ربوهم لزمان غير زمانكم!

  • 4/3/2016
  • 00:00
  • 56
  • 0
  • 0
news-picture

من يتأمل متوسط أعمار أول حكومتين اتحاديتين في الدولة، لا شك أنه سيلحظ نسبة الشباب المرتفعة في الكوكبة المباركة من صنّاع التنمية في هذه الدولة الفتية.. لقد كان تمكين الشباب أحد أهم الأركان التي بُنيت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا يزال هذا الركن متواصلاً حتى اليوم كجزء أساسي في استراتيجية الدولة وقادتها لصناعة مستقبل الأمة الإماراتية، بالبترول أو بعده. مناسبة هذا الكلام لقاء لم يحظَ بالتغطية الإعلامية الكثيفة، كان لي شرف حضوره في لندن قبل أيام، اجتمعت فيه كوكبة من وزراء الإمارات الشباب ومسؤوليها مع أبناء وبنات الدولة من طلبتنا المبتعثين إلى الخارج في المملكة المتحدة، لدراسة أوضاعهم وتعريفهم بثوابتهم الوطنية وقيم المواطَنة الإماراتية الصالحة، وكذلك ببرامج الحكومة لرعايتهم، إضافة إلى معرض للفرص الوظيفية المستقبلية المتاحة أمامهم لدى عودتهم إلى الدولة مظفرين بإذن الله. ولعل هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها دولة بإرسال وفد وزاري خصوصاً للقاء طلابها ومبتعثيها في الخارج، والاطمئنان على حسن سير دراستهم وحياتهم. اللقاء الذي ينعقد للسنة الثالثة، بالتعاون مع جهات رسمية عدة، وتستضيفه مشكورة سفارة الدولة في لندن، يرسل أكثر من رسالة حول استراتيجية الدولة لتمكين الشباب التي حرصت قيادتنا العليا على الانتقال بها في وقت مبكر من التنظير إلى التطبيق العملي، لذلك تحدثنا عمداً عن أول حكومتين في تاريخ الدولة، حتى لا يعتقد البعض أن تعيين وزيرة بعمر 22 عاماً هو أمر جديد في حياة الإماراتيين وتمكينهم للشباب. اليوم، ونحن نطلق مرصد المستقبل، نحتاج إلى أن نستلهم من قيادتنا معاني تمكين الشباب في مؤسساتنا المختلفة، فالمطلوب أن نرى تغييراً في الخطط والبرامج لمصلحة المزيد من العناية برؤى الشباب واحتياجاتهم وكيفية إدماجها في تخطيطنا للمستقبل، سواء على الصعيد الجمعي لنا كدولة، أو على الصعيد الفردي لكل مؤسسة على حدة. وتذكروا الرسالة العظيمة التي وجهها إلينا القائد بو راشد، حين أسس مجلس الإمارات للشباب، حيث قال سموه إنهم سيكونون مستشارين للحكومة في قضايا الشباب، مضيفاً سموه أن طاقة الشباب هي ما سيحرك حكومة المستقبل، وكان سموه قال قبل ذلك: دولتنا دولة شابة، قامت على الشباب، ووصلت إلى المراكز الأولى عالمياً بسببهم، وهم سر قوتها وسرعتها، وهم الكنز الذي ندخره للأيام القادمة. وأول من يعنيهم الأمر المؤسسات والهيئات المعنية بالشباب، تعليماً وتربية وثقافة ورياضة وتنشئة، فلا يُعقل أن نعدهم لزماننا، بينما هم سيعيشون في زمان غير زماننا. ألا تتفقون معي أننا بحاجة فعلية إلى تمكين الشباب في هذه المؤسسات والاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم، وسأضرب مثلاً بسيطاً، فأين هو الاهتمام بالشباب في برامجنا الدينية والتواصل معهم، وكذلك في برامج الوقاية الصحية والتثقيف الطبي، وحتى في البرامج التلفزيونية والإعلامية، بعيداً عن معادلة هوليوود وبوليوود والتوهان بينهما. قصارى الكلام: المثل يقول: ربوهم لزمان غير زمانكم، وما أحوجنا إلى أن نستفيد منهم في التخطيط لزمان غير زماننا، ولا تنسوا أبداً من الذي ينافسنا على تربية أبنائنا واجتذابهم إليه.

مشاركة :