معجب الزهراني: البريدي خالف جيله المؤدلج بثقافة كره الحياة

  • 4/2/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نظم مجلس ألمع الثقافي أمس أول أمسية أدبية عن الكاتب الراحل محمد علي البريدي، تحدث فيها الدكاترة: حمزة المزيني، ومعجب الزهراني، وصالح زيّاد. فيما قدمها الشاعر خلف العسكري. ابتدر المزيني الأمسية متحدثًا عن أسلوب البريدي الكتابي، قائلاً: من خلال ما قرأته للبريدي لا يمكن أن يقارن بغيره في تناوله الساخر والعميق للقضايا الفكرية والاجتماعية، فمثلًا في زاويته نسائيات الجمعة شواهد كثيرة على نقده الاجتماعي لكثير من الممارسات التي نمارسها في حياتنا بدون أن نشعر بسلبيتها في بعض الأحيان، لكن ميزة البريدي أنه يطرحها بأسلوب مختلف يكشف ما وراءها. وأضاف: لم يتحيز البريدي لأي طرف، كان همه الكتابي هو كشف أبعاد التشدد والتطرف في كل أشكاله الدينية أو الاجتماعية أو الفكرية، بل إنه أبدع في كشف العري الإعلامي الذي تمارسه بعض القنوات الفضائية في شهر رمضان المبارك مثلًا، لكن بفنية عالية جدًا قلَّ نظيرها. وتابع المزيني: في الكتاب الذي اشترك في تأليفه «أسماء على الورق» يمثل قلمه حالة كتابية نقدية تشابه ما كتبه الرافعي في كتابه الشهير «على السفود». مختتمًا بقوله: الذي يقرأ ما خطه البريدي في مقالاته أو إبداعاته الأدبية يدرك جيدًا أنه أمام شخصية تحترق من الداخل، ومثل هذه الشخصيات لا تعمر طويلًا. أما الزهراني فقرأ البريدي من خلال قراءة جيلين هما الجيل الذي سبق البريدي ثم الجيل الذي عاش فيه وتأثيراته الفكرية والأيدولوجية قائلاً: سأبدأ في الحديث عن جيلي الذي سبق جيل البريدي، الذي يمكن أن أسميه أبناء الطبيعة والحياة البسيطة، فهو الجيل الذي كان يحسن العمل وقت العمل ويحسن الفرح والغناء وقت الفرح، هذا الجيل كان ميسرًا لكلٍ للانفتاح للعمل في كل مجال، كانت المدرسة وطنية لأنها لم تكن مؤدلجة، وأعطتنا الفرصة للانفتاح على العالم، كنا مسلمين على الفطرة؛ لكن ماذا حدث بعد ذلك؟.. الجواب هو أن المدرسة، تأدلجت وتحولت عن دورها الثقافي والاجتماعي إلى أدوار أخرى، أصبحت رسالتها أقرب إلى كره الحياة، وبدأت تنشر التطرف في كل مفاصل المجتمع، والبريدي كان ينتمي لهذا الجيل الذي يشحن يوميًا بأفكار وأيديولوجيا متشددة، لكن ولأنه يملك طاقات إبداعية مختلفة، ويحب الاطلاع والقراءة، كان يريد والتسلق خارج هذه المدرسة، وهذا ما ظهر في مقالاته التي تحوي الكثير من الجمال والعمق والجرأة الجميلة. وأضاف: أرجو أن تساهم كتابات البريدي وأمثاله في تحويل المسار إلى ما يخدم الفرد في المجتمع وما يخدمنا في التواصل مع العالم، فالثقافة يمكن أن تعلم حب الحياة، وهنا نوجه التحية للبريدي الذي كتب للحياة. أما الدكتور زيّاد وفي ورقة بعنوان «لعبة المفارقة في مقالات البريدي» أشار فيها إلى أن البريدي كان من ضمن المثقفين الذين يطمحون إلى اتساع دائرة الوعي بالواقع والاستشراف لمستقبل وطني وعربي وإنساني أفضل. مقسمًا فن الكتابة لدى الراحل إلى «5» أشكال هي: الموقف النقدي الطاقة الخلاقة المثابرة والاستمرارية اتساع الرؤية والاهتمام حيوية الشباب وأضاف: تمثل «المفارقة» على وجه العموم الشكل البلاغي الأكثر تسلطًا على كتابة البريدي، والأكثر وسمًا لها؛ لأنها كتابة تعمد إلى المناقضة، والكشف عن التناقض، وجمع المتناقضات، وتوظيف أساليب مختلفة في سياقات التضاد والتناقض. وهذا يعني أن محمدًا لا يكتب بلغة عادية أو نفعية، ولا بلغة تقريرية وحيادية، بل بلغة متوترة بالدهشة والانفعال.ثم تطرق زياد لبعض فنون الكتابة لدى البريدي مثل «قلب المدح، وجمع المتناقضات، الاستفهام التهكمي، اللعب على تبادل المدركات والحواس، توظيف الكلمة العامية، التهجين والتناص. شهدت الأمسية العديد من المداخلات، والقصائد.

مشاركة :