تستقبل جوهرة الملاعب الليلة مواجهة نارية وملتهبة ولقاء مختلفا لا تشكل من خلاله موازين القوة والضعف أية اعتبارات لصالح أي من المتبارين في ديربي الغربية المنتظر الذي تترقبه الجماهير قاطبة وعلى أحر من «المايكرويف»، ويعتبر النزال قمة افتتاحية لمنافسات الجولة 21 لدوري جميل للمحترفين. ولكون هذه المباراة مختلفة تماما عن بقية المنافسات لعدة اعتبارات ولكليهما، خصوصا أنها تأتي بعد توقف دام طويلا تخلله إقامة معسكرات داخلية وخارجية لفرق الدوري سعيا منهم للاستفادة من الجانب الاستعدادي وتمكين اللاعبين الذين لم يشاركوا في مباريات الموسم لزيادة الجرعات اللياقية والتكتيكية والحساسية على لمس الكرة بعد ابتعادهم عن ملامستها على أرض الميدان رسميا لبقاء البعض على دكة البدلاء أو العودة من الإصابات. وسيكون هذا الديربي على غير العادة لرغبة الفريقين في إسعاد جماهيرهم بعد الانقطاع وعودة صخب المدرجات وصدح الجماهير الموالية والمحبة لفريقها. ويتوقع أن يشهد اللقاء حضورا جماهيريا طاغيا لما يحمله الديربي الغربي من سمات لا تتوافر إلا من الأهلي والاتحاد جماهيريا وحضورا فنيا وإعلاميا، وسيكون ملتهبا منذ بدايته نظرا لكل العوامل المحفزة والمساعدة لأن يظهر هذا اللقاء بشكل مختلف. وبرؤية تحليلية شاملة ومن خلال نتاج المباريات السابقة نجد أن الأهلي قد يتفوق نسبيا على غريمه الاتحاد وذلك باكتمال عناصره المؤثرة التي يمكن أن تزيد من قوة خطوطه بعودة المصابين، لعل أبرزهم الظهير العصري «شيفو»، والجوكر «بصاص»، وهناك احتمال كبير لمشاركة المدفعجي «معتز» الذي يعول عليه الكثير، إضافة إلى اكتمال جاهزية وحضور «السومة وفيتفا»، وتواجد السداسي الدولي أسامة، تيسير، المسيليم، المقهوي، المؤشر، آل فتيل، الذين سيمنحون «جروس» مساحة من التفاؤل والارتياح لتواجد هذه الأسماء التي ستمكنه من وضع التشكيل المناسب.. ومتى ما كان التركيز العالي حتى نهاية اللقاء وعدم الارتكان لفوارق القدرات والإمكانات والحضور الذهني والجهد البدني لدى اللاعبين واحترام الخصم.. أعتقد أنه سيكون من السهل على الأهلي تقديم عطاء كروي ممتع يثري هذا النزال ويمنحه التفوق وتحقيق الثلاث نقاط التي يسعى لها الفريق فيما تبقى من مباريات الدوري الست التي يتطلع اللاعبون أن يقدموها هدية لمجانينهم هذا الموسم. وعلى الجانب الآخر لن يكون الفريق الاتحادي صيدا سهلا ويسعى خلال هذا اللقاء من رد الدين والاعتبار لغريمه الأهلي بعد خسارته في الدور الأول بثلاثية، ولن يقف نجوم العميد مكتوفي الأيدي، وسيقولون كلمتهم وسيكونون ندا قويا وشرسا حتى يمسحوا صورة المستويات المتقلبة التي لازمت الفريق في المباريات الأخيرة وباكتمال عناصر الفريق سواء المصابين والموقوفين والدوليين، وسيكون بمقدور بيتوركا عمل التشكيل الذي يضمن له تحقيق الفوز ومصالحة جماهيره ورد دين الهزيمة السابقة، وهذا ما سيكون شعار الاتحاديين في هذا الديربي المنتظر. نعود ونكرر إن المباريات الجماهيرية تذوب فيها الفوارق الفنية وتتسم بالطابع الحماسي والتنافس التقليدي وستكون عوامل التهيئة النفسية والتركيز العالي وقراءة المباراة من المدربين هي الفيصل لحسم المباراة، فمن يحقق الفوز في هذا اللقاء الأهلي ليتقدم خطوة نحو تحقيق الدوري، أم يوقف زحفه ويتغلب الاتحاد ويلاحقه للمنافسة على تحقيق اللقب؟!
مشاركة :