منذ أن اتخذت محكمة العدل الدولية، قرارَها بأمر إسرائيل برفع الحصار الإنساني عن غزة والتوقّف عن قتْل الفلسطينيين، لم تغيّر تل أبيب سياستها واستمرت بقتل المدنيين في القطاع حيث يسقط بين 100 إلى 200 ضحية يومياً. بالإضافة إلى ذلك، فإن معبر كرم أبوسالم الذي تسيطر عليه إسرائيل قد أُغلق، واعتُبر منطقة عسكرية بسبب تظاهرة من المجتمع الإسرائيلي لمنْع تدفق الدعم الغذائي إلى غزة إلى حين إطلاق الأسرى الإسرائيليين، ناهيك عن تنظيم اليمين المتطرف اجتماعاً كبيراً يدعو لعودة المستوطنين إلى غزة بعد احتلالها بالكامل، وهي دعوة لتطهير عرقي طالبت محكمة العدل الدولية باتخاذ كل التدابير لوقفه فوراً. ولذلك، لم يجد حلفاء غزة في لبنان والعراق واليمن إلا التصعيد التدريجي في استخدام أسلحة أكثر تقدماً وفتكاً، وضربات أكثر إيلاماً طاولت القوات الأميركية وأوقعت خسائر بشرية للمرة الأولى في صفوفها بسبب عدم التزام الولايات المتحدة بتعهداتها لإيران من خلال رسائل سرية وجّهتْها في الأشهر الأخيرة في شأن الحرب الإسرائيلية على غزة. وقالت مصادر قيادية في «مركز القرار»، إن أميركا وجّهت أربعة رسائل للقيادة الإيرانية، كان آخِرها أنها تعتبر أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو العقبة الحقيقية أمام السلام ويقف وراء استمرار الحرب على غزة وأن أيامه أصبحت معدودة وأن واشنطن تسعى لوقف الحرب وتطلب من إيران التدخل لوقف التصعيد من قبل حلفائها ليصار إلى إنهاء المعركة». إلا أن طهران اعتبرت، في رد على الرسائل التي وصلتْها عبر وسطاء، أن «أميركا لا تفعل اللازم ولم تلتزم بوقف الحرب على غزة وأنها - أي طهران - لا تستطيع الطلب من حلفائها عدم مهاجمة أهداف من خلال عمليات يعتقدون أنهم يقومون بها لأسباب إنسانية ونتيجة استمرار الحرب المدمرة على غزة وان الحل يقع في عمل أميركا الجدّي على كبْح إسرائيل لتتوقف كل الأعمال العسكرية في الشرق الأوسط قبل أن تنفلت الأمور وتخرج عن السيطرة أكثر مما هي عليه الآن». وبالفعل، فقد بدأ «حزب الله» اللبناني باستخدام أسلحة متقدّمة وأكثر تدميراً ضمن حدود الاشتباك التي رسمها منذ الثامن من أكتوبر. وهو استخدم في شكل شبه يومي صواريخ تحمل 250 كيلوغراماً من الحمولة التفجيرية، كما هاجم مواقع إسرائيلية بطائرات مسيّرة تحمل كاميرا وتصوّر الهدف وتنقضّ عليه من ارتفاع يتملّص من الصواريخ الاعتراضية ويصيب الهدف من الأعلى. كذلك زجّ بصواريخ موجّهة بالليزر تغيّر مسارها وتتجه نحو الهدف في الثواني الأخيرة لمنْع التدابير الإسرائيلية المضادة، إلكترونياً، من التشويش عليها. وهذا يؤكد أن جميع التقارير في تل أبيب التي تتحدّث عن تجميع قوات إسرائيلية إضافية على الحدود مع لبنان وسحْب بعض ألوية النخبة من غزة إلى لبنان، والتهويل بأن نهاية الشهر تمثّل المهلة الأخيرة قبل بدء الهجوم الكبير، لا تعني «حزب الله» كثيراً هو الذي لا يكترث إلى هدف وقف الحرب. وقد فشلت كل المساعي الإسرائيلية في إقناع المستوطنين بالعودة إلى الشمال بسبب فقدان الضمانات الأمنية بأن الحزب لن يستهدفهم، خصوصاً أن إسرائيل فشلت في ردعه. أما بالنسبة لليمن، فقد هاجم الحوثيون أهدافاً عسكرية بريطانية وأميركية وآخِرها البارجة الأميركية «لويس بولر» في خليج عدن. وقد أظهر الحوثيون انهم لا يكترثون للهجمات على أهداف داخل اليمن وأنهم لن يوقفوا هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية أو التي تحمل بضائع للمرافئ في الكيان المحتل، إضافة إلى أهداف من التحالف الذي تقوده أميركا، وان إعادة الملاحة الطبيعية إلى البحر الأحمر يتوقف على توقف الحرب والحصار على غزة. ومن العراق تمّ وللمرة