بيئيون يحذرون من التقليم العشوائي لأشجار الغاف

  • 1/22/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حذر مختصون في البيئة من تقليم أشجار الغاف بطرق عشوائية وغير علمية، مؤكدين أن هذه الشجرة تعتبر من الموارد الثقافية الأصلية التي عاصرت تاريخ الإمارات. وأفادوا بأن شجرة الغاف صديقة للبيئة وتتأقلم مع مناخ الدولة وتتحدى الرطوبة والجفاف والحرارة، وتسهم في تعزيز الجانب البيئي والجمالي للمدن، كما أنها تحافظ على الموروث الشعبي؛ لما تمثله من أهمية اجتماعية وبيئية. جاء ذلك بعد إطلاق عدد من الجهات المعنية في إمارات الدولة حملات تُعنى بكيفية تقليم أشجار الغاف بهدف تعزيز مشاركة أفراد المجتمع في الحفاظ على الجانب البيئي والجمالي لمدن الدولة. مكونات البيئة وأكد عدد من المختصين لـ«البيان» أن أشجار الغاف تعد من مكونات البيئة الصحراوية في الإمارات، وتلعب دوراً مهماً في التوازن البيئي، كما أنها تمتاز بقوة تحملها كافة الظروف التي تحيط بالبيئة الصحراوية. يشار إلى أن بلدية منطقة العين أعلنت في ديسمبر الماضي عن إطلاق حملة «تقليم أشجار الغاف»، والمستمرة حتى يناير الجاري، منوهة بضرورة الالتزام بالمدة المحددة لتقليم أشجار الغاف، واستخدام أداة «الخصين – الفأس الصغيرة» فقط في عملية التقليم. وكشفت البلدية عن أبرز إرشادات تقليم أشجار الغاف، التي تتمثل في عدم السماح بالتقليم على الشوارع الرئيسية وجوانب المماشي، وألا تتجاوز نسبة التقليم 20 % من أفرع الشجرة، وأن يكون التقليم في الأفرع الثانوية من الأشجار، وتجنب قطع الأفرع الرئيسية للأشجار، وأن يكون التقليم بشكل منتظم من جميع الأطراف في الأفرع الثانوية للمحافظة على الشكل الجمالي للغاف. من جانبه، حذر الدكتور إبراهيم علي محمد، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية، من عدم الالتزام بتعليمات كافة الجهات المعنية في الدولة بعدم قطع وتقليم أشجار الغاف بطريقة عشوائية، مؤكداً ضرورة أن تتم عملية التقليم من دون الإضرار بجسم الشجرة التي تعد جزءاً مهماً في النظام البيئي الصحراوي. وأردف أن مثل هذه الحملات الهادفة تسهم في إحياء الممارسات الأصيلة التي تدخل في نطاق الموروث الشعبي لدولة الإمارات، وذلك بشكل منظم بعيداً عن القطع الجائر للأشجار الذي يضر بالبيئة، ويشكل خطورة على بقاء أنواع معينة من الأشجار يعتبر الغاف من أهمها. من جانبه، شدد الدكتور عبدالله الحمد، عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية، على عدم تقليم أشجار الغاف بطرق عشوائية، مؤكداً أن شجرة الغاف تعتبر من الموارد الثقافية الأصلية التي عاصرت تاريخ دولة الإمارات، وأن تلك الشجرة تتطلب اهتماماً وعناية خاصة؛ لما تمثله من قيمة بيئية وتراثية، وهو ما نلاحظه من خلال قيام الجهات المسؤولة والمعنية في الدولة خلال الفترة الحالية بإطلاق مبادرات وحملات تخصصية تهتم بالاعتناء بها وتقليمها. ولفت إلى أن تقليم الأشجار يسهم بشكل عام في تقويتها والحفاظ عليها، مع ضرورة مراعاة أسس التقليم التي تصدر من الجهات المعنية في الدولة. وأشار أحمد الحفيتي، مزارع إماراتي وصاحب مشتل وادي دفتا، إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد أوصى بالاهتمام بأشجار الغاف ورعايتها، ووجه بعدم قطعها؛ لذلك تأخذ الجهات المعنية على عاتقها تنفيذ توجيهات الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حيث تولي اهتمامها بهذه الأشجار، حفاظاً على قيمتها التاريخية والبيئية. وأضاف الحفيتي: «من جانب آخر فإن الحملات التي تطلقها الجهات المعنية في الدولة والتي تستهدف أشجار الغاف، تأتي للحفاظ على الغاف، وتقليمها طبقاً للأصول العلمية والشروط الصحيحة، وتسهم أيضاً في الحفاظ على الجانب الجمالي للغاف». وأردف أن شجرة الغاف هي شجرة صديقة للبيئة، ومن أفضل الأشجار التي تتأقلم مع مناخ دولة الإمارات وتتحدى عواقبه من رطوبة وجفاف وحرارة. عادة متوارثة وفي سياق متصل، أكد عبدالله المر الكعبي، الباحث في التراث الإماراتي، أن حملات تقليم أشجار الغاف هي أساساً تأتي في إطار إحياء لعادة متوارثة كان يمارسها مواطنو الدولة قديماً، لا سيما فئة كبار المواطنين، وهي تقليم أشجار الغاف في فصل الشتاء. وأضاف الكعبي أن عملية التقليم تتم من خلال استخدام «الخصين»، وهي الأداة المستخدمة لقطع الأشجار، كما أن المتعارف عليه أن شجرة الغاف تشكل أهمية كبيرة في الموروث الثقافي والزراعي للدولة، إضافة إلى الدور المهم لنمط الحياة القديم في الحفاظ على استدامة الموارد. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :