شهدت الشارقة تقدماً كبيراً منذ تولي صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مقاليد الحكم في الإمارة في الخامس والعشرين من يناير من سنة 1972 بخطى سريعة نحو المستقبل. وبرؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق محددة، حتى تحققت إنجازات شاملة في مسيرة سموه التي تعدت 52 عاماً في شتى القطاعات الحيوية التي من شأنها تعزيز ازدهار الدولة بشكل عام والشارقة بصورة خاصة، مسيرة خط سطورها سموه بحكمة الحاكم المستنير، وبشخصية استثنائية ذات حس إنساني ووعي ثقافي كبير، فهو باني الشارقة الحديثة، وداعم الثقافة بكل أشكالها، وحارس التراث، وعاشق المسرح. كما أولى سموه إحداث نهضة تنموية فاعلة وسريعة في الشارقة اهتماماً كبيراً، كما أولى سموه الاهتمام لتقديم الدعم والمساعدات لتحقيق الرفاهية وترسيخ العدالة الاجتماعية، وارتكز نهج سموه على بناء الإنسان وتوفير فرص العمل والعيش الكريم. توفير الفرص وبذل سموه جهوداً كبيرة لتوفير الفرص التي تدعم التفاعل والحوار الثقافي بين شعوب العالم، فتحققت الإنجازات في مجالات التاريخ والعلم والمعرفة والثقافة والاجتماع والسياحة والعمل الإنساني، وعمل سموه على زيادة الوعي الوطني والمشاركة والمسؤولية الاجتماعية، وقاد الشارقة إلى أن تكون سباقة في قطاعات عديدة، ومحققة الإنجاز تلو الآخر في المجالات التنموية كافة، لتصبح الإمارة أيقونة التقدم والتطور، ورائدة الابتكار والتميّز، وعنواناً للتحضر والازدهار، وهو ما جعلها وجهة رائدة للاستثمار على مستوى المنطقة والعالم، ومقصداً للباحثين عن نمط الحياة الأسرية المتوازنة، ومنارة للثقافة والعلم والمعرفة تسير على خطاها الشعوب وتنهض المجتمعات. وتحظى الشارقة برعاية واهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث أعطى سموه وطنه كثيراً ونال محبة أبناء الوطن الذين لامسوا فيه عطاء الأب الحاني، ووضع على عاتقه توفير أرقى مستويات الحياة الكريمة للمواطنين. كما يطّلع سموه على أدق تفصيلات أبنائه المواطنين، ويهتم شخصياً بأمورهم ويتدبر شؤونهم سعياً منه لأن يحصلوا على حياةٍ أفضل، وبقرارات عاجلة من قبل سموه تذلل المشكلات التي تجابههم، وذلك عبر متابعة سموه برنامج «الخط المباشر» من إذاعة الشارقة للاستماع لمداخلاتهم، ثم إيجاد الحلول الناجعة لها. كما أن المشروعات، التي أطلقها سموه في مدن الشارقة كافة ليست وليدة اللحظة، ومنها دبا الحصن، والمنطقة الشرقية، فقد خطط لها سموه منذ أعوام، ورسم ملامحها، حتى طالت جميع المجالات، من بناء المساكن وتشييد الجامعات وشق الطرق وترميم المناطق والشواهد الأثرية وإقامة المحميات الطبيعية وتزيين الطرق والشواطئ والميادين بالحدائق الغناء والمتنزهات. وتعمير المرافق التجارية التسويقية والأسواق، فقد كان جل اهتمام سموه أن تكون هذه المشروعات داعماً لتطور المدن في المنطقة الشرقية، وخدمة أهاليها وزوارها، وتقريب المسافات بين مقار العمل وأماكن الإقامة، لحفظ الاستقرار الأسري، وتنشيط الاستثمار السياحي الفريد من نوعه، ما سيؤثر في نمو عجلة الاقتصاد وتطويره في تلك المناطق. سيرة عطرة وولد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في الثاني من يوليو من سنة 1939 بمدينة الشارقة، وتربى سموه على الوطنية، وترعرع على حب العلم والمعرفة، وكان شغوفاً بتاريخ وطنه، وتفرغ في بداية عمره للدراسة وانتقل بين الشارقة والكويت ومصر ليتلقى تعليمه، وقد بدأ سموه تعليمه العام