'العصفور الأزرق' يواجه ماسك في معركة بقاء الكل خاسر فيها

  • 7/11/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - شكل اعلان  أغني رجل في العالم ايلون ماسك تراجعه عن صفقة شراء تويتر نذيرا بدخول الاخيرة حقبة جديدة سيحدد مآلاتها مسار قضائي طويل بتكلفة سيدفع ثمنها طرفا الصراع ايا كان الرابح. استعانت المنصة بشركة محاماة لرفع دعوى قضائية بحق الملياردير ورجل الأعمال الأميركي ماسك، بعد أن تخلى الأخير عن قرار استحواذه على الشركة مقابل 44 مليار دولار. وتخطط المنصة لرفع الدعوى القضائية مطلع الأسبوع الجاري واستعانت بخدمات مكتب "Wachtell" القانوني، ما قد يتيح إليها الوصول إلى أسماء مميزة في عالم المحاماة من بينهم بيل سافيت وليو ستراين، الذي عمل مستشارا لمحكمة "Delaware Chancery Court" والتي ستنظر في القضية. وتختلف هذه المحكمة عن غيرها بأن من يشرف عليها يسمون بـ "chancery judges" وهم أقرب لخبراء في الأعمال، ويتميز هذا النوع من المحاكم بإجراءات المبسطة دون وجود هيئة للمحلفين، ودون تعويضات عقابية جسيمة.  وتعد ديلاوير موطنا لأكثر من نصف الشركات العامة الأميركية، بما في ذلك تويتر، وأكثر من 60 في المئة من قائمة الشركات الـ 500 التي تحددها مجلة "فورتشن".  كما استعان ماسك بشركة "Quinn Emanuel Urquhart & Sullivan LLP"، والتي قادت دفاعه الناجح ضد دعوى تشهير في عام 2019 وتمثله حاليا كجزء من دعوى قضائية جارية للمساهمين بشأن محاولته الفاشلة لخصخصة شركة "تسلا" في عام 2018. وأرسل إيلون ماسك خطابا إلى تويتر الجمعة أعلن فيه أنه أنهى الاتفاق المبرم في نيسان/ابريل لشراء المنصة مقابل 54.20 دولارًا للسهم الواحد أو 44 مليار دولار في المجموع. لكن أستاذة القانون في جامعة تولان آن ليبتون تقول إن هذا النوع من العقود "مصمم لمنع المشترين من الذعر واتخاذ قرار بالانسحاب". وغالبا ما تنتهي الخلافات حول الاتفاقيات بتسويات أو إعادة تفاوض بشأن الأسعار؛ حيث قال تشارلز إلسون، أستاذ حوكمة الشركات المتقاعد حديثا من جامعة ديلاوير إن "هذه الأشياء هي حركة مساومة في صفقة اقتصادية، فالأمر كله متعلق بالمال". ومن شأن السعر الأقل أن يفيد ماسك وداعميه الماليين، خاصة أن تويتر تواجه رياحا مالية معاكسة، لكن الشركة أوضحت أنها تريد إجبار ماسك على الالتزام بعرضه البالغ 44 مليار دولار؛ حيث سيكون انهيار الصفقة النتيجة الأكثر ضررا لتويتر. يقول معظم الخبراء القانونيين إن "تويتر" لها الأفضلية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن ماسك قد أرفق شروطا قليلة بصفقته لشراء الشركة، والتي تبدو مصممة على إتمام الصفقة، ولكن تويتر قد تتعرض لضغوط لإيجاد حل سريع وسلمي مع ماسك المشهور بالاندفاع ويدعمه أسطول من كبار المصرفيين والمحامين، بدلا من الانخراط في صراع طويل الأمد مع أغنى رجل في العالم وجحافل من أتباعه المتشددين. والبطاقة الرابحة التي تعتزم شركة تويتر استخدامها هي "بند أداء محدد" والذي يمنح الشركة الحق في مقاضاة ماسك وإجباره على إبرام الصفقة أو دفع ثمنها، طالما أن تمويل الديون الذي حصل عليه لا يزال سليما، لكن السلطة القانونية تختلف عن الواقع العملي، فمن المحتمل أن تكلف الدعوى الملايين من الرسوم القانونية، وتستغرق شهورا لحلها، وتضيف مزيدا من عدم اليقين إلى الموظفين المتوترين بالفعل. في المقابل وللدفاع عن موقفع، يذكر رئيس "تيسلا" و"سبيس اكس" حججا من بينها أن مجلس الإدارة قلّل من عدد الحسابات غير الأصلية النشطة على المنصة ولم يزوده بكل المعلومات اللازمة لتقييم مشكلة البريد العشوائي بشكل صحيح. ويتحدث محامو ماسك أيضا عن عمليات تسريح طالت مؤخرا موظفين من تويتر وتجميد التوظيف، وهما أمران مخالفان لالتزام المجموعة مواصلة العمل بشكل طبيعي. لكن خبيرة في قانون الخلافات التجارية ترى أن هذه ليست أسبابا كافية. وقالت إن "ماسك يبحث عن نقاط الضعف في الاتفاق. ولكن بالنسبة للإعلانات +الكاذبة+ مثلا، لا يكفي إثبات أنها كاذبة فقط، بل أنها تعرض للتشكيك إلى حد كبير الأسس الاقتصادية للمجتمع". وأضافت "من وجهة النظر القانونية، يبدو بشكل واضح أن ماسك مخطئ". يبقى احتمال أن ماسك يسعى في الواقع إلى إعادة التفاوض حول خفض السعر. واستخدم هذا التكتيك بنجاح مع مجموعة "ال في ام اتش". فقبل عامين قطعت المجموعة العملاقة للصناعات الفاخرة عملية استحواذ مع دار "تيفاني" وحصلت بعد ذلك على خفض في السعر. لكن الخبراء لا يعرفون ما الثمن الذي يمكن أن يسمح باتفاق بين ماسك وتويتر حاليا بينما خسر سهم المجموعة أكثر من ربع قيمته منذ نيسان/ابريل. وقالت آن ليبتون إن "الجانبين يمكن أن يخسرا الكثير". وإذا ربحت تويتر في المحاكم، فسيكون على رجل الأعمال دفع تعويضات قيمتها بضعة مليارات. وفي أسوأ الأحوال، قد يضطر لاحترام الاتفاق وشراء المجموعة الكاليفورنية بالثمن الذي حدد أولا، وهو مرتفع جدا بالمقارنة مع قيمتها الحالية بينما انخفضت ثروته عشرات المليارات في الأشهر الأخيرة. لكن هذا الانتصار للمساهمين سيترك المجموعة والشبكة الاجتماعية بين أيدي إيلون ماسك. فرؤيته لا تتطابق مع رؤية عدد كبير من الموظفين والمستخدمين والمعلنين والتي يعتمد عليها النموذج الاقتصادي لهذه الخدمة. وتزامنت رغبة ماسك بالتراجع عن الصفقة مع انخفاض كبير في تقييم شركات التكنولوجيا، بما في ذلك شركة تيسلا  للسيارات الكهربائية التي يديرها ماسك وتعد مصدر ثروته الرئيسي/

مشاركة :