اختتام مهرجان «أم الإمارات»..الحدث المتوهج في وطن الوفاء

  • 4/3/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي آلاء عبد الغني: اختتم مهرجان أم الإمارات، الذي نظمته هيئة السياحة والثقافة في أبوظبي، أمس، فعاليات نسخته الأولى التي حظيت على مدار 10 أيام بإقبال جماهيري على كورنيش أبوظبي، للاحتفاء برؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ورؤية سموها وعطائها الإنساني للمرأة والمجتمع. وجذبت مناطق المهرجان الخمس آلاف الزوار من خلال الأنشطة الترفيهية المتنوعة، التي توزعت على جميع مرافق المهرجان، وذلك بهدف توفير أجواء تفاعلية، ومتميزة للضيوف والزوار من جميع فئات المجتمع. حقق المهرجان نجاحاً باهراً بامتياز، انعكس من خلال التفاعل الجماهيري الكبير وحضور الآلاف من الزوار الذين تزايد توافدهم يومياً على مقر المهرجان من جميع أنحاء الدولة، للاستمتاع بالعروض الحية والترفيهية والتراثية والورش ومناطق الألعاب التي خصصت للأطفال، إضافة إلى البرنامج الحافل بعروض أشهر الفرق المحلية والعالمية، وورش الطبخ التي شارك فيها الأطفال، وقضوا أوقاتاً ممتعة في تحضير أطباقهم المفضلة. وشكل هذا المهرجان حدثاً وطنياً ثقافياً واجتماعياً هو الأضخم من نوعه، ورسالة حضارية وثقافية فريدة من نوعها لما تحمله في طياتها، من مفهوم المجتمع المتماسك، تدعمه في ذلك عاداته وتقاليده الأصيلة، وهو ما يعبر عنه تنوع الأنشطة والفعاليات التي يحتضنها في رحابه، التي تجمع بين الفقرات الفنية والثقافية في لوحة تجسد التنوع الإنساني والانفتاح الذي يميز دولة الإمارات، التي ترحب بثقافة الآخر، وقيم المحبة والإنسانية. وتكفي نظرة سريعة إلى تفاصيل المكان وبيئته التي تمثل بمضامينها وتكويناتها قاعدة قوية للحفاظ على تراث الوطن، والتواصل مع الآخر لنشر مبادئ التسامح والمحبة، التي اتسمت بها الإمارات. وتمتعت كل منطقة من المناطق التي أقيم فيها المهرجان بصفة خاصة تميزها عن غيرها من المناطق، التي تحمل في طياتها مغزى إنسانياً يقدم الدلالة الحقيقية على معاني العطاء والرعاية التي توليها الأم للعائلة، حيث جسدت منطقة الأنشطة اهتمام الأم بصحة عائلتها، أما الحفاظ على البيئة فسلطت الضوء على المسؤولية المجتمعية تجاه البيئة، في حين شكلت منطقة الفنون مساحة للتعبير والابتكار، بينما جمعت منطقة السوق بين العراقة والحداثة من خلال مجموعة من المتاجر المحلية والعالمية، إضافة إلى منطقة مطاعم الشاطئ التي قدمت مجموعة متنوعة من المأكولات المحلية والعالمية، التي تلائم جميع الأذواق. البرك البرك عبارة عن مجموعة من الدوائر العملاقة متحدة المركز والمصنوعة من منصات تفاعلية دائرية الشكل، وبدخول الزائر إليها، يجد نفسه في عالم آخر، حيث تشتمل على اللعب والحركة والتأثيرات الدائرية من اللون والضوء. وتشكل لوحة قماشية عملاقة تتيح الرسم ونشر الأضواء في آن معاً، ومع قيام مجموعة من المستخدمين باللعب ضمن الحوض، تأخذ تفاعلاتهم أشكالاً مذهلة من الألوان المتغيرة والمتلاشية. ملعب الهجوم الجوي وهو مناسب لعمر نحو 3 سنوات، وتمثل في محاولة التغلب على العقبات التي امتدت على طول مسار العقبات الجوية البالغ حجمه 15 5 م، ومن نقطة انطلاقه البالغ ارتفاعها 1,8 متر، خاض الأطفال المغامرون تحديات اختبرت مهارات التوازن والتسلق والتعامل مع الحبال، وشملت هذه العوائق، الجسور المتداعية وشبكات العنكبوت والمنصات المتأرجحة والحبال المشدودة وحبال الانزلاق وغيرها، وارتدى المغامرون جميعهم أحزمة السلامة، التي تم ربطها مع الحبال. البانجي ترامبولين قضى الأطفال أوقاتاً ممتعة مع لعبة الترامبولين التي تستخدم مجموعة من حبال البانجي لمنح المشاركين تجربة مثيرة تتحدى قوى الجاذبية، وسط بيئة آمنة للغاية، وتمكن المشاركون من الوصول إلى ارتفاعات مذهلة باستخدام لعبة الترامبولين وحدها، ومع ضمان سلامتهم باستخدام أحزمة الأمان القابلة للتعديل والمصممة خصيصاً لهذا الغرض أثناء تجربته. أكواخ الشاطئ وضمت أكواخ الشاطئ الموجودة في مراكز النشاط ألعاباً عدة، لتنمية المهارات والإبداع، مثل الرماية الآمنة التي شارك فيها الذكور والإناث من جميع الفئات العمرية المشاركة بها، وحملت الأهداف الكثير من التحدي الممزوج بالمرح مع التركيز على تشجيع مشاركة الزوار. وحمل المهرجان بين طياته أجواء المرح والحماسة من خلال سيارات التحكم اللاسلكي على منعطفات حلبة صعود الكثبان الرملية شديدة التنافسية، ووفر المسار الرملي البسيط حلبة مغلقة لعشرة من اللاعبين الذين تنافسوا للفوز بسباق صعود الكثبان الرملية، وتم تعزيز السيارات لتصبح قادرة على تحمل جميع الأعمار والقدرات، وضمت حلبة السباق منصة كبرى للجمهور. المساحة العصرية: أما المساحة العصرية في منطقة الأنشطة فاحتفت بمهارة الرياضة الحضرية، وضمت مجموعة من المتخصصين في رياضة الشارع وأداء الأعمال المثيرة، وتنوعت هذه الأنشطة من كرة السلة التي ضمتها المنصة الفنية الرياضية، وقام المنسق الموسيقي دي جي المتواجد في المنطقة بمزج أجمل الألحان وإطلاقها عبر مكبرات الصوت العملاقة والنظام الصوتي المتكامل لتغطية كامل المنطقة وجعلها تتراقص على وقع أحدث الإيقاعات، إلى جانب القفز على الوسادة الهوائية، وتجربة حبل المشي المشدود، والانزلاق بالحبل، وقضاء أكثر الأوقات إثارة على منصة التزلج، حيث شجعت حلبة التزلج الخاصة بالمهرجان الجمهور على التزلج لساعات وساعات حتى انتهاء المهرجان، إذ القدرة الاستيعابية للحلبة نحو 100 متزلج. منطقة الشاطئ استضاف هذا المجال ألعاباً عدة من الواجهة البحرية، وكان فرصة للاسترخاء مع العائلة والأصدقاء، وضم الغولف المصغر، الذي أقيم على أرض حديقة الكورنيش العشبية، 12 حفرة ذات أطوال قصيرة، على أسطح من العشب الاصطناعي، فضلاً عن التخطيط الهندسي، الذي غير خطوط الضربات، بما في ذلك الضربات المرتدة والعوائق الاصطناعية، كالأنفاق والأنابيب والمنحدرات. ومن الأشياء الفريدة في هذه المنطقة كراسي الاستلقاء العملاقة ذات التصميم الإبداعي، الذي تم تكبيرها بمقدار أربع مرات قياساً بحجمها الحقيقي وإدراج العلامة التجارية للمهرجان عليها، مع بناء مجموعة من خمسة كراسي، تمكن الزوار من الجلوس عليها والتقاط الصور التذكارية، فضلاً عن قضاء وقت ممتع في محاولة تسلقها. ومن الألعاب كذلك الكلمات ثلاثية الأبعاد، إذ تم دفن مجسمات هذه الكلمات التي يبلغ طولها 2,4 متر بشكل جزئي في الرمال وإنارتها لتعزيز العلامة التجارية والرسائل الأساسية، كما وفرت فرصة أخرى لالتقاط صور عائلية رائعة ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى لعبتي طاولات البلياردو وطاولات كرة القدم بتصاميمها المبتكرة. السوق جسدت منطقة السوق المستوحى بناؤها من سوق الميناء القديم في إمارة أبوظبي ذات التراث العريق، والتبادل الثقافي الذي ما يزال حياً في الإمارة، وتضمنت المنطقة عروضاً تفاعلية للتاريخ الإماراتي خلال الفترة التي تتراوح بين خمسينات وستينات القرن الماضي، إضافة إلى تقديم مجموعة من صفوة المتاجر والعلامات التجارية الفخمة. وبالقرب من هذه الأحجية، تمكن الأطفال من اللعب بالترامبولين المتصل مع الأرضية، الذي تميز بأحجام وألوان مختلفة، مجسداً طبعات الأقمشة العربية التقليدية. ومن مميزات السوق عرض الهندسة المعمارية، إذ تم تصميم هذا المعرض التفاعلي، ليتيح للزوار تجربة أهم العناصر الإماراتية التقليدية والثقافية، ومنها عرض صيد اللؤلؤ: انطلاقة نحو البحر، وهو عبارة عن جدار مائي اصطناعي مع ممر مقوس، وعند العبور خلاله يقدم تجربة مميزة للإحساس بأجواء الخليج العربي، محاطة بمكبرات صوتية عالية، حيث استمع الزوار إلى الأصوات والأغاني التي يطلقها الصيادون ويتخللها صوت البحر، كما تعرفوا إلى أدوات صيد اللؤلؤ القديمة، إضافة إلى منطقة لعرض أشهر الأفلام الكرتونية السبعينية والثمانينية في أجهزة تلفاز قديمة، والأغاني العربية القديمة لإعادة الزوار للزمن القديم. كما تجول الزوار بين المعروضات من الصور التي تستعرض المشاهد التراثية والكاميرات القديمة الأصيلة، وخصص إطار خاص في إحدى الزوايا أتاح للزوار التقاط أجمل الصور. وتنوعت في منطقة السوق ورش العمل، التي تنمي الإبداع والخيال لدى الفئات العمرية كافة من زوار المهرجان، منها رسم السفن الشراعية، وأواني البخور، والفن المعماري: نسيج الجدول الزمني والنحت بالرمال، وورشة عمل مميزة لتصميم وصناعة المجوهرات والحلي الفضية. الحفاظ على البيئة خصصت هذه المنطقة للتعريف ببيئة دولة الإمارات وجمالها، حيث ركزت فعالياتها على توعية الزوار ودعوتهم للإسهام في الحفاظ على البيئة المحلية. على خطى أم الإمارات عملت هذه المنطقة على تشجيع الوعي البيئي، حيث ضمت تجارب تفاعلية عدة، صمّمت لتقرب الزوار أكثر من بيئة دولة الإمارات الطبيعية. وشملت هذه المنطقة أنشطة عدة مثل رحلات سفاري بيئية على متن سيارات الجيب الصغيرة، وقبة العروض والسينما، وقبة هيئة البيئة بأبوظبي، ومعرض التعريف بالثروة السمكية، إلى جانب الأكواخ الشاطئية المخصصة للتعريف بالأنواع المهددة بالانقراض. الفنون أتاح المهرجان للزوار فرصة تجربة الفنون والتفاعل معها وصنعها بغض النظر عن الفئة العمرية، حيث تمكن الأطفال من صنع الهدايا التذكارية والإبداعية لأمهاتهم، كما تفاعلوا ضمن مجموعات رائعة من المرافق النابضة بالألوان والأصوات، إلى جانب فرص الاسترخاء والراحة في أي من مناطق الجلوس، حيث قام الفنانون بإشراك الجمهور في عروض رائعة عدة، كعروض مسرح الظل والأعمال الموسيقية. ومنحت جميع أقسام منطقة الفنون تسميات خاصة مستمدة من المبادئ الأساسية للفن وهي، الوحدة، والتوازن، والتباين، والحركة، والأنماط، والإيقاع، والتركيز، وخاض الزوار تجربة غامرة في الأقسام التي تلقي الضوء على فن الأمومة واحداً تلو الآخر، ووسط نشاطات ومرافق تنسجم انسجاماً تاماً مع هذه المواضيع، رسمت لوحة تجسد الأمهات كقوة مركزية تدفع عجلة المجتمع نحو الأمام وتجلب التناغم. واندرجت جميع الأعمال الفنية الموجودة في هذه المنطقة تحت إطار التقدير والاحترام لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك باعتبارها أم الإمارات، ولجميع الأمهات اللاتي يمنحن القوة لعائلاتهم. وركزت الأعمال الفنية المتواجدة ضمن التوازن في منطقة الفنون على مفهوم التوزيع المتساوي سواء كان للوزن أو الفراغ، وهي طيور التوازن الإماراتية، حيث استندت هذه الأعمال الفنية والمصنوعات إلى عالم الطيور التي تعيش في دولة الإمارات، وكان هناك نشاطات مصممة لتمكين الأطفال من صنع طيورهم الخاصة، التي تطلب صنعها مهارة مختلفة، وقام الأطفال بصنع طيور ورقية يمكنها الطيران لأبعد مسافة ممكنة، وطيور موزعة الوزن بصورة مثالية، بحيث تتوازن على أطراف أصابعهم، وسيقوم الفنانون برسم لوحات ثلاثية الأبعاد باستخدام الطباشير على الطريق الواصل إلى منطقة التوازن، إضافة إلى عالم التوازن الذي بدت فيه الرسومات وكأن الأرض قد فتحت أبواباً إلى عالم سفلي، حيث قام الضيوف بالتقاط الصور وهم يتوازنون على حافة هذا العالم السفلي، خلال عبورهم الجسر أو الوقوف على حافة الهاوية، أما حديقة التوازن فكانت عبارة عن فسحة من الألعاب الصغيرة للأطفال تركز على مفهوم التوازن، وشملت على سلسلة من المعدات التي تتحدى مهارات التوازن لديهم، وسمحت الأراجيح المصنوعة من إطارات السيارات القديمة للأطفال باكتشاف طريقة استخدام أنفسهم للوصول إلى التوازن المثالي. وركزت الأعمال الفنية المتواجدة ضمن منطقة التباين على ابتكار الجمال انطلاقاً من الفضاء السلبي والاختلاف الجذري الكامن بين الضوء واللون، وضمت نسيج الشخصيات المزركشة، وفن الهدايا المنسوجة، والمنظور الضوئي، إلى جانب القصص الصحراوية التي أبدعتها الفنانة شيماء المغيري ملكة الرمال عبر لوحاتها الإبداعية، الحديقة المتألقة، إضافة إلى الحديقة المتألقة التي توهجت وسط منطقة الرسم المظلمة، حيث كانت الأشجار محاطة بألواح سوداء وقام الأطفال بالرسم عليها باستخدام طلاء فوق البنفسجي، إلى جانب إتاحة الفرصة للأطفال لابتكار لوحاتهم من خلال لعبهم بالرمال. 71 شاشة تعرض منجزات قيام الاتحاد من أبرز معالم المهرجان التي استقطبت جموعاً كبرى من الزوار، جناح أم الإمارات، الذي عرض على 71 شاشة منجزات الدولة منذ قيام الاتحاد حتى حاضر دولة الإمارات المشرق، إضافة إلى 25 صورة تاريخية من ضمنها نحو 8 صور تعرض لأول مرة للجمهور، ولم تشاهد من قبل. ومن اللافت في هذا الجناح شجرة القيم، التي تسلط الضوء على تفاني سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات، لترسيخ القيم التي تؤمن بها، إذ أتيح للزوار التعبير عن أهم القيم بالنسبة لهم عن طريق كتابتها بلغتهم، وتعليقها على فروع الشجرة إلى جانب القيم الموجودة بالفعل، والمستوحاة من مسيرة أم الإمارات. وركزت فعاليات منطقة الأنشطة طوال المهرجان، القيم الأساسية للصحة والعمل الجماعي والمثابرة، وجهود الأم في رعاية أسرتها وتعزيز صحة العقل والجسم معاً، وذلك عبر 19 فعالية، و15 ورشة عمل و420 عرضاً، قدم بعضها أكثر التجارب الرياضية إبهاراً، وتمّ تقسيم النشاطات إلى مجموعة من المستويات المختلفة، لتتيح بذلك لجميع الزوار الاشتراك بها، والتفاعل معها. أكشاك مؤقتة للفنانين في سوق الفنون، تم إنشاء أكشاك مؤقتة للفنانين على طول المسار المتعرج، حيث أتاح للزوار شراء سلع مصنوعة يدوياً من قبل الفنانين والحرفيين المحليين المشهورين والهواة على حد سواء. وتعد هذه المنحوتات أحد أهم مزايا هذه المنطقة، حيث إنها كانت لوحة ترحيبية على المدخل للزوار الذين قدموا إلى المهرجان، وتألفت هذه اللوحة من مجموعة من الألواح الكبرى التي تم اقتطاع أجزاء من كل منها، وعند النظر إليها وفق زاوية محددة، استطاع الزوار رؤية عبارة أم الإمارات مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية. وحظي كل واحد من الأطفال بفرصة للرسم والكتابة والتلوين على ألواح الطباشير، للتعبير بحرية عن مكنوناتهم الإبداعية، ولم تكتف هذه الفعالية بإظهار الجانب الإبداعي لكل طفل، بل ساعدتهم على بناء علاقات وقنوات تواصل مع الأطفال الآخرين الذين يشاركون بهذه الفعالية، إلى جانب لعبة توصيل النقاط، وهي عبارة عن القيام بتغطية لوح أبيض كبير بنقاط مرقمة، وعندما يتم توصيل هذه النقاط وفق التسلسل الصحيح، تظهر صورة تعبر عن القول المأثور أو الأسطورة أو اللغز المستمد من التراث العربي، الذي كان الأطفال قد قاموا بقراءته مسبقاً.

مشاركة :