في سبتمبر من سنة 1948 في مدرسة الإصلاح القاسمية. وكان قد درس سموه قبلها القرآن الكريم، وفي سنة 1954 التحق صاحب السمو حاكم الشارقة بالمدرسة الإنجليزية الخاصة ليدرس اللغة الإنجليزية، وانتقل سموه بين الشارقة والكويت لتلقي تعليمه الإعدادي والثانوي، ثم بدأ الدراسة الجامعية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، ثم عمل سموه مدة عامين من سنة 1961 وحتى سبتمبر من سنة 1963 مدرساً لمادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات بالمدرسة الصناعية بالشارقة، ثم تسلم رئاسة البلدية في سنة 1965. وبعد عودة سموه إلى الشارقة بعد إتمامه دراسته الجامعية في سنة 1971 تسلم سموه إدارة مكتب سمو الحاكم بإمارة الشارقة، وبعد قيام الاتحاد صباح الثاني من ديسمبر من سنة 1971. وتحديداً في التاسع من ديسمبر تم تشكيل مجلس الوزراء وعيّن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حينها وزيراً للتربية والتعليم، ثم تسلم سموه في الخامس والعشرين من يناير من سنة 1972 مقاليد حكم إمارة الشارقة، فأصبح سموه عضواً في المجلس الأعلى للاتحاد، كما يعد سموه الحاكم الثامن عشر لإمارة الشارقة من حكم القواسم الذي يعود لسنة 1600 ميلادية. رؤية استراتيجية وكانت الميزانية التي اعتمدها سموه لسنة 2023 للإمارة بمجمل نفقات 32.2 مليار درهم، تهدف إلى تحقيق الرؤية الاستراتيجية للإمارة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الاستدامة المالية. بناء الإنسان ويمثل بناء الإنسان وتعليمه وتأهيله وتوفير فرص العمل والعيش الكريم له، عنوان العقود الخمسة الأولى من عهد صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي وجه بتوظيف قدرات الإمارة وإمكاناتها لمصلحة مواطنيها في مختلف أماكنهم، لتغدو مدن الشارقة ومناطقها صروحاً حضارية، ينعم سكانها بالأمن والأمان، والنهضة والعمران، مستفيدين من البنية التحتية المتطورة، والمشروعات التنموية المزدهرة. والتي أسهمت في بناء مجتمع ينعم بكل مقومات السعادة والاستقرار، فكان النهج العام لمشروع سموه تذليل الصعاب التي تواجه المواطنين. فبلغ مجمل ما أنفقته لجنة معالجة ديون مواطني الشارقة في الفترة الماضية، ملياراً و127 مليوناً و134 ألفاً و153 درهماً، واستفاد منها 2212 مواطناً، كما بلغت قيمة المساعدات التي قدمها الديوان الأميري بالشارقة، والدواوين التابعة له في خورفكان وكلباء ودبا الحصن والحمرية، للمواطنين والمواطنات في سنة 2023، 144 مليون درهم، استفاد منها 5 آلاف و318 حالة. ووجه صاحب السمو حاكم الشارقة، دائرة الموارد البشرية بالشارقة، منذ بداية سنة 2023 بضرورة توفير الوظائف للمواطنين، فوصل عددها إلى 3 آلاف وظيفة، منها تعيين 35 مهندساً ومهندسة من الكوادر المواطنة في كهرباء الشارقة في أكتوبر الماضي، وذلك بعد اجتيازهم الاختبارات الوظيفية اللازمة، وتوظيف 681 مواطناً ومواطنة. مشروعات وبرؤية حكيمة لصاحب السمو حاكم الشارقة، تبقى منجزات الشارقة شاهدة على سنة 2023، إذ وجه سموه بإنشاء العديد من المشروعات الاقتصادية والتنموية والثقافية، ولعل أبرزها مشروع شارع شاطئ الزبارة، وإنشاء ميدان على شارع الشهيد سيف عيسى النقبي، وطريق أسفلتي يمثل محوراً رئيساً لربط ضاحيتي الزبارة واللؤلؤية. إضافة إلى توفير طريق أسفلتي يؤدي إلى شاطئ الزبارة مع 80 موقفاً لخدمة مرتادي الشاطئ، كما تم وضع حجر أساس مشروع محطة تحلية المياه الجديدة في منطقة