حكومة الوفاق الليبية تسعى إلى تثبيت مواقعها بعد عودة الهدوء

  • 4/1/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من المجتمع الدولي والتي وصل أعضائها إلى طرابلس أمس الأول الأربعاء، إلى تأكيد عزمها على تسلم السلطة وممارستها انطلاقا من العاصمة الليبية، على الرغم من معارضة السلطات الحاكمة في طرابلس. وسادت حالة من الهدوء والترقب في طرابلس أمس الخميس بعد التوتر الذي اثاره وصول رئيس حكومة الوفاق فايز السراج مع عدد من أفراد حكومته، وتخلله اطلاق نار لم تحدد ظروفه وتهديدات توجه بها مسؤولون في حكومة وبرلمان طرابلس غير المعترف بهما إلى السراج، داعين إياه إلى مغادرة طرابلس. لكن السراج وأعضاء حكومته الذين لقي وصولهم إلى طرابلس ترحيبا من واشنطن والأمم المتحدة ودول غربية أخرى، لم يغادروا العاصمة. يحظى السراج بدعم مجموعة «النواصي» المسلحة توقف حركة الطيران خوفًا من الأوضاع الأمنية وأمضى السراج ليلته في القاعدة البحرية في طرابلس، حيث استقبله كبار ضباطها الخميس، بحسب ما أفاد أحد مستشاريه وكالة فرانس برس، ووقفت آليات للشرطة ومجموعة من القوات الخاصة عند مداخل القاعدة لحمايتها. ويحظى السراج منذ وصوله بدعم مجموعة مسلحة رئيسية في المدينة يطلق عليها اسم «النواصي» وهي تتبع وزارة الداخلية في الحكومة غير المعترف بها، وتتمتع بقدرة تسليحية عالية. ومن الواضح أن قسما من الأجهزة التابعة لسلطات طرابلس تدعم الحكومة. وقال المستشار رافضا الكشف عن هويته «ردود الفعل جيدة مقارنة بتوقعاتنا. الوضع على ما يرام». وفتحت المحلات التجارية منذ الصباح الباكر أمس الخميس، وانتشر عناصر من شرطة المرور في أنحاء متفرقة من المدينة ينظمون حركة السير التي بدت خفيفة مقارنة بأيام أخرى. وازدحمت بعض مقاهي شارع قرقارش الراقي في شمال غرب طرابلس بالزبائن، وفتحت معظم المدارس أبوابها بينما فضلت أخرى أن تبقي أبوابها مغلقة أمام الطلاب. واصطف عشرات الليبيين أمام مصارف في العاصمة، إلا أن هذه المصارف بقيت مغلقة عند نحو الساعة العاشرة (08,00 ت غ). وتوقفت حركة الملاحة في مطار معيتيقة في طرابلس منذ مساء الاربعاء، إذ أعلنت شركات الطيران تحويل رحلاتها إلى مطار مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) «نظرا للأوضاع الأمنية». وشهدت طرابلس الأربعاء توترًا أمنيًا حادًا عقب وصول رئيس حكومة الوفاق وأعضاء المجلس الرئاسي إلى العاصمة عن طريق البحر. وسمع اطلاق نار وأصوات قذائف في أرجاء متفرقة من المدينة مع بداية المساء، من دون أن تتضح الصورة حولها، قبل أن يعم الهدوء مع حلول منتصف الليل. ولم يخرق الهدوء سوى قيام مجموعة مسلحة باقتحام مقر قناة «النبأ» القريبة من سلطات طرابلس وطرد موظفيها وتوقيف بثها. وكانت القناة بثت بيانًا متلفزًا لرئيس حكومة طرابلس خليفة الغويل، دعا فيه السراج إلى مغادرة المدينة، واصفا إياه بـ»المتسلل غير الشرعي». ويخشى سكان في طرابلس أن يؤدي دخول الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة مدينتهم إلى مواجهات بين المجوعات المسلحة الموالية للسلطات الحاكمة فيها والجماعات المؤيدة لحكومة السراج. وولدت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق سلام موقع في ديسمبر برعاية الأمم المتحدة. واختار تشكيلتها المجلس الرئاسي الليبي المنبثق عن الاتفاق ذاته والذي يقوده السراج أيضا. وينص الاتفاق على أن عمل حكومة الوفاق يبدأ مع نيلها ثقة البرلمان المعترف به، لكن المجلس الرئاسي أعلن في 12 مارس انطلاق أعمالها استنادا إلى بيان تأييد وقعه مئة نائب من أصل 198 بعد فشلها في حيازة الثقة تحت قبة البرلمان. ونالت هذه الحكومة اعتراف المجتمع الدولي لتحل محل الحكومة التي كانت مستقرة في طبرق (شرق) وكانت تحظى باعتراف. ودفع المجتمع الدولي في اتجاه تشكيل هذه الحكومة، واعدا بدعمها ومعلقا عليها آمال للوقوف في وجه تمدد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا.

مشاركة :