محبو الفن السابع، وجمهور ندوة الثقافة والعلوم كانوا على موعد مع الفيلم الإماراتي الروائي القصير رائحة الخبز الذي عرض مساء أول من أمس، ضمن النشاط الشهري لنادي السينما في الندوة، وتدور أحداثه في 20 دقيقة حول فتاة صماء وبكماء تعيش حياة بسيطة مع أسرتها التي يعمل أفرادها في صناعة وبيع الخبز، لكنها تتعرض إلى مأساة داخل البيت، والأسرة تتفق ضمناً على التزام الصمت وتجاهل ما حدث، ومتابعة الحياة كما كانت بصورة طبيعية. حالة الصمت في ختام عرض الفيلم دارت مناقشة وندوة حول أحداثه، أدراتها الشاعرة شيخة المطيري، وتحدثت فيها مخرجة الفيلم الإماراتية منال بن عمرو وقالت: يصنف الفيلم ضمن فئة الأفلام الروائية القصيرة، وتم تصويره في بيت قديم من بيوت الجزيرة الحمراء في إمارة رأس الخيمة، ويسلط الضوء على رفض ونكران الحقيقة وحالة الصمت والتجاهل التي تكون خياراً لكثير من القضايا الاجتماعية التي تحدث في المجتمع وداخل الأسرة، وأكدت بن عمرو إنها اهتمت بالكثير من التفاصيل في الفيلم من أجل تقديمه برؤية مختلفة نوعاً ما في الشكل والعناصر البصرية، وترى إن معالجة القضايا الاجتماعية في الدراما يجب أن تتم بطريقة غير مباشرة وبعيداً عن الصراحة، والمخرج من خلال أدواته يستطيع أن يفاجئ المشاهد، لكي يترك له الفرصة للشك والتخيل ليقرر ما يناسب تصوره. قالت منال بن عمرو في حديثها لـ البيان: إن الفيلم سيشارك في ركن الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي بفرنسا، مايو المقبل، بعد مشاركته وعرضه للمرة الأولى في مهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة، كما عرض الشهر الماضي في الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية. وعن كيفية موزانتها بين مشاهد الألم والفرح في الفيلم أكدت بن عمرو إنها محاولة مختلفة هذه المرة لإيجاد مساحة جمالية للمتلقي، فالحياة مجموعة من الحالات المفرحة والمؤلمة، وكل نتاج أدبي أو فني مرآة للواقع، وعن سبب الغموض في الفيلم قالت: ربما كانت هناك ملامح للغموض لكثرة المشاهد الصامتة، في محاولة لمحاورة المشاهد بلغة بصرية مختلفة. 2018 عن تجربتها المقبلة قالت: إنها تعد فيلماً روائياً طويلاً يناقش قضايا اجتماعية ويعرض عام 2018، مضيفة: إن فريق العمل يجب أن يكون متكاملاً من خلال الإعداد الجيد والاهتمام بالتمويل والسيناريو وفريق التمثيل، وأسعى بجدية لخوض هذه التجربة بخطوات مدروسة خصوصاً بعد تجاربي في الأفلام القصيرة، ونجاح تجارب إماراتية كثيرة في مجال الأفلام الروائية الطويلة، كما أقوم بكتابة مسلسل للأطفال يعرض قريباً. دعم وإنتاج شارك في تمثيل رائحة الخبز نخبة من النجوم منهم: أشجان،سمية الداهش، غانم ناصر، حسن بلهون، خالد ذياب، والفنانة القديرة مريم سلطان، وقد حظي الفيلم بدعم وإنتاج إنجاز التابعة لمهرجان دبي الدولي السينمائي، إلى جانب إيمج نيشن، كما ساهم في إنتاجه كل من منال بن عمرو وشركة صوت دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي. تأويلات في مداخلة لها قالت الإعلامية د. بروين حبيب: إن عنوان الفيلم يأخذنا إلى تأويلات وتساؤلات متعددة عن أين تلك الرائحة، كما لاحظت أن المخرجة اهتمت بالأدب البصري ودغدغت شغفي بالرواية، من خلال الأسرة المركبة والبيوت القديمة التي نشأ فيها آباؤنا وأجدادنا، وهذه الحميمية التي لا تخلو من الخوف والقصص المبتورة في زوايا الحياة، وقد نجحت المخرجة في فيلم قصير أن تفتح قنوات للأسئلة، كما استمتعنا بالترف اللوني والبصري في زوايا عديدة من المكان والبيئة التي تم فيها تصوير الفيلم.