ناعمة الشرهان: إنجازات المرأة تقنع المجتمع بقدراتها

  • 4/1/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وصول أول عضوة برلمانية لقبة المجلس الوطني بالانتخاب من إمارة رأس الخيمة، كان إحدى المفاجآت البرلمانية الأخيرة، إذ استطاعت ناعمة عبدالله سعيد الشرهان حصد 1004 أصوات من الناخبين في إمارة رأس الخيمة، من بين 41 مترشحاً، من بينهم 5 نساء. كانت الشرهان أول من سجلت اسمها للترشح في اليوم الثاني من فتح المجال لتقديم طلبات الترشيح، وهي أمضت قرابة 29 عاماً في وزارة التربية والتعليم، التي استلهمت منها الكثير واستخلصت من خبرتها الإدارية، القدرات التي خولتها لأن تنجح في الانتخابات. فكيف استطاعت ابنة الرمس في رأس الخيمة، الوصول إلى قبة المجلس الوطني؟ نتعرف إليها وإلى أبرز محطاتها خلال الحوار التالي معها: } كيف كانت طفولة ناعمة الشرهان؟ - درست في بداية طفولتي في مدرسة النهضة في الرمس، تلك المنطقة الساحلية التي ترعرعت فيها، وتزوجت وأنا في سن صغيرة نسبياً. } ما ترتيبك بين العائلة، وكيف واصلت درب الدراسة؟ - أنا الثانية، بين 8 إخوة، بينهم 4 ذكور و4 إناث، تولت والدتي تربية أبنائي، لأتفرغ إلى إكمال مشوار تعليمي بعد أن انفصلت عنه لمدة عام، وكانت والدتي ترى أحلامها بمستقبلي، وتشجعني على الدراسة، فأكملت دراستي في الصف الثالث الإعدادي والأول ثانوي في مدرسة هند بنت عتبة التي كان مقرها في مدينة رأس الخيمة، وبعدها ضُمت مرحلتا الثاني والثالث ثانوي في مرحلة واحدة، في عام 1983، وتخرج في تلك المرحلة عدد قليل من الطلبة، استطاعوا اجتياز العام الدراسي بنجاح، وكنت منهم، وكانت نسبتي تؤهلني لدخول الجامعة آنذاك، فانضممت لانتساب جامعة الإمارات في الشارقة، ودرست تربية وعلم نفس. وقبل أن أدخل الجامعة توفيت والدتي رحمها الله، ما أثر فيَّ كثيراً، ولأنها كانت تحثني على الدراسة، حافظت على مثابرتي لطلب العلم تحقيقاً لأمنيتها، وانتقلت تربية الأبناء لجدتي رحمها الله، وبرغم ظروف الحمل والولادة، فإنني استطعت أن أتخرج في الجامعة بمؤهل جيد جداً، ثم حصلت على دبلومٍ عالٍ في الإدارة المدرسية، وأكملته بجدارة، فأنا كنت أحب الدراسة والمذاكرة كثيراً. } ما أول وظيفة عملتِ بها؟ - أول عمل لي في عام 1987 معلمة في مدرسة الإسراء للتعليم الأساسي في الشارقة، وبقيت فيها عاماً واحداً، بعدها انتقلت لرأس الخيمة إلى مكتب الاحتياط، وعملت في ملحقٍ لروضة الرمس كمعلمة فصل للمرحلة الابتدائية، وبقيت فيها 7 سنوات، ثم رُقِّيت إلى مساعدة مديرة في مدرسة عاتكة، وبعدها بعامين رُقِّيت إلى مديرة مدرسة غليلة، وبقيت فيها 5 سنوات، إلى أن ترقيت كموجهة إدارة مدرسية، وبعدها ب 5 سنوات رُقِّيت إلى موجه أول إدارة مدرسية في عام 2010، وعملت في منطقة أم القيوين التعليمية، وبعدها انتدبت لمنطقة رأس الخيمة التعليمية وكذلك في أم القيوين، وبعدها انتقلت لمنطقة عجمان التعليمية، وكانت لي بصمة واضحة في كل من تلك الإمارات، وتكونت خبرتي ونضجت في الجانب القيادي، إذ إن الاختلاط مع البشر من مختلف المناطق يعلم الإنسان كثيراً من المهارات وحسن التعامل. } ما العقبات التي واجهتك آنذاك؟ - أبرز التحديات كان تعرضي لمواقف من البعض، ‪ فقد تدرجت في المناصب إلى أن وصلت إلى موجه أول في الإدارة المدرسية، فيما لايزال البعض، الأكبر سناً مني، مدير مدرسة، إلا أنني حاولت التأقلم مع تلك المواقف، ولم تضعفني، بل أحاول جاهدة إعادة حساباتي في كيفية التعامل مع جميع أنماط البشر، وإجمالاً قطاع التربية والتعليم يتعلم الموظف فيه كثيراً من الخبرات، أبرزها القيادة البناءة والإيجابية، ومتى تصفح وقت الصفح، وتنافس وقت التنافس، ولا تجادل، وتحاول قدر الإمكان ضبط المشاعر وموازنتها في التعامل مع الجميع، فكل مرحلة من تلك المراحل قربتني من مختلف الشرائح، فحين كنت مساعدة للمديرة، قربتني هذه الوظيفة من المعلمات والإداريات، وحين كنت مديرة مدرسة قربتني من الطلبة ومن أولياء الأمور، وحين كنت موجهة قربتني من الهيئات الإدارية في المدارس، وكل فترة من تلك المراحل تزيد من قنوات التواصل وتعمق مهارة فن التعامل مع الناس، وتعرضت فيها لعدد من المواقف، جعلتني أكثر مهارة في المحافظة على الاتزان الانفعالي، خصوصاً حين كنت عضوة في لجان التحقيق في مجال التربية والتعليم } ماذا تعلمتِ من تلك الفترات؟ - تعلمت كيف أتخذ القرار وأحل المشكلات، واحتوي العديد من المواقف بالإنصات، وواجهت فيها قيادات تربوية تخشى اتخاذ القرار، وهذه المواقف ساعدتني فيها طبيعتي الهادئة، إذ لم أكن أتخذ قراراً إلا بعد مرور 24 ساعة على الأقل، حيث إن الاندفاع في كثير من الأمور، يدفع الإنسان إلى الوقوع في الخطأ الذي يصعب تصحيحه بعدها، وكنت أتعلم العبر من أي شخص مهما كان عمره حتى من الطلبة، ومن جميع الشرائح حتى من عمال النظافة. } ما أبرز إنجازاتك؟ - بحكم عملي موجهة إدارة مدرسية كان جهدي منصباً على الإشراف على الإدارة المدرسية، إلا أنني حرصت على تنظيم الملتقيات الهادفة لتطوير العمل الإداري المدرسي، فكان أول ملتقى نظمته بعنوان صناعة المربين، حرفة العظماء استضفت فيه عدداً من الشخصيات التربوية من داخل الدولة وخارجها، وكان له أثر كبير في الميدان التربوي، إذ حرصت على أن تكون للملتقيات التربوية التي أنظمها بصمة واضحة، خاصة في تنظيم العمل الجماعي وتوثيقه، وهكذا سرت على ذلك النهج طوال خبرتي التربوية التي امتدت قرابة 29 عاماً. } وكيف كان تخطيطك للعمل اليومي؟ - الإنسان المنظم يسهل عليه إنجاز الكثير، وفي عملي أحب أن يشركني الكثير من أحبائي فيه، فيما أختار منهم كل شخصية وما يناسب مهاراتها، لهذا تنجح تلك الأعمال التي أقدمها، فبداية كل عمل أضع خطة موجهة إلى 30 مدرسة، وأختار مجموعة كونتُ فكرتي عنها مسبقاً، فكنت أعرف من يَمَلُّ سريعاً العمل، وكنت أحرص على تجنبه ولا أكمل العمل معه، ومن الذي يحب إتقان عمله، فأقربه، وأسند إليه المهام، وفوق كل ذلك كنت أدير عملي بالحب، ومهما حدث لا أحب أن أغضب أحداً. } كيف رشحت نفسك للانتخابات؟ - دخولي للمنافسة في الانتخابات جاء من دون تخطيط، فكل الأحداث كانت وليدة اللحظة، إذ اقترح عليَّ أحد الأقرباء أن أرشح نفسي لعضوية المجلس الوطني، وبدأت أفكر بالموضوع، وشجعتني أسرتي على خوض الانتخابات، لاسيما أن لدي الخبرة في كيفية كتابة التقارير للمجلس حين كان زوجي عبدالله خلفان الشريقي، عضواً في المجلس الوطني، واستفدت من خبرته كثيراً. } كيف تنافسين في بيئة معظم الأصوات فيها للرجال؟ - المنافسة كانت صعبة، إلا أن المجتمع يقتنع بسهولة بقدرات المرأة، حين يرى إنجازاتها، ومجتمعنا خصوصاً في رأس الخيمة، يؤمن بقدرات المرأة ودورها في المجتمع، والملتقيات النسائية التي نظمتها في مختلف المناطق، ساعدت في تلمس الناس لقدراتي ومهاراتي في الإقناع، كما أني كونت فريقاً نسائياً قوياً من صديقاتي للحملة الانتخابية، وجميعهن تطوعن من أجلي، كما سخَّرتْ لي علاقاتي الطيبة مع الجميع، عدداً كبيراً من الأصوات. } كيف كان فوزك بمقعد في المجلس الوطني بالانتخاب؟ - كان لدي عدد كبير من البطاقات الرابحة، أولاها دعم وخبرة زوجي عبدالله الشريقي، وابني، وفريق عملي، والحملة الانتخابية التي نظمتها، وكما عودتنا دولتنا وقيادتها، لا يوجد مستحيل في قاموسها، فخلال أقل من شهر استطعت استقطاب الناخبين، ولا ننسى التمكين السياسي للمرأة الذي حرصت الدولة على ترسيخه في الحياة العامة. } وماذا بعد المجلس الوطني؟ - طموحي لا يتوقف، عندما يكون هدفي خدمة الوطن، فكل موقع لا بد أن يثبت المواطن فيه قدراته وإمكانياته ليشرِّف دولته، ومتى ما كان هدفنا رد الجميل للوطن المعطاء، فعطاؤنا بإذن الله لن يتوقف.

مشاركة :