فشل المنتخب المغربي في الحفاظ على تقدمه أمام منتخب الكونغو الديموقراطية، أمس الأحد، وهو ما كلفه تضييع نقاط الانتصار وتأجيل الحسم في تأهله للدور الثاني إلى غاية المباراة الثالثة أمام منتخب زامبيا برسم دور مجموعات كأس إفريقيا كوت ديفوار 2023. وأظهرت مباراة الكونغو الديموقراطية حاجة المنتخب المغربي للتطور على مجموعة من الأصعدة للرفع من حظوظه في المنافسة على اللقب، وهو ما أكده أيضا الناخب الوطني، وليد الركراكي، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة. لمعرفة ما تسبب في تعادل المنتخب المغربي أمس الأحد والنقاط التي يجب تطويرها، أجرى موقع القناة الثانية الحوار الآتي مع الإطار الوطني أمين عمور: في نظرك الشخصي ما هي أبرز التفاصيل التي جعلتنا نضيع نقاط الانتصار؟ هناك مجموعة من التفاصيل تسببت في ذلك سواء على المستوى الهجومي أو الدفاعي. هجوميا، بدا جليا في هذه المباراة أننا لم نحضر لسيناريوهات عديدة. المنتخب المغربي للأسف يتوفر على حلين فقط خلال مرحلة بناء اللعب. الأول هو الاعتماد على الكرات الطويلة في اتجاه مربع العمليات ومحاولة استغلال تواجد أملاح وبوفال بجوار النصيري، وهو حل لم ننفذه دائما بشكل جيد وأحيانا افتقدنا للمسة الأخيرة. زياش يرسل عرضية في اتجاه مربع العمليات الذي يشهد تواجد النصيري وبوفال الأسلوب الثاني هو الاعتماد على ثلاثي زياش، أوناحي وحكيمي الذي يتبادل الأدوار في مجموعة من اللحظات. أظن أننا أضعنا فرصة استعمال أساليب أخرى كانت قادرة على منحنا تفوقا أكبر على أرضية الميدان. على مستوى المرحلة الأولى من بناء اللعب مثلا كان سايس وأكرد يوجهان تمريرات طويلة عوض البحث عن سحب أجنحة منتخب الكونغو بواسطة التمريرات القصيرة مع أمرابط. كذلك لم نستعمل الرجل الثالث خلال عمليات بنائنا للعب وتقدمنا بالكرة، خلال مواجهة تنزانيا كانت هناك محاولات في هذا الإطار لكنها لم تكتمل بسبب أخطاء تقنية لبعض اللاعبين. https://www.youtube.com/watch?v=nI8S8fR9pKo فيما يخص الجانب الدفاعي، فشل المنتخب المغربي في تطبيق ضغط مشابه للذي تابعناه في كأس العالم قطر 2022. خط وسطنا وقع في الفخ الذي وضعه له منتخب الكونغو من خلال الإبقاء على لاعب محوري واحد في وسط الميدان مقابل تقدم لاعب آخر من وسط الميدان للأمام. لقد لقد تسبب هذا في تواجد مجموعة من اللاعبين خلف لاعبي وسطنا وأدى أيضا إلى خلق وضعيات 2 ضد 1 بجانب أمرابط، وهو ما ساهم في خلق خطورة كبيرة على مناطقنا. هنا لاعبا محور وسط ميدان الكونغو في نفس الخط (باللون الأحمر) هنا أحد لاعبي الوسط ينسل خلف أملاح وأمرابط يجد بجانبه مجموعة من لاعبي الكونغو الديموقراطية ما الذي جعل منظومة المنتخب الدفاعية تبدو ضعيفة مقارنة مع كأس العالم، هل غياب مزراوي وحده أثر لهذه الدرجة أم أن هناك تفاصيل أخرى؟ غياب مزراوي مؤثر لكنه ليس المشكل الوحيد الذي نعاني منه. لم نكن ندافع ككتلة بشكل جيد، كان هناك تباعد بالخطوط خلال استحواذنا على الكرة وبدونها أيضا. حين لا تكون قادرا على خلق التفوق العددي بالكرة فذلك ينعكس عليك أيضا بعد فقدان الكرة ويجعلك مهددا خلال التحولات الهجومية للخصم. كذلك الزلزولي لم يكن يقدم الدعم اللازم للشيبي في الجهة اليسرى، لم يكن يغطي جيدا المساحة النصفية والجناح وهذا كان يضع الشيبي في مأزق، خاصة وأن الأخير يعاني على مستوى التغطية الدفاعية. أملاح بدوره لا يقدم أفضل مستوياته وأظن أن الوقت حان ليقوم الركراكي ببعض التغييرات، فالصيباري مثلا يستحق الرسمية أو على الأقل لعب دقائق أكثر لتقوية خط وسط الميدان. ما الذي سيضيفه إسماعيل صيباري لخط وسط ميدان المنتخب المغربي؟ أتمنى صادقا أن يتجنب الركراكي الخطأ الذي ارتكبه خاليلوزيتش سابقا من خلال إبعاده لبعض اللاعبين عن التشكيلة لفترة طويلة وحين كان بحاجة لخدماتهم لم يقدموا ما كان منتظرا منهم على أرضية الميدان. هذا المعطى يحتاج تدبيرا خاصا حتى تتمكن من استغلال طاقات كل لاعبيك. لماذا تحتاج كأس إفريقيا مواكبة نفسية خاصة؟ مع أخصائي علم النفس الرياضي بدر عزي ما هي أبرز الدروس المستخلصة من لقاء اليوم؟ أظهرت مباراة الكونغو ضرورة التوفر على أكثر من سيناريو للمباراة وحاجتنا الماسة لمسار تمريرات مهيأ له بشكل جيد. يجب علينا التفكير أيضا في استعمالات جديدة للاعبين، مثلا يمكن إعطاء أدوار أخرى للنصيري أو الاعتماد على مهاجم آخر يتقن أدوارا نحن بحاجة لها وقادرة على منحنا مرونة أكبر مثل النزول بالقرب من محور وسط الخصم لخلق وضعيات 3 ضد 2. في هذا الإطار، أتمنى أن يتخذ الركراكي اختياراته القادمة وفق مبدأ الأحقية. لقد تحدث الجميع عن الصعوبات التي فرضتها أحوال الطقس لكننا لم نعتمد على أكثر اللاعبين جاهزية على المستوى البدني كما لم ندبر تغييراتنا بشكل جيد. الاعتماد على لاعبين غير جاهزين يكلف المنتخب غاليا، فبعض العمليات لا تتم بسبب عدم وجود هيكل يساعد على ذلك، هذا ظهر مثلا حين كان يحاول أشرف حكيمي الدخول للعمق وكذلك أمين عدلي. في الأخير، أعود لأشدد على ضرورة منح مسؤولية أكبر للمدافعين على مستوى عملية بناء اللعب والعمل على خلق وضعيات الرجل الثالث لأن المنتخبات تجد صعوبات كبيرة لصدها، كما يجب أن نواصل التطور على مستوى الضربات الثابتة بعدما أظهرنا إشارات إيجابية في المباراتين السابقتين وسجلنا هدفين عن طريقها.
مشاركة :