قدوم الجراد في الماضي بين فرح وترح الأهالي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء ) ..

  • 2/22/2024
  • 12:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة همة نيوز : بقلم أ صالح سعد النصر .. عندما تصل الأنباء عن قدوم أسراب الجراد لضواحي المبرز ينقسم الأهالي بها إلى قسمين :- الأول / حزين خائف يترقب ماذا سيسفر عنه قدوم هذا الضيف الثقيل من وجهة نظرهم فقدومه حقا يعتبر كارثة وحتما سيلحق الضرر بمزارعهم لأنه إذا وقع على الزرع فتك به و أكله وتركه في صورة جرداء وله من اسمه نصيب ( الجراد ) ويعمدون على طرق التنك (الصفيح) لطرده عن مزارعهم . الثاني / سعيد وفرح ومسرور بمقدمه ويحرص كل الحرص على استثمار ذلك ويعمل على وضع الخطط لصيده والحصول على كميات كبيرة منه ، فيخرجون جماعات بطعامهم وشرابهم ويمكثون في تلك الرحلة مابين يومين إلى ثلاثة أيام ومعهم أكياس ( خياش ) الرز لكي يضعوا الجراد فيها وإذا وجدوه يحفرون الخنادق الطولية وتسمى (زبيه ) مع وضع قليل من شجرة العرفج في قعرها ومع الفجر والبرد يعملون على مطاردته من كل حدب وصوب حتى يقع في تلك الخنادق ، وعندما تمتلئ يؤخذ الجراد بواسطة العرفج ويوضع بأكياس الخيش ، علما أن جمعه لايخلو من المخاطر لأن العقارب والحيات ( الأفاعي ) تندس معه . وقبل توفر المادة لدى الأهالي كان قسم كبير منهم يحبون أكله بعد نزع الجناحين والأفخاذ والساقين ( العصاقيل ) والرأس وبعضهم يأكله مع الرأس والأفخاذ و بنهم . ومذاقه كمحاح البيض بعد طبخه في قدر ( جدر) مسلوقا أومشويًا مشكوكًا في سيم ( سيخ ) ، ومن يأكله لايمل منه وهو علاج ومفيد فهو غذاء ودواء لأمراض الكبد والمعدة ( يخرج الغش بهما ) وفي هذا الصدد يقول المثل الشعبي ( إذا جاء الجراد انثر الدواء وإذا ظهر الفقع صر الدواء ) لأن الجراد يأكل من مختلف الأزهار والأوراق أما الفقع فمهما حرصت على تنظيفه تبقى الأتربة عالقة به ولاتخلو منه ، وقسم ثان منهم يجفف ويخزن ويحتفظ بالجراد كنوع من الإيدام لأكله لاحقا بعد دقه ، وقسم ثالث يبيعون الجراد بالأسواق في أكياس صغيرة وبائعه ينادي بقوله حي بحي مكن مكن .والمتأمل لجسم الجراد يلحظ أنه ورغم ضعفه أخذ عشر صفات من جبابرة الحيوانات تتمثل في الأتي :- 1- وجه فرس 2- عينا فيل 3- عنق ثور 4- قرنا آيل 5- صدر أسد 6- بطن عقرب 7- جناح نسر 8- فخذ جمل 9- ساق نعامة 10- ذنب حية . سبحان الخالق عزوجل . والجراد عدة أحجام كحجم أصابع الخنصر والبنصر والوسطى ، وألوانه مختلفة بعضه أحمر يميل للبني والأصفر وهو التهامي وهو الأجود والصحراوي والبعض الآخر أحمر اللون وهو البحري وهناك نوع رابع مزيج من الأصفر والأسود وهو الأفريقي ويسمى ذكره بالعصفور أما الأنثى فتسمى بالمكنة ويفضلها الأهالي في الأكل لأنها حبلى بالبيض ( سمينه ) ، وهناك أرجوزة في ذلك تقول :- عصفور طلق مكنة كل الشحم في بطنه . وبسبب أثاره السلبية وسطوته في أطواره الثلاثة ( الدبا وهو طوره الأصغر ثم ينمو ويسمى بالخيفان ثم يتحول إلى حشرة كاملة ( جرادة ) .وتحرص الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة على مكافحته ورشه بالمبيدات الحشرية لحماية المزروعات من خطره وشراسته عليها ، وتحذر من أكله وتمنع أيضا بيعه لأنه ملوث بالسم (سم مكافحة الجراد ) علما أن وجود الجراد بكثرة في الماضي يؤدي لرخص اللحم . رحم الله من مات منهم وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء. 1- كتاب أحاديث بلدتي القديمة تأليف أ/ عبدالله أحمد الشباط .2-كتاب موسوعة تراث الأحساء الميسرة تأليف أ/ طاهر معتوق العامر .3- كتاب من الذاكرة الأحسائية تأليف أ/ أحمد حسن البقشي .4- الموسوعة الكويتية تأليف أ/ حمد محمد السعيدان . شكر خاص لكل من :-1-أ/ خالد عبدالله الحليبي .2- أ/ وليد سليم السليم . صحيفة همة نيوز : بقلم أ صالح سعد النصر .. عندما تصل الأنباء عن قدوم أسراب الجراد لضواحي المبرز ينقسم الأهالي بها إلى قسمين :- الأول / حزين خائف يترقب ماذا سيسفر عنه قدوم هذا الضيف الثقيل من وجهة نظرهم فقدومه حقا يعتبر كارثة وحتما سيلحق الضرر بمزارعهم لأنه إذا وقع على الزرع فتك به و أكله وتركه في صورة جرداء وله من اسمه نصيب ( الجراد ) ويعمدون على طرق التنك (الصفيح) لطرده عن مزارعهم . الثاني / سعيد وفرح ومسرور بمقدمه ويحرص كل الحرص على استثمار ذلك ويعمل على وضع الخطط لصيده والحصول على كميات كبيرة منه ، فيخرجون جماعات بطعامهم وشرابهم ويمكثون في تلك الرحلة مابين يومين إلى ثلاثة أيام ومعهم أكياس ( خياش ) الرز لكي يضعوا الجراد فيها وإذا وجدوه يحفرون الخنادق الطولية وتسمى (زبيه ) مع وضع قليل من شجرة العرفج في قعرها ومع الفجر والبرد يعملون على مطاردته من كل حدب وصوب حتى يقع في تلك الخنادق ، وعندما تمتلئ يؤخذ الجراد بواسطة العرفج ويوضع بأكياس الخيش ، علما أن جمعه لايخلو من المخاطر لأن العقارب والحيات ( الأفاعي ) تندس معه . وقبل توفر المادة لدى الأهالي كان قسم كبير منهم يحبون أكله بعد نزع الجناحين والأفخاذ والساقين ( العصاقيل ) والرأس وبعضهم يأكله مع الرأس والأفخاذ و بنهم . ومذاقه كمحاح البيض بعد طبخه في قدر ( جدر) مسلوقا أومشويًا مشكوكًا في سيم ( سيخ ) ، ومن يأكله لايمل منه وهو علاج ومفيد فهو غذاء ودواء لأمراض الكبد والمعدة ( يخرج الغش بهما ) وفي هذا الصدد يقول المثل الشعبي ( إذا جاء الجراد انثر الدواء وإذا ظهر الفقع صر الدواء ) لأن الجراد يأكل من مختلف الأزهار والأوراق أما الفقع فمهما حرصت على تنظيفه تبقى الأتربة عالقة به ولاتخلو منه ، وقسم ثان منهم يجفف ويخزن ويحتفظ بالجراد كنوع من الإيدام لأكله لاحقا بعد دقه ، وقسم ثالث يبيعون الجراد بالأسواق في أكياس صغيرة وبائعه ينادي بقوله حي بحي مكن مكن .والمتأمل لجسم الجراد يلحظ أنه ورغم ضعفه أخذ عشر صفات من جبابرة الحيوانات تتمثل في الأتي :- 1- وجه فرس 2- عينا فيل 3- عنق ثور 4- قرنا آيل 5- صدر أسد 6- بطن عقرب 7- جناح نسر 8- فخذ جمل 9- ساق نعامة 10- ذنب حية . سبحان الخالق عزوجل . والجراد عدة أحجام كحجم أصابع الخنصر والبنصر والوسطى ، وألوانه مختلفة بعضه أحمر يميل للبني والأصفر وهو التهامي وهو الأجود والصحراوي والبعض الآخر أحمر اللون وهو البحري وهناك نوع رابع مزيج من الأصفر والأسود وهو الأفريقي ويسمى ذكره بالعصفور أما الأنثى فتسمى بالمكنة ويفضلها الأهالي في الأكل لأنها حبلى بالبيض ( سمينه ) ، وهناك أرجوزة في ذلك تقول :- عصفور طلق مكنة كل الشحم في بطنه . وبسبب أثاره السلبية وسطوته في أطواره الثلاثة ( الدبا وهو طوره الأصغر ثم ينمو ويسمى بالخيفان ثم يتحول إلى حشرة كاملة ( جرادة ) .وتحرص الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة على مكافحته ورشه بالمبيدات الحشرية لحماية المزروعات من خطره وشراسته عليها ، وتحذر من أكله وتمنع أيضا بيعه لأنه ملوث بالسم (سم مكافحة الجراد ) علما أن وجود الجراد بكثرة في الماضي يؤدي لرخص اللحم . رحم الله من مات منهم وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء. 1- كتاب أحاديث بلدتي القديمة تأليف أ/ عبدالله أحمد الشباط .2-كتاب موسوعة تراث الأحساء الميسرة تأليف أ/ طاهر معتوق العامر .3- كتاب من الذاكرة الأحسائية تأليف أ/ أحمد حسن البقشي .4- الموسوعة الكويتية تأليف أ/ حمد محمد السعيدان . شكر خاص لكل من :-1-أ/ خالد عبدالله الحليبي .2- أ/ وليد سليم السليم . عبدالله بورسيس

مشاركة :