الحمرية، والتي تبلغ تكلفتها 1.65 مليار درهم، إضافة إلى اعتماد مشروع خزان مياه المدينة في المنطقة الوسطى من الإمارة، وبتكلفة تصل إلى 261 مليون درهم، ويدعم الخزان زيادة المساحة المزروعة بالقمح والمشروعات المرتبطة بالزراعة. كما دشن صاحب السمو حاكم الشارقة، في سنة 2023 التوسعة الجديدة لمشروع محطة اللية لإنتاج الطاقة، والتي تبلغ تكلفتها الإجمالية 2.1 مليار درهم، إضافة إلى تخصيص 60 مليون درهم لتزويد بلدية مدينة الشارقة معدات وآليات ثقيلة، تلبيةً لاحتياجات بلديات الإمارة. كما تم اعتماد 100 مليون درهم للمرحلة الأولى من مشروع الحد من الحرائق. وتم تدشين المباني التجارية في مدينة دبا الحصن، والإعلان عن حزمة من المشروعات التنموية للمدينة تبلغ قيمتها الإجمالية ملياري درهم. أمن غذائي وتبنى صاحب السمو حاكم الشارقة إطلاق العديد من المشروعات الاستراتيجية الرائدة في مجال الاستثمار الزراعي المستدام بهدف تحقيق الأمن الغذائي، والاكتفاء الذاتي من الحبوب، ومن ضمنها منتج القمح بمزرعة القمح في مليحة، إلى جانب المشروعات الغذائية الأخرى التي نفذتها الإمارة أو أعلنتها في مناطقها المختلفة. والتي تعد روافد راسخة لتعزيز الاستدامة الغذائية، وتحقيق التطلعات المستقبلية التي تزخر بها أجندة الإمارة في مجال الاستدامة، كما أن نجاح مشروعات الغذاء المتنوعة التي اعتمدتها الإمارة في مناطقها المختلفة، واستمرار تطورها ورفدها عبر المراحل المقبلة، يجعلها متكاملة في جوانب الأمن الغذائي من المنتجات الزراعية والحيوانية، لتوفير احتياجات الإمارة من القمح والألبان وغيرها. قرارات صائبة العلم مع الثقافة شكلا شخصية متفردة في القرارات الصائبة لصاحب السمو حاكم الشارقة المستندة إلى بصيرة ورؤى تستشرف مستقبل الإمارة بوعي وشمول، وتعمل على النهوض بنواحيها كافة، فوجه سموه بتأسيس المدينة الجامعية بالشارقة في سنة 1998؛ لتقديم تعليم عالي الجودة، يستند إلى معايير محلية وعالمية لتتصدر المشهد التعليمي في الإمارة بشكل لافت. كما تضم عدداً من الجامعات المعترف بها، ومنها جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية والجامعة القاسمية وكلية الأفق الجامعية وأكاديمية العلوم الشرطية، كما افتتحت في الفترة الماضية جامعتي خورفكان وكلباء. مكتبة الشارقة ووجه صاحب السمو حاكم الشارقة، بتخصيص 4.5 ملايين درهم، لتزويد مكتبات الشارقة العامة والحكومية أحدث إصدارات الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي شاركت فيه 2033 دار نشر عربية وأجنبية، فهي منحة تهدف إلى صناعة الكتاب في المنطقة والعالم، وتعزيز مسيرة أعمال الناشرين وفرص نجاحها، وفي الوقت نفسه توسيع الخيارات المعرفية. وأولى صاحب السمو حاكم الشارقة الرياضة والرياضيين اهتماماً بالغاً بتقديم الدعم المباشر لهم، فأصدر سموه أمراً بإنشاء مقر جديد لنادي الشارقة الرياضي، وبموازنة مالية قدرها 350 مليون درهم، وعلى مساحة 3 ملايين قدم مربعة، وهي ضعف مساحة مقر النادي الحالي، وسيتضمن المقر الجديد استاداً رئيساً ومبنى إدارياً، وقاعات للألعاب الجماعية والفردية، ومرافق رياضية وخدمية. كما أن هناك 15 نادياً رياضياً في مختلف مدن الشارقة، كما وجه صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء 3 أندية، للفروسية والسباق في مدينة كلباء، ومليحة بالمنطقة الوسطى، ومدينة خورفكان في المنطقة الشرقية. Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :