رفع مجلس النواب العراقي جلسته أمس إلى يوم غد دون التصويت على التعديل الوزاري الجديد الذي أجراه رئيس الوزراء حيدر العبادي على حكومته، وسط إجراءات أمنية مشددة أحاطت بمقر مجلس النواب في العاصمة بغداد، فيما طالب زعيم التيار الصدري أنصاره بإنهاء الاعتصامات أمام المنطقة الخضراء والانسحاب منها. ورفع مجلس النواب العراقي جلسته التي عقدها أمس برئاسة سليم الجبوري، وبحضور 285 نائباً إلى يوم غد، بعد أن أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أن الكابينة الوزارية الجديدة تتكون من 16 وزيراً، وسلم إلى رئاسة البرلمان خلال استضافته ملفاً مغلقاً يتضمن أسماء 14 وزيراً باستثناء وزيري الداخلية والدفاع. وقال النائب عن التحالف الوطني حارث الحارثي، إن مجلس النواب سيدرس السير الذاتية لقائمة المرشحين المقدمة من رئيس العبادي في التغيير الوزاري. وأضاف: إن البرلمان حدد شهراً للتغيير في الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة ووكلاء الوزارات والقيادات العسكرية وكل المناصب التي تدار بالوكالة. بدوره، قال التلفزيون العراقي: إن العبادي قدم مرشحيه للتشكيل الوزاري الجديد إلى مجلس النواب، وذلك قبل انتهاء مهلة المجلس للحكومة. وأضاف أن العبادي رشح نزار سالم النعمان لمنصب وزير النفط وعلي علاوي لمنصب وزير المالية والشريف علي بن الحسين - أحد أقرباء ملك العراق الذي أطيح به في 1958- لمنصب وزير الخارجية. حرية البرلمان وقال العبادي، إن مجلس النواب له حرية الاختيار في قبول أو رفض أو تعديل التشكيلة الوزارية المقدمة، مع أهمية التفاوض بين الحكومة والبرلمان. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تسمية رؤساء الهيئات المستقلة في غضون أسبوعين أو شهر، والابتعاد عن التعيين بالوكالة وهيكلة بعض مناصب المديرين العامين. وأوضح أن المرحلة المقبلة من التغيير ستشمل الاستغناء عن 100 مدير عام. وتابع: إن التغيير المقبل سيشمل أيضا المناصب بالوكالة والهيئات المستقلة ودمج وزارات، وهناك أكثر من 100 مدير عام سنستغني عنهم. وكان العبادي قال في وقت سابق على موقعه الإلكتروني إنه يحمل للبرلمان قائمة بالمرشحين للمناصب الوزارية وبياناً بخبراتهم وسيرهم الذاتية، وإن لجنة خبراء اختارتهم على أساس مهني وعلى أساس كفاءتهم ونزاهتهم. من جهته، حدد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري مهلة 10 أيام لمناقشة الوزارات وشهر لحسم الهيئات والمناصب الأمنية، فيما أكد أن البرلمان سيعمل مع الحكومة لإنجاز ذلك خلال المدة المحددة. دعوة الصدر في غضون ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره المعتصمين منذ أسبوعين أمام بوابات المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد إلى إنهاء الاعتصام بعدما قدم رئيس الوزراء العراقي تشكيلة حكومية من التكنوقراط إلى البرلمان. وقال الصدر في كلمة متلفزة من داخل خيمة اعتصامه داخل المنطقة الخضراء: قام الأخ حيدر العبادي رئيس الوزراء بخطوة شجاعة بإعلان تشكيلة وزارية كاملة عدا وزارتي الداخلية والدفاع ووضعها بين يدي مجلس النواب. وأضاف: هذه واحدة من ثمار اعتصامكم، وسيتم التصويت عليها خلال أسبوع أو عشرة أيام لا أكثر. وتابع الصدر: من هنا ومن هذا المنطلق علينا القيام بالتالي، وأعينوني على ذلك، أولاً، استمرار التظاهرة الحاشدة بعد كل صلاة جمعة وفي كل محافظة للضغط على البرلمان للتصويت على التشكيلة الوزارية التي نأمل أن تكون بعيدة عن حزب السلطة. وطالب بإنهاء الاعتصامات أمام بوابة الخضراء والانسحاب المنظم وتوديع القوات الأمنية وعدم الاقتراب من المنطقة المحصنة، مؤكداً: أي اعتداء هو اعتداء علي.
مشاركة :