برعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، اختتم مختبر الابتكار لمبادرة «ود» العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، التي تترأسها معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي فعالياته التي استمرت على مدى خمسة أيام شارك فيها أكثر من 30 خبيراً ومتخصصاً محلياً وعالمياً، اجتمعوا تحت منصة هذه المبادرة، التي تقودها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، حيث عملوا معاً على تحديد أبرز تحديات تنمية الطفولة المبكرة واستشراف الحلول وتطوير نماذج مبتكرة ليتم دراسة جدواها واختبارها على أرض الواقع خلال الأشهر المقبلة بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في قطاع الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي. وفي كلمة لها خلال اليوم الأخير للمختبر، شددت معالي ريم الهاشمي على أهمية معالجة هذه النماذج والحلول الواعدة التي تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي لمواجهة التحديات التنموية لقطاع الطفولة المبكرة، قائلة: «نجحت مبادرة ود العالمية في استقطاب نخبة رائدة من الخبراء والمختصين من مختلف القطاعات والمجالات الذين خاضوا العديد من جلسات العصف الذهني والتجارب والنقاشات لتحديد التحديات الجذرية للطفولة المبكرة استناداً إلى محاور المبادرة الثلاث المتمثلة بالتربية الفعالة، والثقافة والهوية، والمدن المستدامة والصديقة للأسرة، ما يعكس التزامنا بضمان بيئة مستدامة وصحية وداعمة للأطفال تمكنهم من تطوير قدراتهم ومهاراتهم والنمو، فأطفالنا هم قادة المستقبل». وتابعت معاليها: «إن مخرجات مختبر الابتكار ليست سوى بداية الطريق في مسيرتنا في مبادرة ود، فالنماذج الأولية التي تم إعدادها من قبل الخبراء تمثل حجر الأساس لخلق منظور مختلف ومبتكر لتنمية الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي والإمارات عموماً وصولاً إلى العالمية». من جهتها، أعربت سناء محمد سهيل مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة عن أهمية جمع الخبراء المحليين والعالميين في مختبر الابتكار، مؤكدة أن استقطاب الخبراء المحليين والعالميين من الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات القطاع الثالث يعزز جهود تطوير أفضل الحلول الشاملة والمستدامة التي تعزز بناء الجسور بين جميع الأطراف بهدف تحسين جودة ورفاهية حياة الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة. وأضافت «عملنا من خلال مختبر الابتكار على خلق بيئة داعمة للنقاشات ومحفزة للتعاون والتفكير المبدع عبر العديد من الفعاليات والنشاطات والحوارات والزيارات الميدانية، وما لمسناه من التفاعل الإيجابي والجهد المشترك والإصرار من الخبراء خلال هذا الأسبوع، والنماذج الأولية المتميزة التي نتجت عن ذلك والتي سيتم اختبارها على أرض الواقع، ستمهد الطريق بشكل فعّال لمنتدى ود الثاني والذي من المقرر انعقاده في أكتوبر المقبل». وارتكزت فعاليات اليوم الأول لمختبر الابتكار على بناء أسس واضحة للخبراء المشاركين حول المبادرة لتمكينهم من فهم أعمق لرؤية وأهداف مبادرة ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، ما خلق روابط مشتركة بينهم وعزز شغفهم بقطاع تنمية الطفولة المبكرة. واستكملوا يومهم في استكشاف المحاور الاستراتيجية الثلاثة: التربية الفعالة، والثقافة والهوية، والمدن المستدامة والصديقة للأسرة، في بيئة ملهمة وداعمة للنقاشات المثمرة والمحفزة لولادة الأفكار المبتكرة التي تساعد على تحديد الأسباب الجذرية للتحديات التي