التعليم يطيل العمر ويساعد في تحسين الصحة

  • 1/31/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فريق من الباحثين النرويجيين أن مخاطر الوفاة تتراجع بنسبة 2 في المئة مقابل كل عام دراسة إضافي يقضيه الإنسان، وهو ما يعني أن قضاء ست سنوات دراسية في التعليم الابتدائي يطيل متوسط عمر الإنسان بنسبة 13 في المئة. وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة من خلال دراسة تضمنت بيانات من حوالي ستين دولة. سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- كشفت دراسة أجريت في النرويج أن التعليم بشكل عام يطيل عمر الإنسان ويساعد في تحسين الصحة بالنسبة للبشر على اختلاف أعمارهم وعرقياتهم وتوزيعهم الجغرافي وخلفياتهم الديموغرافية والاجتماعية. وتوصل فريق بحثي من جامعة النرويج للصحة والتكنولوجيا إلى أن مخاطر الوفاة تتراجع بنسبة 2 في المئة مقابل كل عام دراسة إضافي يقضيه الإنسان، وهو ما يعني أن قضاء ست سنوات دراسية في التعليم الابتدائي يطيل متوسط عمر الإنسان بنسبة 13 في المئة، وأن احتمالات الوفاة تتراجع بنسبة 25 في المئة بعد التخرج من التعليم الثانوي، وتنخفض بنسبة 34 في المئة بعد إتمام 18 عاما من التعليم. وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “ذا لنسات ببلك هيلث”، عقد الفريق البحثي مقارنة بين تأثير التعليم والمخاطر الصحية مثل التدخين وشرب الخمر وتناول أطعمة غير صحية، وتبين أن فوائد التعليم لمدة 18 عاما توازي تناول كميات مثالية من المأكولات الصحية مثل الخضراوات على سبيل المثال، وأن عدم الذهاب إلى المدرسة مطلقا يوازي عشر سجائر يوميا لمدة عشر سنوات، أو تناول خمس مشروبات كحولية يوميا. ونقل الموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” المتخصص في الأبحاث العلمية عن الباحث تيرج أندريس، مدير مركز أبحاث عدم المساواة الصحية في العالم، قوله إن “التعليم مهم في حد ذاته، وليس فقط بسبب فوائده الصحية، ولكن قدرتنا على تحديد كم الفوائد الصحية للتعليم تعتبر تطورا ملموسا”. وجمعت الدراسة بيانات من 59 دولة، وتضمنت أكثر من 10 آلاف معلومة تم الحصول عليها مما يزيد عن 600 ورقة بحثية. وتركزت الدراسة بشكل عام على أصحاب الدخل المرتفع، وأكدت ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث عن الأشخاص الذين ينحدرون من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، لاسيما من دول الصحراء وشمال أفريقيا التي لم يتم جمع بيانات كافية تخص هذه المناطق. ◙ التعليم يعد عاملا رئيسيا في تحسين النتائج الصحية في المجتمعات. فهو يساعد الأفراد على اتخاذ خيارات صحية أفضل وأكدت كلير هينسون، عضو فريق الدراسة والباحثة بكلية طب جامعة واشنطن الأميركية، أن “إغلاق الفجوة التعليمية يعني إغلاق الفجوة في معدلات الوفيات”، وأوضحت “من أجل الحد من عدم المساواة في معدلات الوفاة، لا بد من الاستثمار في مجالات من أجل تعزيز الفرص في التعليم”، وأكدت أن هذا الاستثمار سوف ينطوي على تأثير إيجابي على صحة البشر في جميع الدول. وبحسب اليونسكو، التعليم الجيد هو أساس الصحة والرفاه. ولكي يعيش الناس حياة صحية ومثمرة، يحتاجون إلى المعرفة لتفادي الأمراض على أنواعها. لكي يتعلم الأطفال والمراهقون، يجب أن يتمتعوا بصحة جيدة. وتبين إحصاءات تقرير اليونسكو العالمي لرصد التعليم أن بلوغ مستويات أعلى من التعليم بين الأمهات يحسن معدلات تغذية الأطفال وتلقيحهم، مع تقليل وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها ووفيات الأمهات وفايروس نقص المناعة البشرية. التعليم بذاته هو حافز للتنمية والمعاينة الصحية. ويؤكد إعلان إنشيون لعام 2015 (إعلان بشأن التعليم تم اعتماده في المنتدى العالمي للتعليم في إنشيون بكوريا الجنوبية في 15 مايو 2015 ) أن التعليم يطور المهارات والقيم والمواقف التي تمكن المواطنين من عيش حياة صحية وسليمة، واتخاذ قرارات مستنيرة، والاستجابة للتحديات المحلية والعالمية. ويتمثل هدف اليونسكو، على النحو المبين في إستراتيجية اليونسكو بشأن التعليم من أجل الصحة والرفاهية، في دعم مساهمة قطاعات التعليم الوطنية في القضاء على الإيدز وتعزيز صحة ورفاهية أفضل لجميع الأطفال والشباب. وتلتزم المنظمة بتعزيز الروابط بين التعليم والصحة، مما يعكس اعترافا دوليا متزايدا بضرورة اتباع نهج أكثر شمولا بشأن الصحة المدرسية والعمل المنسق عبر القطاعات. وللتعليم تأثير كبير على الصحة في المجتمعات. وقد أظهرت الأبحاث أن هناك علاقة إيجابية بين التعليم والصحة. وفيما يلي بعض الطرق التي يؤثر بها التعليم على الصحة في المجتمعات: ◙ فوائد التعليم لمدة 18 عاما توازي تناول كميات مثالية من المأكولات الصحية مثل الخضراوات والفواكه على سبيل المثال • محو الأمية الصحية: يساعد التعليم الأفراد على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لاتخاذ خيارات صحية والعناية بصحتهم بشكل أفضل. ومن المرجح أن يحصل الأشخاص ذوو مستويات التعليم الأعلى على نتائج صحية أفضل لأنهم مجهزون بشكل أفضل لفهم احتياجاتهم الصحية وإدارتها. • الوصول إلى الرعاية الصحية: يمكن أن يؤثر التعليم أيضا على الوصول إلى الرعاية الصحية. ومن المرجح أن يحصل الأشخاص ذوو مستويات التعليم الأعلى على تأمين صحي وأن يكونوا قادرين على تحمل تكاليف العلاج الطبي اللازم. وذلك لأنهم يميلون إلى الحصول على دخل أعلى ومن المرجح أن يعملوا في وظائف تقدم فوائد صحية. • السلوكيات الصحية: يمكن أن يؤثر التعليم على السلوكيات الصحية مثل التدخين والشرب والنظام الغذائي. والأشخاص ذوو المستويات الأعلى من التعليم هم أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات صحية وأقل عرضة للانخراط في سلوكيات غير صحية. • العوامل الاجتماعية والاقتصادية: يمكن أن يؤثر التعليم أيضا على الصحة من خلال التأثير على العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل الدخل والتوظيف والدعم الاجتماعي. ويمكن أن يكون لهذه العوامل تأثير كبير على النتائج الصحية. وبشكل عام، يعد التعليم عاملا رئيسيا في تحسين النتائج الصحية في المجتمعات. فهو يساعد الأفراد على اتخاذ خيارات صحية أفضل، ويوفر الوصول إلى الرعاية الصحية، ويؤثر على العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن تؤثر على الصحة.

مشاركة :