هل ستخوض إيران الحرب ضد إسرائيل؟

  • 1/25/2024
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يوم القدس العالمي، مناسبة مشهورة يحرص نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على القيام بها في آخر جمعة من شهر رمضان في كل عام، وهذه المناسبة إقترنت مع شعارات حماسية بإزالة إسرائيل من الوجود وبتحرير كامل التراب الفلسطيني، وبطبيعة الحال فإن قطاعا عريضا من العالمين العربي والاسلامي قد إنبهر بذلك الى الدرجة التي راهن فيها على هذا النظام من حيث إنه سيحقق الهدف الذي عجز عنه الزعماء والقادة العرب. لكن وكما يبدو مضى قرابة 45 عاما على تأسيس هذا النظام من دون أن يظهر هناك أي مؤشر بخصوص ما ادعاه منذ بداية تأسيسه. الى جانب شعار تحرير فلسطين وإزالة إسرائيل وهلم جرا بهذا السياق، فإن هذا النظام قد رفع شعارا براقا آخرا يدعو للوحدة الاسلامية، وحتى إنه قد أسس دارا للتقريب بين المذاهب، وما يثير السخرية والتهكم البالغين، هو إنه وكما كان هذا النظام أكبر سبب لشق وحدة الامة الاسلامية وظهور النعرات الطائفية بل وحتى الاقتتال الطائفي كما حدث في العراق عام 2006، بشكل خاص، فإن الذي أنجزه للقضية الفلسطينية ما قد عجزت عنه إسرائيل، وذلك بشق وحدة الصف الفلسطيني وظهور أكبر إنقسام في التاريخ الفلسطيني المعاصر. للأمانة يجب علينا الاقرار بأنه ومنذ تأسيس هذا النظام، فقد إندلعت حربان مع إسرائيل، الاولى عام 2006 بين حزب الله اللبناني (ذراع النظام في لبنان) وإسرائيل، والثانية الحرب الحالية الدائرة في غزة والتي بادرت بها حركة حماس (المقربة والمحسوبة على النظام). ولكن وللأمانة أيضا لو قمنا بعملية مقارنة بين هاتين الحربين وبين حرب أكتوبر 1973، التي خاضها العرب مع إسرائيل على سبيل المثال لا الحصر، فإننا نجد إن هاتين الحربين اللتين إندلعتا بإيحاء وإيعاز من طهران، كارثيتان بالمعنى الحرفي للكلمة، فيما كانت حرب أكتوبر مبعث فخر لأنها تكللت بأول نصر عربي من نوعه وإسترجاع شبه جزيرة سيناء من إسرائيل. لم يقدم النظام الايراني منذ تأسيسه ولحد الان على توجيه ضربة مباشرة ضد إسرائيل ولا حتى خاض مواجهة مباشرة ضدها وإنما أوعز ويوعز ذلك الى أذرعه ويزعم بأن ما تفعله وتقوم به أذرعه في بلدان المنطقة شأن يتعلق بها في حين إن إسرائيل قد قامت بتنفيذ عمليات مختلفة ضده في قلب طهران منها إغتيال الرأس المدبر للبرنامج النووي الايراني فخري زادە! لحد الان لا زال النظام الايراني يحرص على نهجه الموعود بتوجيه التهديدات النارية لإسرائيل بصورة لفظية فقط مع حرص واضح جدا على عدم تفعيلها على أرض الواقع، وإن الذين ينتظرون خوض النظام الايراني حربا مع إسرائيل سينتظرون طويلا طويلا كإنتظار غودو!

مشاركة :