جولة في عالم الاكتشاف والبحث والتعرف إلى الماضي العريق، والثقافات العلمية الحديثة خصصها ملتقى الشارقة للأطفال العرب في دورته الثانية عشرة، للأطفال المشاركين ضمن سلسلة برامجه الترفيهية والتعليمية لمتحفي الشارقة للآثار والعلمي، ومربى الأحياء المائية، تخللتها برامج مشوقة، مثل اكتشاف الآثار وترميمها، وكيفية استخدام الأدوات العلمية بالشكل السليم للاستفادة منها في الحياة اليومية. وهدفت الزيارة إلى ربط الإنجازات العلمية بواقع الحياة اليومية التي يعيشها الأطفال في بلدانهم، عبر إثارة فضول أطفال الدول العربية المشاركين في الملتقى لمتابعة أحدث المبتكرات العلمية والتكنولوجية التي تجري في العالم التي تم اكتشافها في الماضي والحاضر، ولإرساء هذه الأفكار في عقولهم كونهم في مرحلة حياتية يسهل فيها تثبيت المعلومات. وجذباً للتفاعل وتعزيز الثقافات في نفوسهم، شارك الأطفال ببرامج وفعاليات ثقافية ممتعة تعرفوا خلالها إلى العصور القديمة، والأدوات التي كان يستخدمها العلماء للتنقيب عن الآثار لاكتشاف أصولها في العصور البرونزية، والحجرية، والحديدية، وشبه الجزيرة العربية، كما تم التعرف إلى أهم الأشياء العلمية الأثرية من خلال المكتبة الموجودة في المتحف الآثار، التي أثرت مخزون الأطفال العلمي. وقدمت البرامج والفعاليات والعروض المشوقة التي أقيمت في متحفي الشارقة العلمي والأثري، ومربى الأحياء المائية، المعارف العلمية والأثرية الجديدة للأطفال بطريقة سهلة ومبسطة، جعلتهم يعيشون في عبق الماضي، إلى جانب ورش العمل التي غطت فروعاً كثيرة من العلوم التي خصصت لمستويات الأطفال المشاركين في العلمية. وخلال جملة من البرامج والأنشطة الهادفة إلى غرس الثقافات العلمية في نفوسهم، شارك الأطفال في فعالية البحث عن الكنز، حيث انقسموا فيما بينهم إلى مجموعات عدة تتنافس لتحقيق أفضل النتائج في البحث عن المفقود، مكونين فرقاً للتنقيب عن الكنوز المدفونة واكتشافها، في أجواء سادها الفرح والمرح واللعب والترفيه، حيث قاموا بالبحث عن أجزاء شعار الملتقى في كل مكان قاموا بزيارته، ليجدوا الكنز الذي يبحثون عنه اسمعونا.. نحن المستقبل. وفي مجال العروض الشائقة تمتع الأطفال ببحثهم عن الكنوز والاهتمام بها من خلال رؤية العصور القديمة والتنقل بينها ليطلق العنان لخيالهم، بعدما قادهم المختصون إلى تجربة رائدة علمية جعلتهم يفكرون مثل علماء الآثار القدامى لاستخراج الكنز، بدأت بتركيب الجرار والدلائل وترميمها لاستخراج اللقى من المدافن والمقابر والمغاور إلى أن توقفوا عند شبه الجزيرة العربية، وتخيلوا أنفسهم أنهم تائهون ويحتاجون إلى مساعدة ويجب عليهم استخدام حواسهم الخمسة للخروج من الجزيرة سالمين ومعهم الكنز الذي يبحثون عنه. واستطاع الأطفال العرب في متحف الشارقة العلمي الاستفادة من الخبرات العلمية العميقة في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا، من خلال ورشتين تم تنظيمهما في المتحف للأطفال صممتا لإثارة تفكيرهم، حيث تمكن الأطفال خلالهما من اختبار قدراتهم الجسمية المختلفة وقدراتهم على التوازن، وقياس معدلات الذكاء لديهم. وركزت المحاضرات والورش على موضوعات معينة في التاريخ وعلم الآثار، ارتبطت جميعها بمقتنيات متحف الشارقة للآثار ومتحف الشارقة العلمي ومربى الأحياء المائية، ودورها في