غزة - قال إعلام إسرائيلي رسمي الخميس إن قطر أبلغت تل أبيب بأن حركة حماس قررت تعليق مفاوضات صفقة تبادل الأسرى وهو ما سيزيد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل عائلات الرهائن فيما تؤكد حماس من خلال قرار التعليق أنها تمسك بزمام الحرب رغم الخسائر البشرية. وذكرت هيئة البث العبرية (رسمية) أن ذلك جاء وفق مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات دون أن تسميه موضحة أن "حماس نقلت للوسطاء القطريين أنها تطالب إسرائيل بسحب كافة قواتها من قطاع غزة منذ المرحلة الأولى للصفقة (تبادل الأسرى) ووقف الحرب". وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية تحدثت في السابق عن موافقة كل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهرا. وركزت جهود الوساطة المكثفة التي قادتها قطر وواشنطن ومصر في الأسابيع القليلة الماضية على نهج تدريجي لإطلاق سراح فئات مختلفة من المحتجزين الإسرائيليين بدءا من المدنيين وانتهاء بالجنود مقابل وقف الأعمال القتالية والإفراج عن سجناء فلسطينيين وإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة. وقال أحد المصادر وهو مسؤول مطلع على المفاوضات إن أحدث جولة من الجهود الدبلوماسية بدأت في 28 ديسمبر/كانون الأول وقلصت الخلافات بشأن مدة وقف إطلاق النار المبدئي إلى نحو 30 يوما بعد أن اقترحت حماس في البداية هدنة لعدة أشهر. ومع ذلك رفضت حماس منذ ذلك الحين المضي قدما في الخطط حتى الاتفاق على الشروط المستقبلية لوقف دائم لإطلاق النار، وفقا لستة مصادر. وطلب معظم المصادر عدم الكشف عن هوياتها من أجل التحدث بحرية عن مسائل حساسة. وكان مسؤول كبير في حماس قال إن أحد العروض التي قدمتها إسرائيل هو إنهاء الحرب إذا أخرجت حماس ستة من كبار القادة من غزة. لكنه أضاف أن حماس ترفض "قطعا" هذا الاقتراح. وكان مسؤول إسرائيلي قال الأربعاء إنه لا تقدم في المحادثات غير المباشرة مع حركة "حماس" لعقد صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المسؤول (دون تسميته) قوله، إنه "في الوقت الحالي لا يوجد انفراج في المفاوضات مع حماس" مضيفا أن "الحركة (حماس) ليست فقط غير مرنة وإنما تصعد مطالبها"، لكنه أشار إلى أن "الحوار مستمر". وفي 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي انتهت هدنة مؤقتة بين حماس وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية أمريكية، واستمرت 7 أيام جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني. وتقدر إسرائيل وجود حوالي "136 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة" وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الأربعاء"25 ألفا و700 شهيد و63 ألفا و740 مصابا معظمهم أطفال ونساء" وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة" بحسب الأمم المتحدة. الدوحة - استنكرت قطر بشدة مساء الأربعاء تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتبر فيها أن دور الإمارة كوسيط في النزاع الحالي في غزة "إشكالي"، بحسب ما نقلت عنه قناة إسرائيلية فيما تضع تل أبيب عراقيل امام إمكانية التوصل لاتفاق بشأن صفقة الرهائن مؤكدة سعيها للقضاء على حركة حماس والسيطرة الأمنية على القطاع. وخلال اجتماع في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عائلات رهائن إسرائيليين في غزة، شكك نتانياهو في قطر التي توسطت إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في هدنة لمدة أسبوع في تشرين الثاني/نوفمبر أتاحت خصوصا إطلاق سراح حوالي مئة رهينة من غزة. وقال نتانياهو للعائلات "لا تنتظروا مني أن أشكر قطر التي لا تختلف في الأساس عن الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر، بل إنها أكثر إشكالية. ليس لدي أي أوهام بشأنها"، بحسب تسجيل صوتي حصلت عليه القناة الثانية عشرة الإسرائيلية. وأضاف "إنهم (قطر) لديهم الوسائل للضغط (على حماس)، لماذا؟ لأنهم يمولونها"، معربا عن "غضبه الشديد" من قرار واشنطن تجديد اتفاق يبقي على الوجود العسكري الأميركي في هذا الدولة الخليجية مدة عشر سنوات إضافية. وتعليقا على هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في منشور على منصة إكس "نستنكر بشدة التصريحات المنسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في تقارير إعلامية مختلفة حول الوساطة القطرية. في حال أثبتت صحة التصريحات، فهي غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء". وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة حاليا التوسط للتوصل إلى هدنة جديدة في غزة، تتيح الإفراج عن أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع ونقل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين. وتابع الأنصاري "إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح"، مضيفا أن على نتانياهو عدم "الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة". وتعقيبا على بيان الأنصاري اتهم وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش الدوحة "بدعم وتمويل الإرهاب" فيما طالب نواب ومسؤولون سابقون بتصفية الحساب مع الدوحة بعد انتهاء الحرب. وتستضيف قطر مقر القيادة المتقدم للجيش الأميركي في الشرق الأوسط (سنتكوم) في قاعدة العديد العسكرية وتسمح لسفن البحرية الأميركية التي تقوم بدوريات في منطقة الخليج بالرسو بانتظام. كما تستضيف الإمارة القيادة السياسية لحركة حماس الفلسطينية ومنحت مساعدات بمئات الملايين من الدولارات في السنوات الأخيرة لسكان قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس منذ عام 2007. وتثير علاقة الدوحة ببعض التنظيمات والفصائل جدلا واسعا في المنطقة والعالم فيما يرى مراقبون ان السلطات القطرية تستخدمهم كورقة لتعزيز النفوذ.
مشاركة :