تواجه هذا القطاع. وكان اليوم الثاني مخصصاً لقيام الخبراء المشاركين بزيارات ميدانية إلى المدارس المحلية ومناطق اللعب المخصصة ومراكز الراعية الصحية، والمراكز والمتاحف الثقافية والأنشطة التراثية حيث قاموا بزيارة مدرستي الريانة والمعمورة، وحديقتي أم الإمارات ومنطقة الريف السكنية ومركز المشرف التخصصي للأطفال ومهرجان الشيخ زايد، ما أتاح لهم فرصة التعرف بشكل أفضل على السلوكيات والعادات والروابط الاجتماعية والثقافية للمجتمع الإماراتي والثقافات المختلفة الموجودة على أرض دولة الإمارات وآثارها على تنمية الطفولة المبكرة والجمهور المستهدف، ومنحهم فهماً واضحاً لمنظومة التنمية المتاحة حالياً بما يتعلق بمرحلة الطفولة المبكرة. وتمكنوا بعدها من تحديد التجارب التي يودون التركيز عليها ودراستها والانتقال بعدها إلى تطوير السؤال المحوري لعملية التفكير البناء والمبتكر. وتم تخصيص اليوم الثالث للمشاركين في مختبر الابتكار لمبادرة «ود» لتطوير السؤال المحوري الذي قاموا بتحديده عبر جلسة نقاشية مع المتخصصين والمستشارين من هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، للعمل على تصور الحلول المبتكرة، وتحديد مدى ملاءمتها على أرض الواقع لتحديد السياسات والبرامج المطلوبة لاعتمادها. كما أتيحت لهم الفرصة للتعامل مع العديد من الشركاء والأطراف المعنية من خلال المقابلات مع الخبراء وأولياء الأمور والشركاء وممثلي الهيئة. وفي اليوم الرابع، قام المشاركون بتطوير مخرجاتهم بشكل فعال واستكملوا بناء أفكارهم المبدعة، ثم عملوا بعد ذلك على تطوير النماذج الأولية من خلال بناء مجسم من الورق يمثل رؤيتهم وقاموا بعدها باختبار هذه المخرجات مع المستخدمين والشركاء المشاركين في المختبر. وقام المشاركون خلال اليوم الخامس والأخير، بتقديم نماذج الحلول المبتكرة التي طوروها للجنة مختصة تترأسها معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وتضم كلاً من سناء سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وبدر العلماء، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار بالإنابة، وربيع أبو شقرة، المدير التنفيذي لمكتب الشؤون التنموية في ديوان الرئاسة، وشايستا آصف، الشريك المؤسس، الرئيس التنفيذي للعمليات لمجموعة «بيورهيلث»، حيث ناقش أعضاء اللجنة المشاريع والمبادرات التي تم استعراضها من قبل المشاركين لاختيار النماذج التي سيتم اختبارها على أرض الواقع قبل انعقاد منتدى «ود» في أكتوبر المقبل. ويمثل المختبر الذي يعقد كل عامين حدثاً مهماً يركز على إيجاد سبل جديدة ومبتكرة وفعالة لتنمية الطفولة المبكرٍة والنهوض بها، فضلاً عن كونه بمثابة منصة لصناع السياسات والخبراء والممارسين والشركاء الاستراتيجيين من مختلف القطاعات لمناقشة الاتجاهات والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تعزيز تنمية الطفولة المبكرة، والاستفادة من النتائج المبتكرة التي يتم التوصل إليها من خلال أنشطة مختبر الابتكار من قبل خبراء «ود» المشاركين من كل التخصصات ذات الصلة. ويمكن المختبر الخبراء المشاركين من تطوير أفكار مبتكرة، وقائمة على معرفة عميقة، لضمان تطوير منظومة فعالة في تنمية الطفل على مختلف المستويات، واكتشاف كيفية التعامل مع التحديات والفرص المستقبلية لقطاع تنمية الطفولة المبكرة، والتعرف على ما تبذله هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لتعكس الثقافة الإماراتية في هذا المجال مع إمكانية الاستفادة من تجربتها لتعزيز الوعي العالمي طوال مراحل التفكير والنماذج الأولية للمختبر.
مشاركة :