الرباط - تدور أحداث مسلسل "بين القصور" للمخرج هشام الجباري والسيناريست بشرى ملاك، الذي سيعرض في رمضان 2024، حول حي مغربي عرف ماضيا لامعا، إذ تخرج منه فنانون وسياسيون كبار ورجال أعمال، لكنهم عندما جنوا الثروة أداروا ظهورهم له، فبات في أيدي أناس لا غيرة لهم عليه، ومهمشا ووكرا لتجارة المخدرات وغيرها من الأشياء السلبية. هذ العمل الدرامي من بطولة كل من محمد خيري، السعدية لأديب، دنيا بوطازوت، عزيز حطاب، سعد موفق، فرح الفاسي، وهدى ريحاني. وفيما يلي حوار مع الممثلة المغربية هدى ريحاني حول تجسيدها لشخصية "سكينة" وعلاقتها بأحداث المسلسل: كيف وجدت الدور الذي وكل إليك في مسلسل "بين القصور"، وما هي العناصر التي استخدمتها لتجسيد شخصيتك فيه؟ نعم، دور "سكينة" في مسلسل "بين القصور" أعجبني كثيرا لأنه جميل ومختلف عن أدواري السابقة، يتميز بمزيج من القوة والليونة، وأكثر ما جذبني في الشخصية هو هذا الخليط المتناقض. هل هناك جوانب خاصة في شخصيتك تعكسينها في أداء دور "سكينة"؟ تمر الشخصية بأزمات في ماضيها، ورغم ذلك تظل صامدة كامرأة حرة وشجاعة في مواجهة المشاكل، وهذا هو القاسم المشترك بيني كهدى ريحاني وبين شخصية "سكينة". ما هي الأحداث الرئيسية التي تكشف أثناء عودة شخصية "سكينة" إلى مسقط رأسها في الدار البيضاء؟ تقرر "سكينة" العودة إلى مسقط رأسها في الدار البيضاء برفقة أطفالها بعد وفاة زوجها الذي كانت تعيش معه في مدينة طنجة، حيث تتعرض لمجموعة من الأحداث المهمة خلال العودة إلى "بين القصور". كيف تؤثر الروابط الاجتماعية والعلاقات المشتركة بين الجيران على تطور أحداث المسلسل؟ يظهر المسلسل العلاقات الفريدة التي تجمع بين الجيران، حيث يتخطون مجرد كونهم جيرانا ليصبحوا عائلة، إذ يمتلكون معرفة شاملة بأمور بعضهم البعض، حيث تتداخل حياتهم بعدة طرق، ويتقاسمون ذكريات ومشاريع مشتركة، وهذه الروابط تلعب دورا حاسما في تشكيل تفاصيل وتطورات الحبكة، وتظهر بوضوح تأثيرها عندما يتبادلون الأحداث ويتشاركون في تجارب الحياة، بما في ذلك الارتباطات العاطفية. وتعكس هذه العملية الفنية قيمة الجوار التي تتلاشى تدريجيا، خاصة في المدن الكبيرة كالدار البيضاء، كما يبرز العمل أهمية الروابط الإنسانية في تشكيل مجتمع يتسم بالتضامن والتكاتف، ويظهر كيف أن مشكلة فرد ما تصبح قضية للمجتمع بأسره، حيث تنعكس مشاكل الأفراد على مستوى الحي بأكمله، مثل حدث مأساوي في عائلة ما يتحول إلى حدث يؤثر على مجتمع الحي، إذ تصبح جنازة فرد أو فرح يشمل الجميع. ما هي أهمية الهوية والانتماء في سياق السرد الدرامي بالنسبة لشخصيتك؟ يقربني المسلسل إلى تجارب طفولتي، ويعيد لي ذكريات جميلة، فأهمية الانتماء والوفاء للمسقط الذي يحمل ذكرياتنا وهويتنا، فلا يمكن للإنسان أن يتخلى عن ذكرياته وماضيه وهويته، حتى وإن كان يشغل مناصب عالية. كيف يساهم الجو المتجانس في موقع التصوير والتفاهم بين الطاقم الفني والمخرج في تعزيز جودة الأداء والإنتاج؟ أنا سعيدة جدا أثناء تجسيد دور" سكينة" وأشعر بالمتعة خلال تصوير اللقطات، كما أن لقاء أصدقائي والعمل في جو متجانس بقيادة المخرج هشام الجباري يلعبان دورا هاما في تعزيز جودة الأداء والإنتاج، فالمخرج يفرض طريقة فريدة في العمل ويولي اهتماما خاصا لأدق التفاصيل، كما يسعى بجدية إلى توفير فضاء احترافي وأسري، مما يخلق بيئة خالية من التوتر، وهذا الجو المتجانس يعزز التفاهم بين الطاقم الفني ويسهم في تحقيق تناغم فعال ينعكس إيجاب على نتائج العمل النهائي.