أفادت النيابة الفدرالية البلجيكية بأن السلطات القضائية وافقت اليوم (الخميس) على تسليم المشتبه فيه الرئيس في اعتداءات باريس الدموية صلاح عبد السلام إلى فرنسا. وجاء في بيان مكتب النيابة الفدرالية أنه «بعدما أعلن صلاح عبد السلام موافقته على نقله إلى فرنسا، قبل القضاء الفدرالي إعلانه الرسمي اليوم (...) وأصبح نقله ممكناً»، وأضاف البيان أن «السلطات البلجيكية والفرنسية تدرسان الآن في شكل مشترك خطوات تنفيذ عملية النقل». يذكر أن عبد السلام (26 عاماً) مواطن فرنسي بلجيكي، وهو الناجي الوحيد من بين المشتبه بتنفيذهم هجمات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي التي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً، واعتقل في بروكسيل في 18 آذار (مارس) الجاري بعد فراره بأربعة أشهر. وكانت النيابة البلجيكية أعلنت أن الشرطة تنفذ اليوم عملية دهم على صلة بملف المتهم بالتخطيط لاعتداء «وشيك» في فرنسا رضا كريكت شمال غربي بلجيكا. وقال الناطق باسم النيابة الفيديرالية إريك فان دير سيبت: «تنفذ حالياً دهم على صلة بملف كريكت»، مضيفاً: «تنفذ في مراكي في مدينة كورتري» من دون أن يشير إلى اعتقالات «في هذه المرحلة». ووفقاً للصور الأولى التي بثها الإعلام المحلي، تجري العملية في حي رودنبرغ السكني على طول الجادة «أوـ17» جنوب هذه المدينة الفلمنكية القريبة من الحدود الفرنسية، والتي أغلقتها قوات الشرطة والجيش. وبعد حبسه على ذمة التحقيق لستة أيام، وجه قاض باريسي مختص في قضايا الإرهاب أمس، إلى الفرنسي كريكت (34 عاماً) تهمة الانضمام إلى عصابة إجرامية مرتبطة بمخطط إرهابي إجرامي. وكان حكم عليه في بلجيكا في قضية إرهاب ويشتبه في أنه كان في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، واعتقل في المنطقة الباريسية في 24 آذار (مارس) الجاري. وفي الشقة التي كان يقيم فيها عثرت الشرطة على بنادق ومسدسات ومتفجرات منها يدوية الصنع يستخدمها عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية». ولدى اعتقاله، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف «إفشال مخطط لتنفيذ اعتداء في فرنسا في مرحلة متقدمة» من دون مزيد من التفاصيل. ومساء أمس، قال مدعي باريس فرنسوا مولان: «في هذه المرحلة من التحقيقات إن لم يتم كشف أي هدف بدقة كل شيء يدفع إلى الاعتقاد بأننا تمكنا من تجنب عمل عنيف جداً من قبل شبكة إرهابية كانت مستعدة لتنفيذه». واعتقل رجلان الجمعة في بروكسيل هما عبد الرحمن عمرود ورباح م. ووجهت اليهما تهمة إقامة صلة مع هذه الشبكة. واعتقل أنيس بحري، وهو شريك مفترض لكريت الأحد في روتردام بهولندا. كما عثر على 45 كيلوغراماً من الذخائر من عيار 7.62 كتلك المستخدمة لرشاش كلاشنيكوف.