نشر المعرفة حول إمارة الشارقة وتاريخها بشكل عام، حيث قدمها نخبة من المختصين والمتطوعين من متاحف الشارقة. وقالت نورة محمد مبارك، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى: زيارة متاحف الشارقة ومربى الأحياء المائية تأتي ضمن أهداف وبرامج الملتقى لتسليط الضوء على تاريخ الشارقة وآثارها، وزرع الثقافات في نفوسهم، الأمر الذي من شأنه تعزيز الدور التعليمي للمتاحف، وأهميتها في المجتمعات. وأوضحت أن هذه البرامج الترفيهية تهدف إلى إتاحة فرصة للأطفال لاكتشاف عمق الأواصر المشتركة بينهم وبين الأطفال المشاركين من الدول العربية، إضافة إلى تنمية مواهبهم وقدراتهم وشخصياتهم، وترسيخ فكرة الإبداع والنجاح في نفوسهم، حيث تم تصميم هذه الزيارات بطرق ممتعة ومشوقة تحفز على التحدي والتنافس بين 8 مجموعات تم تقسيمها بالتساوي، كل مجموعة تحتوي على 25 طفلاً. تربويون يشيدون بدور الإمارة في تنمية المهارات الفكرية والقيادية أشاد رؤساء ومشرفو الوفود المرافقة للأطفال العرب المشاركين في الملتقى، بالمستوى الراقي الذي تقدمه الشارقة للارتقاء بالطفل وتنمية مهاراته الفكرية والقيادية من خلال البرامج والورش القيادية والابتكارية والإبداعية التي قدمها الملتقى للأطفال، لجعلهم قادة في المستقبل. وأكدت ريم بن كرم، رئيسة اللجنة المنظمة لملتقى الشارقة للأطفال العرب، مدير مراكز الأطفال، أن ما نريده هو المساهمة الحقيقة والمستدامة في الإعداد لأجيال قادرة على قيادة المستقبل والنهوض به ضمن رؤية عربية موحدة. وقالت إيمان الأحمد، رئيسة الوفد الفلسطيني التي تشارك لأول مرة: يعتبر ملتقى الشارقة للأطفال العرب بنسخته الثانية عشر نهجاً جديداً لترسيخ ثقافة الابتكار في نفوس الأطفال من جميع الدول العربية المشاركة، ويشكل فرصة حقيقية لهم لإظهار قدراتهم الإبداعية في مختلف المجالات التي تلبي احتياجاتهم المستقبلية. وأكد وائل الحويدر، ممثل الوفد الكويتي أن الملتقى شكل بيئة خصبة للتوعية، حفزت الأطفال على التفكير بطرق مميزة في مجالات متعددة مثل الصحة والبيئة والتعليم والتطوع. وأشارت فردوس جبريل أبو القاسم، رئيسة الوفد السعودي، إلى أن إيجابيات الملتقى، التي كان من ضمنها تعزيز القدرات الإدراكية والعلمية عند الأطفال، وزرع فيهم حب المسؤولية. وأثبت الأطفال المشاركون في الملتقى أنهم قادرون على تحقيق الإنجازات في شتى المجالات، بحسب سهى أدلبي، رئيسة الوفد الأردني. وبينت خلود علي الأنصاري، ممثلة الوفد القطري، أن الملتقى جمع تحت مظلته في هذه الدورة مجموعة كبيرة من الأطفال الذين يتمتعون بمواهب عالية وخبرات جيدة تؤهلهم لإيصال أصواتهم للمسؤولين وصناع القرار في الوطن العربي. وقالت الدكتورة هالة عبد السلام، رئيسة الوفد المصري: الملتقى، بات من الأحداث المميزة التي تهدف إلى نقل الخبرات والمواهب بين الأطفال وتنميتها، وتجربة ناجحة لنقل الإبداعات التي ينبغي الاستفادة منها في جميع الدول. وذكرت يسرى العيسى، من وفد دولة الكويت أن الملتقى يعتبر بيئة مثالية لتبادل الخبرات وتعلم كيفية الابتكار، وكيف يمكن له أن يحدث فروقاً في جميع الدول العربية، لافتاً إلى أن الابتكار لا يقتصر فقط على طفرة تكنولوجية، بل هو إضافة نوعية للحياة ويمكن أن تقدم تجارب جديدة من خلال الأطفال لإيجاد مستقبل أفضل لهم.
مشاركة :