في بيتنا صعلوك (١)

  • 4/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

السعادة مطلب أساسي وحيوي يبحث عنها ويحاول تحقيقها كثير من الناس إن لم يكن كل الناس وهنا لافرق بين هذا أو ذاك ، هناك من تسعده كلمة صادقة مليئة بالطاقة الإيجابية تجعله طوال يومه سعيد إلا أن هذه البهجة مؤقتة وضعيفة وذلك لأنها مرتبطة بعامل خارجي ذو ذبذبات متحشرجة يتحكم في إدارتها آخرون وهنا تجد هذه السعادة وقتية وذات رتم مصطنع وهي في ذلك مثلها مثل بيت العنكبوت في تكوينه وفي مواجهته لصروف الدهر وعوامل التعرية ، ولذا تجد الباحث عن السعادة لن يجدها ويتلذذ بها مالم يكن مصدرها ومنبعها شعور داخلي وبرمجة إيجابية للعقل اللاواعي والذي هو المصدر الحقيقي للسعادة. يقول تزوجت من فتاة لا تستحقني فهي ذات دين وجمال أنجبت منها خمسة أطفال تقوم بتربيتهم وعلى تربيتهم تقوم ، بالرغم من قسوتي الغير مبررة وتقتيري وبخلي الشديد عليهم وطيبتي المصطنعة وكرمي وسخائي على كل من حولهم لأن فهمي للرجولة قاصر ومخالف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله"لأن ما أحمله من شر وتقتير وتقصير موجه لزوجتي وأولادي فقط منطبقاً على سلوكي ناحيتهم ذلك المثل "أبوي ما يقدر إلا على أمي" وتمضي سفينة الأيام ولم أتدارك ما يجب علي أن أتداركه وإنما مضيت بفعل كل ما لا يجب فعله حاسبا أن سعادتي أحد أهم مصادرها هو غطرستي وتكبري على زوجتي التي كلما ازدادت ضعفا إزددت غطرسة حتى أتيت بتلك القشة التي قصمت ظهري وذلك عندما قررت أن اتزوج بأخرى حاسباً ومحتسبا أن ما أفعله هو الذكاء والتميز والفخر بذلك العُرف والذي يشبه عُرف الديك مع الفارق وهنا ومن هنا تهاويت عن عرشي المصطنع وتبخرت رجولتي أمام من كنت أظنها جارية ففقدت السعادة واستمريت في محاولات مستميتة لإثبات ما لا ينبغي إثباته لأن كل تلك الرتوش سقطت وبقي هيكلي هيكل الصعلوك الذي لم يتعظ بمن سبقوه ولن يتعظ بمن عاصروه. والله من وراء القصد د.فهد الوردان Wardan1457@hotmail.com @fahad1457

مشاركة :