الأولى استهداف موقع أميركي على الحدود السورية - الأردنية بطائرة مسيَّرة متطورة تحمل أكثر من 40 كيلوغراماً من المتفجرات، وقتْل ثلاثة جنود أميركيين وجرح 34. وقد استطاعت المسيّرة اختراق النظام الدفاعي الأميركي المتطور لتضرب قرب قاعدة التنف بعدما كانت هوجمت قبل يوم واحد قاعدة كونيكو شمال دير الزور حيث أصيب 3 جنود أميركيين. وتَعْلم المقاومة العراقية أن أميركا تستطيع مهاجمتها، كما فعلت في السابق، لكن من دون أن يثنيها ذلك عن مهاجمة 178 هدفاً أميركياً منذ الثامن من أكتوبر، بسبب استمرار إسرائيل في حربها على سكان غزة. ومن الطبيعي أن يفكر القادة العسكريون من الدول والتنظيمات المختلفة المشاركة في الحرب الدائرة أن احتمال توسع الحرب ممكن في أي لحظة تقع فيها خسائر غير محسوبة أو هجوم يُخْرِج طرفاً عن روعه. وتالياً، فإن تصميم إسرائيل على إكمال حرب نتنياهو لبقائه في الحُكْم تحمل أخطاراً تبقى دائماً على الطاولة ما دامت إسرائيل مصممة على كسر الشعب الفلسطيني وليس «حماس» والمقاومة فقط. وما سياسة إسرائيل بدفع الدول الغربية لسحب دعمها لمنظمة الأونروا التي تساعد أكثر من خمسة ملايين فلسطيني، إلا تعبيراً عن تصميمها على عدم التعايش مع الشعب الفلسطيني وكسْر استمراريته وإرادته بالبقاء على أرضه فلسطين. وهذا ما يزيد الطين بلة ويعزّز إصرار المقاومة على عدم التراجع مهما كبرت الخسائر، لتبقى الأمور مفتوحةً على الاحتمالات جميعها ما دامت إسرائيل لم تستطِع تحقيق أهدافها باستعادة الأسرى ولا بتدمير أو القضاء على «حماس». وتالياً فإن استمرار الحرب لا يشكّل ضغطاً على المقاومة للرضوخ، بل دفعاً للاستمرار بالتصعيد لإقناع إسرائيل بوقف الحرب من خلال توسُّعها وليس احتواءها. منذ أن اتخذت محكمة العدل الدولية، قرارَها بأمر إسرائيل برفع الحصار الإنساني عن غزة والتوقّف عن قتْل الفلسطينيين، لم تغيّر تل أبيب سياستها واستمرت بقتل المدنيين في القطاع حيث يسقط بين 100 إلى 200 ضحية يومياً.بالإضافة إلى ذلك، فإن معبر كرم أبوسالم الذي تسيطر عليه إسرائيل قد أُغلق، واعتُبر منطقة عسكرية بسبب تظاهرة من المجتمع الإسرائيلي لمنْع تدفق الدعم الغذائي إلى غزة إلى حين إطلاق الأسرى الإسرائيليين، ناهيك عن تنظيم اليمين المتطرف اجتماعاً كبيراً يدعو لعودة المستوطنين إلى غزة بعد احتلالها بالكامل، وهي دعوة لتطهير عرقي طالبت محكمة العدل الدولية باتخاذ كل التدابير لوقفه فوراً. انتصار فلسطيني معنوي دولي في لاهاي عكّره تجميد «الأونروا»... تعويضاً لإسرائيل منذ يومين لماذا السلام الإسرائيلي - الفلسطيني «غير ممكن» تحقيقه؟ 25 يناير 2024 ولذلك، لم يجد حلفاء غزة في لبنان والعراق واليمن إلا التصعيد التدريجي في استخدام أسلحة أكثر تقدماً وفتكاً، وضربات أكثر إيلاماً طاولت القوات الأميركية وأوقعت خسائر بشرية للمرة الأولى في صفوفها بسبب عدم التزام الولايات المتحدة بتعهداتها لإيران من خلال رسائل سرية وجّهتْها في الأشهر الأخيرة في شأن الحرب الإسرائيلية على غزة.وقالت مصادر قيادية في «مركز القرار»، إن أميركا وجّهت أربعة رسائل للقيادة الإيرانية، كان آخِرها أنها تعتبر أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو العقبة الحقيقية أمام السلام ويقف وراء استمرار الحرب على غزة وأن أيامه أصبحت معدودة وأن واشنطن تسعى لوقف الحرب وتطلب من إيران التدخل لوقف التصعيد من قبل حلفائها ليصار إلى إنهاء المعركة».