هشام الجباري يكشف أصالة حي 'بين القصور'

  • 1/29/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط -  يتناول مسلسل "بين القصور"، للمخرج هشام الجباري والسيناريست بشرى مالك، قصة حي عريق في مدينة الدار البيضاء يدعى "بين لقصور"، حيث تخرجت منه شخصيات وازنة جدا في مجالات متعددة، على غرار الحي المحمدي الذي كان شاهد على ميلاد نخبة من مشاهير المغرب قبل أن يتحول هذا الحي بعد توالي السنين  إلى مرتع للمنحرفين والخارجين عن سلطة القانون. ويشارك في هذا العمل الدرامي نخبة من نجوم المغاربة، منهم محمد خييي، والسعدية لديب، وعزيز حطاب، وهدى الريحاني، وسعد موفق، وفرح الفاسي، وآخرون. أجرت "ميدل إيست أونلاين" من  داخل كواليس موقع التصوير حوار مع المخرج المغربي حول مسلسله الجديد "بين القصور"، الذي من المقرر عرضه في شهر رمضان 2024. وفيما يلي نص الحوار: كيف بنيت رؤيتك الإبداعية الخاصة في مسلسل 'بين القصور'؟ كما هو الحال دائما عندما أعمل حول فكرة عمل ما، اجتمعت مع السيناريست بشرى مالك والمنتجة فاطنة بنكيران عن شركة سبيكطوب، ثم يتم توجيه العمل في المرحلة الأولى نحو تحديد المفهوم، ثم صياغة القصة، وبعد ذلك ننتقل إلى الرؤية الفنية للعمل، ويكون تركيزنا على كيفية تشكيل الأحداث وتصوير الشخصيات، ولكن النقطة الأساسية هي كيف سيتم سرد وحكاية القصة، فدائما يتعين طرح السؤال حول كيفية تحويل الحدث المكتوب على الورق إلى شخصيات مصورة. وأحاول دائما مشاركة رؤيتي مع فريق العمل للتوصل إلى الرؤية النهائية التي تميز أسلوبي الفني في الإخراج، فكل عمل فني لديه طابعه الخاص، فدور محمد خييي في مسلسل 'سلمات أبو البنات'، لا يشبه شخصية الغندور في 'بين القصور'، إذ يعتبر كل عمل من أعمالي مميزا وفريدا ويتمتع بإخراج خاص به، كما يظهر ذلك في تميز أداء الممثلة السعدية لديب والممثل عزيز الحطاب. ما هي الرسالة التي تأمل في تبليغها إلى الجمهور من خلال هذا العمل؟ القصة مصممة لتكون ممتعة، وتحمل حكاية تثير اهتمام الجمهور من خلال تقديم شخصيات مؤثرة وتشويق مثير، فعلي الرغم من أن كل عمل لديه رسالته الخاصة، إلا أنني لا أقوم بطرحها بشكل مباشر، ولكن تتجلى رسالتي هنا في التفاصيل وردود فعل الشخصيات، والحفاظ على الحي الشعبي الأصيل، وأهمية تضافر جهود أفراد المجتمع لحمايته كمحور أساسي في القصة. وكذلك تسليط الضوء على أن الحي يبنى بواسطة سكانه وأن الحماية الفعالة تأتي من خلال تضافر جهود أفراده، ويعكس ذلك إيماني بأن حماية الأسرة وحدها ليست كافية، ولكن يجب حماية الحي ككل لمنعه من الانزلاق نحو الفساد. هل هناك مفاجآت أثناء التصوير ترغب في مشاركتها؟ العمل مليء بالمفاجآت، ليس فقط على مستوى السيناريو، ولكن أيضا في أداء الممثلين فالكاستينغ قوي جدا والشخصيات مثل شخصية "الغندور" التي يؤديها محمد خيي وشخصية "الكبيرة" التي تؤديها السعدية لديب يشكلان مفاجأة حقيقية، فهؤلاء في حد ذاتهم يمثلون نقاط تحول مميزة تعزز الأحداث، وثمة شيء آخر جديد وجميل وهو عالم الأزقة وعصابات الحي، الذي أعالجه لأول مرة في أعمالي، إذ يقدم صراعات داخل فضاء قريب منا جميعا نعيش ونتربى ونكبر فيه. كيف كان التعاون مع الممثلين وفريق الإنتاج؟ كل عمل يفرض عليك كاستينغ معين، فمن البداية كانت الفكرة والاتفاق مع شركة الإنتاج سبيكطوب، ثم بعدها جاء سيناريو 'بين القصور' لبشرى مالك، ورأينا أننا سنعيد اختيار نفس الممثلين مثل محمد خيي والسعدية لديب، اللذين حققوا نجاحا كبيرا في 'سلمات أبو البنات' لمدة خمسة مواسم متوالية. وقررنا أيضا العمل مع الممثلة هدى الريحاني، التي تعتبر قيمة فنية كبيرة على جميع المستويات، وعزيز الحطاب أيضا الذي يعتبر ممثلا قديرا للغاية، لذلك قررنا إنشاء عمل يهم الشباب الذين نراهم يعيشون في الأحياء والأزقة، عن طريق مجموعة من الطاقات الشابة التي سيتعرف عليها الجمهور قريبا. هل كان لديك أساليب فنية محددة قمت باستخدامها في هذا المسلسل؟ العمل يحمل بصمة المخرج أولا وأخيرا، حيث تبدأ رؤيته من مرحلة الكتابة، أي من التعاون مع السيناريست، حيث يكون التأثير واضحا سواء في اختيار الكاستينغ، وطريقة الأداء الممثلين، والمونتاج، وغيرها. ويتميز هذا العمل بالكثير من التشويق والأكشن والدراما، التي تمت معالجتها بطريقة مختلفة، ورغم ذلك حافظت على المزج الجميل بين الدراما والكوميديا، لأنني أشعر بالراحة في هذا الجمع، وسيكتشف الجمهور تشويقا رائعا في نهاية كل حلقة، بالإضافة إلى لمسات كوميدية، ويتعرف أيضا على ماضي الشخصيات من خلال خط زمني مثير. ما هو أملك في تأثير هذا المسلسل على المشاهدين؟ أتمنى أن يخلق هذا المسلسل جمهورا خاصا به، يحب أحداث وشخصيات 'بين القصور' بنفس الشغف الذي أحب فيه 'سلمات أبو البنات'، فإذا انتهى المسلسل ووجدت الناس في الشارع ينطقون بأسماء الشخصيات مثل الغندور، والكبيرة، وسكينة، وكطورز، وحمادة، فإن ذلك يعتبر نجاحا بالنسبة لي. وعلاوة على ذلك، نأمل في أن تصل رسالة المسلسل التي تبرز أهمية الحي المغربي كجزء أساسي من الأسرة المغربية، وضرورة استفادة من أخطاء الماضي وعدم تكرارها، فنحن نطمح إلى خلق مغرب جديد حيث يمنح الشباب الحرية للإبداع ويعطى الثقة للقيادة نحو مستقبل مشرق. فالمهم بالنسبة لي هو الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة في المسلسل، لأنها تمثلنا وتشكل جزءا من طفولتنا وذكرياتنا وتعزز الارتباط بالمكان الذي هو الحي الشعبي الأصيل.

مشاركة :