العود ، فقد كان بعضهم يضعه في خيشة العيش (الرز ) أو في صندوق خشية أن يكسر أو يتلف ؛ لأنه غالٍ جدا ، ويجلب إما من البحرين أو الكويت أو مصر أو العراق وأزيدك علما أن بعض المطربين كان يقوم بتأليف كلمات الأغنية ويلحنها وبعد ذلك يؤديها بنفسه وبعضهم يختار أغانيه من بطون كتب الشعر العربي أو من أشعار الشعراء المعروفين في المجتمع مثل حمد العبداللطيف المغلوث وعبدالوهاب المتيعب وسليم بن عبدالحي ومبارك العقيلي وجواد الشيخ ومحمد الجنوبي وعبدالله الجنوبي وخليفة عبدالحي وسلطان الملحم وعبدالله الباروت وعبدالجليل القطان ونورة الحمد ومحمد الخماس وفيصل المذن ( الخاطر ) ومحمد المبيريك وعبداللطيف الشيخ وحمدان بن ناصر وحسين بن زايد وعبدالله البريكان وسلمان بوناصر وعبدالرحمن المريخي وراضي السبت وصالح المحسن وإبراهيم الحداد وعبدالرحمن القعيمي ونورة الحوشان وابراهيم الغدير والدكتور غازي القصيبي وإبراهيم العويصي وعبدالعزيز المبارك وأحمد العرفج ومحمد العبدالقادر والأمير فيصل بن فهد بن جلوي وشاكر الشيخ وخالد العوض .وأذكر أن عميد الغناء الأستاذ / مطلق دخيل ( بلبل الجزيرة ) طلب من أسرة المغلوث عام 1421 هـ أن يشدو بإحدى قصائد الشاعر الكبير حمد العبداللطيف المغلوث ( شاعر الخليج النبطي ) وهي قصيدة ( باح العزا من الحبيب الجنوبي ) فتمت له الموافقة وغناها ولقد أجاد فيها من كافة النواحي ويقول مطلعها : باح العزا من الحبيب الجنوبي . ياعلي كن العقل بالكف مجذوب ياعلي تذكار أريش العين دوبي. زوله يزول لي وأنا عنه محجوب. أبكي على فرقاه والعين واهوبي والدمع من عيني على الخد مسكوب من حر نار الولف مزعت ثوبي. وطوحت بالونه على كل نبنوب. وعقب الستر كل الخلايق دروبي . والسد ثار من الحشا ثورة الطوب. وهي بحق من روائع القصايد التي نظمها شاعرنا الكبير . ولقد بذل بعض المطربين جهودًا مضنية من وقته وصحته وماله في هذا المجال وتكبد عناء السفر للبحرين وبيروت وكذلك لمصر من أجل تسجيلأغانيه على الاسطوانات حيث يتم التسجيل بالماضي في قالب خاص ثم تطبع على اسطوانات القار أو النيلون ( البلاستيك ) عن طريق الموزع مثل سهيل فون ، وزهور الأحساء ، وهجر فون ، والمبرز فون ، والكواكب ، والسدراني فون ، وخليفة فون ويوسف فون وغيرها والشي الجميل لهؤلاء الرواد هو إنكار الذات لديهم حيث التعاون موجود والألفة والمحبة بينهم والثناء على بعضهم البعض في سابقة قلما نجدها في مجال يتميز بالتنافس من أجل تسيد الساحة الغنائية ، وكانت الفرقة الموسيقية المصاحبة لهم بسيطة التكوين ( العود / الكمنجه / القانون / الطار / الطبل / المرواس / الدرنغه / التشيلو / البوص ( الناي ) وغيرها . صحيفة همة نيوز : أ. صالح سعد النصر . لا يخلو أي مجتمع مهما كان بسيطا أو محافظا من طرب ومغنى ، ومدينة المبرز برز بها قديما عدد من المطربين رغم ضعف الإمكانات المساعدة لهم وكانت بداية البعض منهم على عود الصفيح ( جالون الزيت المزود بأوتار النايلون المصنع لشبكة صيد الأسماك ) وعدم قبول غالبية الأهالي لمن يسلك هذا المجال ( وجود محظور اجتماعي وديني ) لأن المبرز كانت ومازالت من المدن المحافظة على العادات والتقاليد والتدين . ورغم ضيق ذات اليد لأغلب المغنين إلا أن الغناء كان يصاحب معظم الأعمال كأهازيج الغوص والبناء والفلاحة والحياكة ودق الحب والصرام والصًدَر (سقي المزارع) ودبغ الجلود والنجارة وغيرها الكثير ، وهذا الغناء الذي يصحب تلك الأعمال لم يجد معارضة من معظم الناس عكس الفنون الأخرى كضرب العود والكمنجة والمزمار وغيرها الذي كان يجرم صاحبه وربما بلغ عنه العمدة أو الشرطة أو الهيعه ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ، لكن شغفهم وتضحياتهم من أجل هذا الفن الغنائي الأخير ، فقد أبدعوا وصالوا وجالوا فكانت لهم بصمة سجلها التاريخ وحفروا أسماءهم بأوتار من ذهب على سطور التاريخ الغنائي رغم البدايات البسيطة لمشوارهم الفني بمصاحبة الأصدقاء أو عبر الجلسات الخاصة في عين أم سبعة أوعين نجم أو المزارع أو المناسبات الرسمية مثل قدوم الملك سعود بن عبدالعزيز طيب الله ثراه أو إفتتاح الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه- لمشروع الري والصرف عام 1390 هـ والتي خلدها عميد الغناء السعودي والخليجي الفنان المبدع مطلق دخيل ( بلبل الجزيرة ) بأغنية جميلة خالدة باللون العسكري جاء فيها ( إن كنت مسافر ياخي تمهل واسمع مني شوي . . إذا قصدك تتسلى لا يفوتك مشروع الري ) بهذه المناسبة السعيدة من كلمات الشاعر محمد الجنوبي . أو الحفلات التي يقيمها بعض الموسرين بالزواجات أو في الليالي الملاح أو تقام على مسرح مقر نادي الفتح في منزل عبداللطيف بن أحمد المغلوث أو في بعض المنازل الخاصة أو في مقر دار الفنون الشعبية بعد ظهورها خاصة فنون العرضة . وأذكر أن من شدة خوفهم على آلاتهم وبخاصة آلة العود ، فقد كان بعضهم يضعه في خيشة العيش (الرز ) أو في صندوق خشية أن يكسر أو يتلف ؛ لأنه غالٍ جدا ، ويجلب إما من البحرين أو الكويت أو مصر أو العراق . وأزيدك علما أن بعض المطربين كان يقوم بتأليف كلمات الأغنية ويلحنها وبعد ذلك يؤديها بنفسه وبعضهم يختار أغانيه من بطون كتب الشعر العربي أو من أشعار الشعراء المعروفين في المجتمع مثل حمد العبداللطيف المغلوث وعبدالوهاب المتيعب وسليم بن عبدالحي ومبارك العقيلي وجواد الشيخ ومحمد الجنوبي وعبدالله الجنوبي وخليفة عبدالحي وسلطان الملحم وعبدالله الباروت وعبدالجليل القطان ونورة الحمد ومحمد الخماس وفيصل المذن ( الخاطر ) ومحمد المبيريك وعبداللطيف الشيخ وحمدان بن ناصر وحسين بن زايد وعبدالله البريكان وسلمان بوناصر وعبدالرحمن المريخي وراضي السبت وصالح المحسن وإبراهيم الحداد وعبدالرحمن القعيمي ونورة الحوشان وابراهيم الغدير والدكتور غازي القصيبي وإبراهيم العويصي وعبدالعزيز المبارك وأحمد العرفج ومحمد العبدالقادر والأمير فيصل بن فهد بن جلوي وشاكر الشيخ وخالد العوض .وأذكر أن عميد الغناء الأستاذ / مطلق دخيل ( بلبل الجزيرة ) طلب من أسرة المغلوث عام 1421 هـ أن يشدو بإحدى قصائد الشاعر الكبير حمد العبداللطيف المغلوث ( شاعر الخليج النبطي ) وهي قصيدة ( باح العزا من الحبيب الجنوبي ) فتمت له الموافقة وغناها ولقد أجاد فيها من كافة النواحي ويقول مطلعها : باح العزا من الحبيب الجنوبي . ياعلي كن العقل بالكف مجذوب ياعلي تذكار أريش العين دوبي. زوله يزول لي وأنا عنه محجوب. أبكي على فرقاه والعين واهوبي والدمع من عيني على الخد مسكوب من حر نار الولف مزعت ثوبي. وطوحت بالونه على كل نبنوب. وعقب الستر كل الخلايق دروبي . والسد ثار من الحشا ثورة الطوب. وهي بحق من روائع القصايد التي نظمها شاعرنا الكبير . ولقد بذل بعض المطربين جهودًا مضنية من وقته وصحته وماله في هذا المجال وتكبد عناء السفر للبحرين وبيروت وكذلك لمصر من أجل تسجيلأغانيه على الاسطوانات حيث يتم التسجيل بالماضي في قالب خاص ثم تطبع على اسطوانات القار أو النيلون ( البلاستيك ) عن طريق الموزع مثل سهيل فون ، وزهور الأحساء ، وهجر فون ، والمبرز فون ، والكواكب ، والسدراني فون ، وخليفة فون ويوسف فون وغيرها . والشي الجميل لهؤلاء الرواد هو إنكار الذات لديهم حيث التعاون موجود والألفة والمحبة بينهم والثناء على بعضهم البعض في سابقة قلما نجدها في مجال يتميز بالتنافس من أجل تسيد الساحة الغنائية ، وكانت الفرقة الموسيقية المصاحبة لهم بسيطة التكوين ( العود / الكمنجه / القانون / الطار / الطبل / المرواس / الدرنغه / التشيلو / البوص ( الناي ) وغيرها . عبدالله بورسيس

مشاركة :