إلا أن طهران اعتبرت، في رد على الرسائل التي وصلتْها عبر وسطاء، أن «أميركا لا تفعل اللازم ولم تلتزم بوقف الحرب على غزة وأنها - أي طهران - لا تستطيع الطلب من حلفائها عدم مهاجمة أهداف من خلال عمليات يعتقدون أنهم يقومون بها لأسباب إنسانية ونتيجة استمرار الحرب المدمرة على غزة وان الحل يقع في عمل أميركا الجدّي على كبْح إسرائيل لتتوقف كل الأعمال العسكرية في الشرق الأوسط قبل أن تنفلت الأمور وتخرج عن السيطرة أكثر مما هي عليه الآن».وبالفعل، فقد بدأ «حزب الله» اللبناني باستخدام أسلحة متقدّمة وأكثر تدميراً ضمن حدود الاشتباك التي رسمها منذ الثامن من أكتوبر. وهو استخدم في شكل شبه يومي صواريخ تحمل 250 كيلوغراماً من الحمولة التفجيرية، كما هاجم مواقع إسرائيلية بطائرات مسيّرة تحمل كاميرا وتصوّر الهدف وتنقضّ عليه من ارتفاع يتملّص من الصواريخ الاعتراضية ويصيب الهدف من الأعلى.كذلك زجّ بصواريخ موجّهة بالليزر تغيّر مسارها وتتجه نحو الهدف في الثواني الأخيرة لمنْع التدابير الإسرائيلية المضادة، إلكترونياً، من التشويش عليها.وهذا يؤكد أن جميع التقارير في تل أبيب التي تتحدّث عن تجميع قوات إسرائيلية إضافية على الحدود مع لبنان وسحْب بعض ألوية النخبة من غزة إلى لبنان، والتهويل بأن نهاية الشهر تمثّل المهلة الأخيرة قبل بدء الهجوم الكبير، لا تعني «حزب الله» كثيراً هو الذي لا يكترث إلى هدف وقف الحرب. وقد فشلت كل المساعي الإسرائيلية في إقناع المستوطنين بالعودة إلى الشمال بسبب فقدان الضمانات الأمنية بأن الحزب لن يستهدفهم، خصوصاً أن إسرائيل فشلت في ردعه.أما بالنسبة لليمن، فقد هاجم الحوثيون أهدافاً عسكرية بريطانية وأميركية وآخِرها البارجة الأميركية «لويس بولر» في خليج عدن.وقد أظهر الحوثيون انهم لا يكترثون للهجمات على أهداف داخل اليمن وأنهم لن يوقفوا هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية أو التي تحمل بضائع للمرافئ في الكيان المحتل، إضافة إلى أهداف من التحالف الذي تقوده أميركا، وان إعادة الملاحة الطبيعية إلى البحر الأحمر يتوقف على توقف الحرب والحصار على غزة.ومن العراق تمّ وللمرة الأولى استهداف موقع أميركي على الحدود السورية - الأردنية بطائرة مسيَّرة متطورة تحمل أكثر من 40 كيلوغراماً من المتفجرات، وقتْل ثلاثة جنود أميركيين وجرح 34. وقد استطاعت المسيّرة اختراق النظام الدفاعي الأميركي المتطور لتضرب قرب قاعدة التنف بعدما كانت هوجمت قبل يوم واحد قاعدة كونيكو شمال دير الزور حيث أصيب 3 جنود أميركيين.وتَعْلم المقاومة العراقية أن أميركا تستطيع مهاجمتها، كما فعلت في السابق، لكن من دون أن يثنيها ذلك عن مهاجمة 178 هدفاً أميركياً منذ الثامن من أكتوبر، بسبب استمرار إسرائيل في حربها على سكان غزة.ومن الطبيعي أن يفكر القادة العسكريون من الدول والتنظيمات المختلفة المشاركة في الحرب الدائرة أن احتمال توسع الحرب ممكن في أي لحظة تقع فيها خسائر غير محسوبة أو هجوم يُخْرِج طرفاً عن روعه. وتالياً، فإن تصميم إسرائيل على إكمال حرب نتنياهو لبقائه في الحُكْم تحمل أخطاراً تبقى دائماً على الطاولة ما دامت إسرائيل مصممة على كسر الشعب الفلسطيني وليس «حماس» والمقاومة فقط.وما سياسة إسرائيل بدفع الدول الغربية لسحب دعمها لمنظمة الأونروا التي تساعد أكثر من خمسة ملايين فلسطيني، إلا تعبيراً عن تصميمها على عدم التعايش مع الشعب الفلسطيني وكسْر استمراريته وإرادته بالبقاء على أرضه فلسطين.وهذا ما يزيد الطين بلة ويعزّز إصرار المقاومة على عدم التراجع مهما كبرت الخسائر، لتبقى الأمور مفتوحةً على الاحتمالات جميعها ما دامت إسرائيل لم تستطِع تحقيق أهدافها باستعادة الأسرى ولا بتدمير أو القضاء على «حماس».وتالياً فإن استمرار الحرب لا يشكّل ضغطاً على المقاومة للرضوخ، بل دفعاً للاستمرار بالتصعيد لإقناع إسرائيل بوقف الحرب من خلال توسُّعها وليس احتواءها.
مشاركة :