إسرائيل تُطلق يد المستوطنين في الضفة الغربية للانتقام من الفلسطينيين

  • 1/25/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - يعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية من تصاعد الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون بزيّ عسكري منذ بداية الحرب الدموية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، فيما وصفت هذه الظاهرة بـ"الخطيرة'' في ظل تسليح الدولة العبرية لمواطنيها وتخطيطها لتزويد قوات الاحتياط بالمستوطنات بصواريخ مضادة للدبابات، مستغلة المخاوف من هجوم مشابه لعملية طوفان الأقصى، وسط مخاوف فلسطينية من تفشي القتل المجاني. ويشير مسؤول فلسطيني ونشطاء في مقاومة الاستيطان إلى أن "الجيش الإسرائيلي تحول إلى ميليشيا يقوده مستوطنون بزي عسكري"، فيما ذكر أمير داوود مسؤول التوثيق بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أنه تم توثيق 105 اعتداءات نفذها مستوطنون بزي القوات الإسرائيلية في الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول وحتى الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، واصفا الظاهرة بـ"الخطيرة". واعتبر أن "ما يجري تبادل وظيفي ونحن لا نعتقد أن اعتداءات المستوطنين عشوائية بل يتم التخطيط لها وتوجيهها بالأروقة الرسمية"، قائلا "ما وقع في السفوح الشرقية من تهجير لم يكن فقط بسبب الاعتداءات، فعمليات التهجير جاءت وفق مخطط منذ العام 2014 حيث تم بناء بؤر استيطانية وتركزت في محيط التجمعات البدوية بصورة مدروسة"، إلى جانب تدريب المستوطنين المسلحين من جماعات 'تدفيع الثمن' و'شباب التلال' للتضييق على السكان البدو ومطاردتهم ودفعهم للرحيل القسري دون تدخل المؤسسة الرسمية، وفق داوود. ولفت إلى أن 22 تجمعا تم تهجيرهم منذ اندلاع الحرب، مضيفا أن "الجيش الإسرائيلي يوفر الحماية للمستوطنين من الملاحقة القانونية، الأمر الذي أسفر عن قتلهم 10 فلسطينيين في الأشهر الأخيرة"، دون توضيح مكان وحيثيات عمليات القتل. ومنذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية قبل عام برئاسة بنيامين نتنياهو، وهي ائتلاف يضم أحزابا يمينية متطرفة، جرى تصعيد الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي غير قانوني وتدعو دون جدوى إلى وقفه، محذرة من أنه يقوض فرص معالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لمبدأ حل الدولتين. وبدوره قال الناشط الفلسطيني بتجمع 'شباب ضد الاستيطان' (غير حكومي) عيسى عمرو إن المستوطنين شنوا خلال الآونة الأخيرة اعتداءات بزي عسكري. وأضاف "جزء من المستوطنين نفذوا اعتداءات خلال أوقات الخدمة العسكرية كونهم جنود احتياط، تصرفوا كما هم مستوطنين ليسوا جيشا وبأوامر المتطرفين السياسيين ومجموعاتهم الاستيطانية". وتابع "هناك مستوطنون يرتدون الزي العسكري للجيش ويحملون السلاح وهم خارج الخدمة ويتم تنفيذ اعتداءات دون القدرة على ملاحقتهم أو مواجهتهم". وأشار إلى أن "هذا الأمر شكل غطاء للمستوطنين، حيث يمنع التصدي للجيش حتى لو اقتحم بيتك، وهنا المستوطنون يستثمرون هذا الأمر ويشنون حربا خاصة جنوب الضفة بما فيها البلدة القديمة من الخليل ومنطقة مسافر يطا". وقال أنا شخصيا تهجموا على بيتي مجموعة جنود وسرقوه، قدمت شكوى وتم الرد علي أنهم "جيش وليسوا مستوطنين" واستخلص "إذا المستوطن اليوم يتصرف كما يريد، وهم عبارة عن جماعة إرهابية منظمة ويحظون بتغطية سياسية وعسكرية". وأضاف "في الخليل القديمة لا يوجد مستوطن غير مسلح، الكل يحمل سلاح، الكل عبارة عن جندي، ويستخدم هذا السلاح لإرهاب الفلسطيني وحتى لإرهاب نشطاء السلام الأجانب والإسرائيليين على حد سواء". ويشير عمرو إلى قرار تسليح المستوطنين الصادر عن وزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير ويقول "الحكومة وبشكل رسمي تصنع ميليشيات هدفها تهجير وقتل الفلسطيني". وأكد الناشط بمواجهة الاستيطان، بشار القريوتي بدوره يؤكد أن عشرات الاعتداءات التي تم رصدها على بلدته قريوت وقرى مجاورة جنوب نابلس من قبل مستوطنين كانت بزي عسكري. وقال "تتعرض قريوت منذ سنوات لاعتداءات المستوطنين وبشكل متصاعد ونحن نعرف تلك الجماعات، بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول نفس الأشخاص يهاجمون المنازل ولكنهم بزي عسكري". ويبين أن المستوطنين عادة ما يطلقون الرصاص الحي على المنازل والمزارع الفلسطينية وحتى دور العبادة، معتبرا أن "هناك استثمارا للحرب على قطاع غزة من قبل المستوطنين، يقتحمون المنازل يخربون كل شيء فيها ويسرقون ما استطاعوا، وكل ذلك بزي عسكري الأمر الذي يوفر لهم الحماية". وفي سياق متصل يدرس الجيش الإسرائيلي تسليح قوات الاحتياط في مستوطنات الضفة الغربية بصواريخ مضادة للدبابات، بينما حذرت السلطة الفلسطينية من هذا المخطط ودعت الأمم المتحدة إلى التحرك من أجل منع الدولة العبرية من تنفيذه. وكانت حركة 'السلام الآن' اليسارية الإسرائيلية، كشفت النقاب في 5 يناير/كانون الثاني الجاري عن طفرة غير مسبوقة بالنشاط الاستيطاني في الضفة منذ بداية الحرب على القطاع. وأضافت "المستوطنون منذ بداية الحرب في غزة، أنشأوا أو أعادوا إنشاء ما لا يقل عن 10 بؤر استيطانية، تم إخلاء بعضها في الماضي ثم أعيد بناؤها". وتقدر 'السلام الآن' أن أكثر من 700 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات إسرائيلية بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. ومنذ اندلاع الحرب على غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية ووسّع الاقتحامات والمداهمات التي أسفرت عن مقتل 372 فلسطينيا وإصابة نحو 4 آلاف و250 آخرين.

مشاركة :