أكد الروائي والطبيب السوداني أمير تاج السر أن أفضل تعريف يمكن أن يقدمه للرواية، من واقع عمله في المجال الطبي، هو أنها «جرثومة» أو «لوثة» يصاب بها بعض الأشخاص من دون الآخرين، ولفت إلى أنه مع ازدياد أعداد الكتاب والكتب أصبح البعض يتعمد الإصابة بهذه «اللوثة». جاء ذلك في ندوة الرواية التي قدمتها الشاعرة الهنوف محمد، عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمس الأول وبحضور رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري، وعدد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين بالكتابة والرواية. وبين تاج أهمية ومكانة الكتابة الإبداعية بشكل عام، وكتابة الرواية بشكل خاص، فالرواية بالنسبة له هي الأساس في الكتابة، مضيفا أن الكتابة الإبداعية في العالم الغربي أصبحت ضمن المناهج المدرسية والجامعية، وهي تتطلب تمتع المدرس بتجربة وخبرة جيدة، ليكون مؤهلا لتدريس هذه المادة، ويقدم خبراته للآخرين. وقال «إننا في العالم العربي لم نصل بعد إلى ذلك، لكن لدينا فكرة ورش الكتابة الإبداعية، التي يتعلم فيها الشخص كيف يكتب، فتلك الورش تفيد الشخص في الحصول على أبجديات الكتابة الأساسية». وأشار تاج السر إلى أن الرواية هي تجربة شخصية أو قصة حياة، وقد تكون تجارب متنوعة في مجالات عدة، أو مجموعة من المواقف والقصص والحكايات تتراكم لدى هذا الشخص أو ذاك، فتتحول إلى رواية يريد كتابتها، والترويج والتسويق لها. وقال: «هناك شخصيات قد تسمع منها قصصا وحكايات وروايات شفهية جميلة وعميقة ومعبرة، لكنها لا تنجح في كتابة رواية، وتبقى إبداعاتها ضمن ما يمكن تسميته الرواية الشفهية، لكن من الممكن الاعتماد عليها أو الاتكاء عليها والاستفادة منها». وميز أمير تاج السر بين الرواية التاريخية والمعاصرة، لافتا إلى أنه من الممكن استخدام التاريخ كي يكون مسرحا لحوادث الرواية، فتخيل التاريخ يمنح الكاتب فسحة كبيرة للخيال، وشدد على أهمية أن تكون لغة الكتابة جذابة وشيقة في السرد والحوار، فالرواية تتطلب سردا فنيا وأدبيا جميلا. وتحدث عن تجربته في تحكيم الروايات وطبيعة اللغة المستخدمة أحيانا في بعض الروايات، خصوصا أثناء الحوار وليس السرد. وقال: «دوما البدايات صعبة في كتابة الرواية، وكذلك النهايات، بمعنى أن هناك صعوبات تواجه الكاتب في بداية الرواية وفي نهاياتها، فجزء من شقاء الكاتب هو العثور على نهاية للرواية لا يتذمر منها القارئ». ولفت إلى أنه عندما يتم الاتفاق بين مؤلف ومخرج من أجل تحويل الرواية إلى عمل درامي، فإنه لا يحق له الاعتراض على ملامح وتفاصيل العمل، الذي يكون فيه الفعل للمخرج وكاتب السيناريو. وأشاد بالرواية الخليجية التي أصبح لها موقع متميز ولا أحد يمكن أن ينكر ذلك.
مشاركة :