وارسو - في ما يبدو استجابة للضغوط الكبيرة التي تعرض لها، زار إيلون ماسك مالك منصة إكس (تويتر سابقا) المتهم من قبل جهات إسرائيلية بالسماح بالرسائل المعادية للسامية على منصته للتواصل الاجتماعي إكس، مواقع محارق نازية في بولندا، في خطوة قد نكون لها تبعات على سياسات المنصة إزاء المحتوى المساندة للقضية الفلسطينية. وفي أعقاب خسارة المنصة عدة معلنين بسبب تأييد مالكها لنظرية مؤامرة اعتُبرت "معادية للسامية"، شرع عملاق التكنولوجيا في حملة علاقات عامة لتأكيد موقفه ضد "معاداة السامية". وبحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس.وزار الملياردير الأميركي المعروف بمواقفه المثيرة للجدل موقع معسكر الموت في أوشفيتز بيركينا الاثنين، قائلاً هناك: "إن مأساة المحرقة تضربك أكثر بكثير في القلب عندما تراه شخصيا". وقام ماسك بجولة في معسكرات الإبادة الأكثر شهرة التي أنشأتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، قبل حضوره مؤتمرا عن معاداة السامية نظمته الجمعية اليهودية الأوروبية في مدينة كراكوف البولندية القريبة. وشارك في الندوة سياسيون أوروبيون بارزون "لمناقشة وإيجاد حلول للارتفاع الكبير في معاداة السامية التي تؤثر على أوروبا". وقالت الجمعية إن "هذا الاتجاه المثير للقلق" يتصاعد منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس. ووصف ماسك نفسه بأنه كان "ساذجا" بشأن مدى انتشار معاداة السامية حتى وقت قريب، قائلا إن ذلك يرجع إلى أن معظم أصدقائه يهود، ولهذا لم يكن يرى في محيطه أي أثر لمعاداة السامية. وقال ماسك في المؤتمر في مناقشة مع مذيع ديلي واير بن شابيرو: "في الدوائر التي أتحرك فيها، لا أرى تقريبا أي معاداة للسامية". وأضاف: "لا، لدي ما يقرب من ثلثي أصدقائي من اليهود، لدي ضعف عدد الأصدقاء اليهود مقارنة بأصدقائي غير اليهود، أنا يهودي من حيث الارتباط، وأنا يهودي من حيث الطموح". ودافع ماسك عن منصة إكس التي يمتلكها باعتبارها مكانا تزدهر فيه حرية التعبير، قائلا إن التبادل الحر للأفكار هو أمر يساعد في النهاية على تصحيح الكراهية، مشيرا إلى أن النازيين أغلقوا حرية الصحافة والمعلومات. وقال: "إن الهدف الشامل لمنصة إكس هو أن تكون أفضل مصدر للحقيقة في العالم"، وأضاف "أن السعي الدؤوب وراء الحقيقة هو الهدف مع إكس والسماح للناس أن يقولوا ما يريدون قوله، حتى لو كان مثيرا للجدل، بشرط ألا يخالف القانون". وقال في أثناء حديثه أمام لجنة مع المعلق اليميني الأمريكي بن شابيرو: "عمليات التدقيق الخارجية التي أجريناها... تظهر أن هناك أقل قدر من معاداة السامية على إكس، إذا نظرت إلى جميع التطبيقات الاجتماعية الأخرى". وشارك في الندوة سياسيون أوروبيون بارزون "لمناقشة وإيجاد حلول للارتفاع الكبير في معاداة السامية التي تؤثر على أوروبا". والى حد الان تعتبر منصة اكس واحدة من اقل الشبكات الاجتماعية تصيدا للمحتوى الفلسطيني او المساند للقضية الفلسطينية خاصة خلال الحرب على غزة، اذ اعتمدت منصات أخرى ابرزها فيسبوك سياسة يصفها مراقبون بالمنحازة الى اسرائيل أدت الى حذف ملايين المنشورات المناهضة للمجازر التي ترتكبها تل ابيب في القطاع. وواجه الملياردير اتهامات من رابطة مكافحة التشهير -وهي منظمة حقوق مدنية يهودية بارزة- وآخرين بالتسامح مع رسائل معادية للسامية على المنصة المعروفة سابقا باسم تويتر، منذ شرائها في عام 2022. وقد أثار الملياردير الأميركي ضجة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما نشر على إكس قوله "لقد قلتَ الحقيقة الفعلية"، ردا على منشور لمستخدِم على منصة إكس اتهم اليهود بكراهية البيض وإعلان عدم الاكتراث بمعاداة السامية، ولكن ماسك ما لبث أن اعتذر لاحقا عن التعليق واصفا ما قاله بأنه "أغبى" منشور قام به على الإطلاق. وزار ماسك موقع أوشفيتز بيركيناو مع ابنه البالغ من العمر 3 سنوات وآخرين، بما في ذلك شابيرو ومؤسس ورئيس الجمعية اليهودية الأوروبية الحاخام مناحيم مارغولين. وقال ماسك عن زيارة الموقع الذي يقع قرب بلدة أوشفيتشيم جنوب بولندا: "لقد كان الأمر مؤثرا للغاية ومحزنا ومأساويا للغاية أن يتمكن البشر من فعل هذا ببشر آخرين"، وأضاف: "أنا طالب تاريخ، لقد رأيت الصور، وشاهدت مقاطع الفيديو، ولكن الأمر يؤثر في قلبك أكثر عندما تراه شخصيا". وكان من المتوقع أن يقوم ماسك بالزيارة الثلاثاء ويشارك في حفل تأبين إلى جانب الشخصيات السياسية التي تحضر مؤتمر الجمعية اليهودية الأوروبية في كراكوف، لكنه ظهر في معسكر الموت النازي الاثنين. وقالت الجمعية اليهودية الأوروبية في رسالة بالبريد الإلكتروني: "وضَع ماسك إكليلا من الزهور على جدار الموت وشارك في مراسم تذكارية قصيرة وخدمة في نصب بيركيناو التذكاري". وأضافت: "بسبب مخاوف الجدول الزمني قبل وصول إيلون ماسك إلى مؤتمر الجمعية اليهودية الأوروبية، شارك في زيارة خاصة إلى أوشفيتز بيركيناو مع رئيس الجمعية اليهودية الأوروبية الحاخام مناحيم مارغولين، وبن شابيرو والناجي من المحرقة جيدون ليف". والمنشور الذي أيده ماسك في تشرين الثاني/نوفمبر، يؤكد أن اليهود يكرهون البيض، وتحدث عن خطة سرية لليهود لإحضار مهاجرين غير نظاميين إلى الولايات المتحدة لإضعاف هيمنة الغالبية البيضاء. وتسبب تأييد ماسك للمنشور بإعلان كبار المعلنين وقف إعلاناتهم على إكس، واتهمه البيت الأبيض "بالترويج البغيض" لمعاداة السامية. بعد هذا الجدل، زار مالك شركتي تيسلا سبايس إكس إسرائيل، لكنه قال إن الرحلة تم التخطيط لها في وقت سابق، ولم تكن "جولة اعتذار". وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ لقطب التكنولوجيا، إن لديه "دورا كبيرا يؤديه" في مكافحة معاداة السامية. وقال هرتسوغ: "نحن بحاجة إلى محاربتها معا، لأنه لسوء الحظ يوجد على المنصة التي تقودها الكثير من... معاداة السامية".
مشاركة :