تختتم مساء اليوم فعاليات مهرجان أم الإمارات، الذي انطلق في 24 مارس الماضي، مسلطاً الضوء على رؤية وعطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، إذ ترتكز رؤية سموها على ترسيخ أهمية الترابط الأسري، وتعزيز ثقافة التنوع الحضاري والتسامح بين أفراد المجتمع الإماراتي. وخلال عشرة أيام، قدم المهرجان الكثير من الفعاليات المتنوعة، التي اهتمت بأفراد الأسرة من خلال مناطق المهرجان وهي منطقة السوق، ومنطقة مطاعم الشاطئ، ومنطقة الفنون، ومنطقة الأنشطة، ومنطقة الحفاظ على البيئة، إلى جانب جناح أم الإمارات. استراخاء وتأمل امتد موقع المهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، على 1.3 كيلو متر في كورنيش أبوظبي، واستقطب الزوار يومياً منذ الرابعة عصراً وحتى منتصف الليل، حيث وفر الكثير من الجلسات القريبة من الشاطئ، بين ركن العصائر والمشروبات الطازجة والمأكولات المتنوعة، مما وفر الاسترخاء والاستمتاع بإطلالة جميلة ومشاهدة الغروب قبل أن يحل الليل وتظهر الإضاءة الخاصة بالمهرجان. وفي مواقع أخرى، كانت تستمر قصة التنوع في المهرجان، فتغيير الموقع يعني تغيير المشهد، إذ تكشف الحديقة العصرية عن نمو كبير في الإنتاج وصلت إليه المزارع في الدولة، وهو ما يذكر بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: لقد نجحنا في تحويل هذه الصحراء إلى أرض خضراء. وتتداخل الحديقة الخضراء مع حافلات الطعام، بينما يبين ركن تحميص القهوة التي تجسد قيمة الكرم العربي، كيفية تحميص البن، ومن ثم طريقة تحضير القهوة والبهارات التي تضاف إليها، مثل: الهيل والزعفران، وأصول تقديمها للضيف في المجالس، على أن تكون ساخنة. وهو ما يفسر وجودها على منقل الحطب بشكل دائم. تعليم وترفيه في كل مناطق المهرجان يمكن للأطفال أن يجدوا ما يشدهم، فهناك الورش الفنية التي تقام على مدار الساعة، والتي تتيح لهم اختبار مواهبهم ومهاراتهم، وتقديم أعمال مرسومة أو مصنوعة من الرمال، بإشراف متخصصين يقدمون للأطفال الأدوات المطلوبة، إلى جانب العديد من النصائح، للخروج بإنجازات تنال رضاهم. بينما تمنحهم المناطق الأخرى فرصة اختبار مهارات جديدة مثل التزلج في منطقة التزلج أو التسلق، وغير ذلك من الفعاليات الترفيهية إلى جانب الاستماع بعروض ألعاب الخفة، والعروض البهلوانية التي تنتشر في كافة أرجاء المهرجان، وهو ما جعل من هذه الفعاليات تعليمية وترفيهية في آن واحد، وظهر هذا بوضوح من خلال ركن البيئة الذي ضم فعاليات مختلفة، منها القيادة حول الإمارات.. وهي فعالية صممت لتثقيف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 14 سنة، في رحلة لمدة 6 دقائق، ضمن سيارة جيب صغيرة وصديقة للبيئة، وذلك لتقديم فكرة بيئية استكشافية حول أراضي وتضاريس الدولة. أمسيات موسيقية تراثية وعروض عصرية عالمية صاحبت إيقاعات الموسيقى الزوار على امتداد أيام المهرجان العشرة، منها ما هو تراثي قدم عبر منطقتين: الأولى منطقة الفنون، والأخرى منطقة المطاعم، ومنها ما جمع إيقاعات عالمية لعازفين توزعوا على جوانب الممر الخشبي المؤدي إلى أقسام المهرجان.. ومنهم من قدم عروضه على المسرح المقام خصيصاً للعروض الموسيقية في منطقة السوق، التي تتبدل يومياً، جامعة الموسيقيين والمغنين من جنسيات مختلفة، وهو ما يعكس التعايش على أرض الإمارات، ويحاكي بالتالي أذواق الجمهور المختلفة، عبر آلات موسيقية عكست إبداع العازفين عليها، مثل: العود والكمان والفلوت وغيرها، مما يجعل أركان المهرجان تنبض بالحيوية والمرح. معارض للتوعية ونشاطات ثقافية متنوعة استضاف المهرجان بدعم من هيئة البيئة في أبوظبي، سلسلة تتألف من ثلاثة أنشطة بيئية تحفيزية، بالإضافة إلى معارض متخصصة في التوعية البيئية مع مجموعة من النشاطات والعروض السينمائية ذات المحتوى البيئي، ضمن إطار هيكلي خفيف على شكل سمكة، وذلك ضمن قبة خشبية تابعة للهيئة بمساحة 22.5 متراً. وفي هذا الركن يمكن التعرف على حقائق كثيرة من حول العالم، منها: كمية المياه التي يستخدمها الفرد في بلدان أخرى ومعاناته بالحصول على الماء. وعبر معرض خاص، تمكن الزوار من التعرف على الفصائل النادرة والمهددة بالانقراض في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال التعليم والتوعية عن طريق صور وعروض فريدة على عدد من لوحات المعلومات الكبيرة، والتي تتوزع على ستة أكواخ خشبية معززة بإضاءة خاصة لتقديم معلومات تفاعلية وحية. اختبار المهارات في ورشة صناعة الحلي الفضية تحكي الورش، التي حفلت بها أروقة مهرجان أم الإمارات، حكاية الإبداع، منها ما يعلم كيفية صناعة الحلي الفضية بطريقة الحدادة، التي توجد في أحد المتاجر التي تؤلف مجتمعة منطقة السوق، التي تعد واحدة من المناطق الرئيسة للمهرجان. حيث يجلس الحداد سانكي، الذي علم نفسه هذه الحرفة، ليحول بمهارة القطع النحاسية إلى قطع فنية جذابة، مثل الدلة العربية، فيأتي صوت الطرق على النحاس، ليبرهن على أنه ينقش زخارف جديدة تزيد من جمالية القطعة، التي بين يديه. وسانكي لم يكتفِ بصنع القطع الكبيرة التي تستخدم أدوات منزلية، بل قدم ورشاً يومية يعلم فيها صناعة الحلي الفضية، وهي صناعة دقيقة جداً، تتطلب مهارة كبيرة وخبرة عالية للوصول إلى الشكل المراد، لذلك كثيراً ما يعود المتدرب إلى تجربة العمل على القطع الكبيرة، لأنها توفر له القدرة على التحكم بالوصول إلى نتيجة أكثر إرضاء، وتكسبه بالتالي الكثير من المهارة. تصاميم الكارتيل تجذب الزوار شارك بوتيك الكارتيل في مهرجان أم الإمارات، وعرض عدداً من المنتجات التي يطرحها عادة، مواكباً بها الموضة وأحدث صيحات تصميم الأزياء في العالم، بما فيها التصاميم الثلاثية الأبعاد، التي جذبت المرأة خلال فترة المهرجان. وقالت مي بربر صاحبة معرض وبوتيك الكارتيل: يأتي مهرجان أم الإمارات تجسيداً لاهتمام الدولة بمجالات الفنون والتراث والثقافة والموسيقى.وبينت أن مشاركتها تأتي انطلاقاً من احتضان المهرجان للرؤية نفسها، ولكونه محطة رائدة والإبداع والفنون في الإمارات.
مشاركة :