قراءة في مجموعة «كان صرحاً» لليلى الأحمدي

  • 4/2/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

(كان صرحاً) مجموعة قصصية، صادرة عام 2014م عن (دار المفردات) للنشر والتوزيع بالرياض للكاتبة ليلى محمد الأحمدي. تتكون هذه المجموعة من ثلاث (قصص طويلة) هي على التوالي: (أمل) و(وسقط القناع) و(وأغلق الشباك). وهي من حيث القالب أوالشكل ومن حيث الأسلوب السردي واقعة في منزلة بين (القصة القصيرة) و(الرواية ) القصيرة. وجميع هذه القصص تندرج في إطار معالجة الجوانب الاجتماعية والنفسية للمرأة في مجتمعنا، وعلاقتها بذاتها وبالآخرين من حولها، ومناقشة الظروف المحيطة التي تعيشها، خاصة ما يتعلق منها بالرجل الذي يعتبر المعادل الإنساني لها في هذه الحياة. ولذلك اتسم الأسلوب الفني هنا لمعالجة النص وشخوصه وأحداثه وأزمنتها وأمكنتها، بطابع (روتيني، اعتيادي) لا يخرج عن نطاق المشاكل الاجتماعية المعروفة والمعتادة التي تتعرض إليها المرأة في (المجتمع الشرقي) والمجتمع العربي الخليجي المحافظ – تحديدا – من: حب أو كره، وزواج وافتراق أو طلاق، أو قضايا أخرى عادية، قد يتعرض إليها كل من الرجل والمرأة بشكل يومي، مثل : علاقة المرأة بزوجها في بيتها، وتربية الأطفال، أو علاقتها بأهلها وذويها، أو بأهل زوجها، أو صديقاتها وزميلاتها، من جيرانها، أو في عملها الوظيفي...الخ. فما الذي تبقى من معالجة مثل هذه الأمور مما نعتقد به وبأنه لم يصل إلى علم القارئ بعد ؟ نعم ! نحن لا نختلف على واقعية مثل هذه الجوانب وأهميتها في حياة المرأة، ولكن معالجتها - أدبيا وفنيا – تظل مسألة أخرى ومختلفة! فـ (ما هكذا يا سعد تورد الإبل)!. إنها مشاهد مكررة ومستهلكة، نراها في حياتنا يوميا، وعبر جميع الوسائل الإعلامية، وتحدث في كل زمان ومكان، ولم يعد الحديث عنها يأتي بشيء جديد يهم هذا القارئ أو ذاك معرفته! وعلى الرغم من أن لغة الكاتبة كانت واضحة ومباشرة وصادقة في تناولها لمثل هذه الجوانب في حياة المرأة، غير أنها لم تكن موفقة في اختيارها للموضوع والفكرة، وفي الأسلوب المناسب لطرح مثل هذه الإشكاليات نفسها، وذلك لاعتمادها على تناول (العادي والروتيني والمكرر). ولعل اسم المجموعة (كان صرحا) له دلالته التي تم اجتزاؤها أو استيحاؤها – فيما يبدو لي – من الأغنية الشهيرة لـ (كوكب الشرق) التي يقول شاعرها في مطلعها: يا حبيبي لا تسل أين الهوى كان صرحا من خيال فهوى وهذا ما صورته الكاتبة لنا في مجموعتها من حال المرأة في مجتمعنا، كما تراه هي، أي الكاتبة نفسها! وهي نظرة متشائمة على أي حال! ولذلك كانت جميع نصوص هذه المجموعة لا تخرج – أبدا – عن مضمون هذا البيت الشعري، وكان هذا العنوان – فعلا – له دلالته على ما وراءه، إذ إن المرأة ظهرت في جميع النصوص، وكأنها الطرف الخاسر دائما في مقابل شخصية الرجل في هذه الحياة: بحبها وتضحيتها وإخلاصها ووفائها وتفانيها، كأم أو زوجة، أو أخت أو ابنة، أو كصديقة أو زميلة في العمل أيضا، إذ ظهرت بمظهر الكيان الأنثوي المستضعف أمام ذكورة الرجل وسلطته. وهذا ما يحققه الشطر الأول من البيت( يا حبيبي لا تسل...). إذن وما النتيجة؟ النتيجة هي الشطر الثاني(كان صرحا من خيال فهوى)! أي انهيار هذه العلاقة على أرض الواقع، بعد أن كانت حلما جميلا تأمل المرأة تحقيقه في حياتها. وهكذا كان حال المرأة التي أطلقت عليها الكاتبة اسم (أمل) في مجموعتها، وهو أيضا حال (ندى) في قصة (وسقط القناع) وكذلك حال (ريم) في قصة (وأغلق الشباك). وهؤلاء جميعهن أصبن – للأسف - بخيبات أمل تجاه ما كن يأملنه من وجودهن إلى جانب رجال يقدرون أنوثتهن، ويحترمون مشاعرهن وإنسانيتهن.

مشاركة :