قال رئيس شركة المياه في لقائه مع الإعلامي داوود الشريان، أنّ سبب الارتفاع في قيمة الفواتير هو تسرّب المياه من منازل المواطنين، وهذا قول غير دقيق من مسئول شركة خدمية كُبرى، وعلى علم بكلّ قطرة مياه تُوزّع، من أين أتت، وأين ذهبت، وكيف تسرّبت!. وأنا أقول للرئيس: ممكن نتكلّم «شُويّة» هندسة؟ وأنا سأبصم بالعشرة على صحّة قولك في حالة واحدة فقط، هي أنّ الشركة تقوم فعلياً بضخّ المياه لمنازل المواطنين ٢٤ ساعة في اليوم، ٧ أيام في الأسبوع، ٣٥٤ يوماً في السنة، الأمر الذي يجعل كمية المياه الواصلة للمنازل كبيرة، وبالتالي يكون أيّ تسرب منها كبيراً بالمثل، وتصل تكلفته لآلاف الريالات شهرياً كما هو حال الفواتير الحالية، بينما الواقع عكس ذلك، فالشركة تضخّ المياه للمنازل وفق فترات زمنية متباعدة، مرّة واحدة كلّ أسبوع أو أسبوعين أو أكثر، ولمدّة ساعات قليلة لكلّ مرّة، وبكمية «يا دُوب» تكفي لملء خزّانات المنازل الصغيرة، ومن المستحيل أن تُقدّر تكلفة التسرّب بآلاف الريالات شهرياً مهما ارتفعت التعرفة، اللهم إلا إذا تمّ إسقاط التسرّب الكبير في مواسير شبكة الشركة خارج حدود المنازل على المنازل نفسها، والذي لم تُعالجه الشركة كلّه، ولم تُحاسَب على إهدار المياه، فحاسبت المواطنين على التسرّب الأقلّ منه بكثير!. كذلك، هناك أخطاء فنية في نظام الفوترة الآلي وقراءات العدّادات ممّا يرفض رئيس الشركة الإقرار بها، وكأنّ الشركة معصومة ومُنزّهة عن الأخطاء!. ويبدو أنّ الشركة لم تُجهّز نفسها جيداً لمرحلة ارتفاع التعرفة، واكتفت بتجهيز الرواتب والحوافز المادية الكبيرة لمسئوليها وموظفيها بأفضل من باقي الشركات الحكومية، فجهّزت داخلها المهم، ولم تُجهّز مُخرجاتها للمواطنين.. الأهم!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :