نفّذت الولايات المتحدة ضربات ضد الحوثيين بشكل أحادي أو بشكل مشترك مع بريطانيا، لكن الضربات الجوية السابقة ركّزت على هدف منع المتمردين من استهداف الملاحة البحرية لا التعامل مع أي تهديد للطائرات. وجاء في بيان "سنتكوم"، "قامت قوات القيادة المركزية الأميركية بقصف وتدمير صاروخ أرض-جو تابع للحوثيين كان معدا مسبقا للإطلاق". وأضاف أن القوات حددت "موقع الصاروخ في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وقررت أنه يمثل تهديدا وشيكا للطائرات الأميركية"، من دون تحديد نوع تلك الطائرات أو موقع الضربة. وكانت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين قد ذكرت في وقت سابق أن طائرات أميركية وبريطانية استهدفت مدينة صعدة (شمال)، لكنها لم تحدد الهدف الذي قصفته ولم تقدم معلومات عن أضرار أو ضحايا. بدأ المتمردون استهداف سفن في البحر الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر، قائلين إنهم كانوا يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل دعما للفلسطينيين في غزة التي دمرتها الحرب بين إسرائيل وحماس. لمحاولة ردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في 12 و22 كانون الثاني/يناير سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين الحين والآخر ضربات. – هجمات مستمرة – استهدف بعض الضربات الأميركية صواريخ قالت القيادة المركزية الأمريكية إنها تشكل تهديدا وشيكا للسفن، ما يشير إلى جهد مراقبة قوي يركز على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون ومن المحتمل أنه يشمل طائرات عسكرية. كما شكلت الولايات المتحدة قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات الشهر الماضي للمساعدة في حماية الشحن في البحر الأحمر الذي يمر عبره ما يصل إلى 12% من التجارة العالمية. بالإضافة إلى العمل العسكري، سعت واشنطن إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية ومالية على الحوثيين، وأعادت تصنيفهم "منظمة إرهابية" في وقت سابق من كانون الثاني/يناير بعد أن أسقطت هذا التصنيف سابقا إثر تولي الرئيس جو بايدن منصبه. لكن هجمات الحوثيين استمرت، وأعلنوا الأربعاء أنهم استهدفوا سفينة تجارية أميركية متجهة إلى إسرائيل "بعدة صواريخ بحرية في البحر الأحمر، وكانت الإصابة مباشرة ودقيقة"، ولم يتسن على الفور التأكد من هذا الإعلان بشكل مستقل. يتصاعد في أنحاء الشرق الأوسط الغضب من الحملة الإسرائيلية المدمرة في غزة، ما أدى إلى تأجيج أعمال العنف التي تنفذها فصائل مسلحة مدعومة من إيران في لبنان والعراق وسوريا، وكذلك في اليمن. وتعرضت القوات الأمريكية في المنطقة لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر. وأسفر هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة في الأردن الأحد عن مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين، وحملت واشنطن المسؤولية لفصائل مدعومة من إيران وتعهدت برد حازم.
مشاركة :