القمة السعودية- المصرية تعزز الأمن العربي والحرب على الإرهاب

  • 4/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق خبراء أمنيون وسفراء مصريون على أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة، مؤكدين أنها تعزز استراتيجية الحرب على الإرهاب ودعم أمن واستقرار المنطقة، وقالوا إن الزيارة تعكس أجواء التقارب بين البلدين على كافة الأصعدة خاصة الملف السوري واليمني والإيراني. وقال الخبراء لـ»المدينة»: إن زيارة خادم الحرمين تؤكد متانة وقوة العلاقات بين القاهرة والرياض باعتبارهما جناحي الأمن القومي العربي. وأكدوا أهمية الزيارة المرتقبة،خاصة وأنها تأتي في ظل ظروف دولية وإقليمية غاية في الخطورة والتعقيد، وما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط من مؤامرة كبيرة من بعض القوى الدولية والإقليمية. وتركزت رؤية الخبراء على أن: توقيت زيارة الملك سلمان يعكس التحركات المحورية للمملكة على الصعيد الأمني والسياسي أمن المنطقة واستقرارها مرهون بتفاهمات البلدين الزيارة تصب في تقوية التضامن العربي اللقاء بمثابة قمة عربية مشتركة البلدان يشكلان «رافعة» للوضع العربي في مواجهة القوى الظلامية وفي التفاصيل.. وصف الخبير الأمني في مكافحة الارهاب اللواء فؤاد علام، توقيت زيارة الملك سلمان للقاهرة بـ»المهم» في ظل تشابك الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وتمدد التنظيمات الإرهابية وتحركات المجموعات الارهابية علي حدود الكثير من الدول خاصة منطقة الخليج ومصر، وقال: إنها باتت تشكل مهددًا مباشرًا، والزيارة تشكل حجر الزاوية في المواجهة خاصة أنها تأتي في وقت حساس للغاية. وتوقع علام أن تكون مواجهة التنظيمات الإرهابية على رأس الموضوعات التي سيتم التباحث بشأنها على طاولة خادم الحرمين الشريفين والرئيس عبدالفتاح السيسي، معربًا عن تقديره لمواقف خادم الحرمين الشريفين الحازمة في مواجهة الإرهاب خلال الفترة الماضية. وأضاف علام إن زيارة الملك سلمان للقاهرة تعكس مكانة مصر في قلب خادم الحرمين الشريفين وقوة العلاقات وخصوصيتها، مشيرًا إلى أن أمن المنطقة واستقرارها مرهون بتحركات المملكة ومصر. وأوضح اللواء علام أهمية القمة في تناول ملف مكافحة الإرهاب،باعتباره الضلع الأساسي في مثلث العلاقات بين المملكة ومصر، حيث سيتم مواصلة البناء على ما سبق من تعاون قوى خلال الفترة الماضية والتي كان آخرها نجاح مناورة «رعد الشمال»، واشار إلى أن الزيارة تعزز العلاقات بين البلدين، وتؤكد على أن التحالف بينهما يصعب اختراقه أو تعرضه لهزات مفاجئة، لأن المصالح الاستراتيجية التي تحكمه قوية، ولفت إلى أن هناك مرتكزات في العلاقة المشتركة بين البلدين، مثلما توجد العديد من المؤشرات والدلائل القوية على النجاح فى اختراق ودحر الإرهاب الإقليمي، فى ظل حرص الدولتين على المواصلة لمصلحة شعوب المنطقة. تعاون وتنسيق مستمر من جانبه قال اللواء محمود منصور الخبير العسكري والاستراتيجي: إن الزيارة تأتي في إطار استكمال منظومة التحالف الاستراتيجي بين البلدين بكل ما تشكله من معان، خاصة فيما يتعلق بالتعاون العسكري الذي وضحت معالمه في المشاركة في التحالف الإسلامي وكذلك مناورات رعد الشمال، التي نجحت بامتياز واستطاعت توصيل الرسائل المستهدفة وأهمها قدرة المنطقة العربية على الردع. وأكد منصور أن التقارب السعودي المصري سيظل راسخًا دون تغيير، نظرًا لحساسية الملفات وعلى رأسها تمدد التنظيمات الإرهابية خاصة «داعش» ومحاولة الحوثيين اغتصاب السلطة في اليمن مجددًا والانقلاب على المبادرة الخليجية ونوايا طهران الخبيثة في المنطقة، فضلًا عن الصراعات في سوريا والعراق وما يجري في لبنان وليبيا، وكلها ملفات تحتاج إلى التعاون والتنسيق المستمر. القمة تغير خريطة المنطقة بدوره، أكد مدير المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية العقيد خالد عكاشة أن الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية والحساسية في ظل التحديات التي تمس الامن الإقليمي، مشددًا على اهمية التشاور والتعاون بين البلدين. وذكر العقيد عكاشة أن الزيارة تدفع الشراكة بين البلدين نحو مزيد من التفعيل في ظل التوافق الاستراتيجي بين قيادتي البلدين والذي كان واضحًا في الآونة الأخيرة من أجل تحقيق استقرار المنطقة والتعافي من ظواهر العنف والإرهاب. وأكد عكاشة أن القمة فى مجملها ستغير خريطة المنطقة خاصة على مستوى مواجهة الإرهاب وحلحلة القضايا الإقليمية المعقدة خاصة في سوريا واليمن وليبيا. دعم للاقتصاد والاستقرار المصرى من جانبه أكد الأمين العام المساعد السابق للجامعة العربية السفير طلعت حامد ، أهمية الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر، مؤكدًا أنها تأتي في ظل ظروف دولية وإقليمية غاية في الخطورة والتعقيد، وقال: إن منطقة الشرق الأوسط والمملكة تتعرضان إلى مؤامرة كبيرة من جانب بعض القوي الدولية والإقليمية. وأشار»حماد» إلى أن العلاقات الوطيدة التي تجمع بين مصر والمملكة تزداد قوة وتماسكًا باعتبارهما صمام الأمن القومي العربي. وأكد أن الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي سيناقشان خلال اجتماعهما على مستوى القمة ملفات عديدة، أبرزها الإرهاب وما تتعرض له المنطقة من مخاطر عديدة نتيجة تزايد التنظيمات الإرهابية، بالإضافة الى ملف الأزمة السورية واليمنية وكذلك الوجود الإيراني في المنطقة العربية. وأضاف إن الجانبين سيناقشان أيضا اقتراح مصر بتشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة الإرهاب، وكذلك الملف النووي الإيراني وتأثيره على الأمن القومي العربي، قائلا « نحن في حاجة ماسة إلى إعادة ترسيخ التضامن العربي القوي المتين بين مصر والسعودية». وأشار إلى أن الملف الاقتصادي سيكون له أهمية كبيرة خلال المباحثات بين الجانبين وكذلك العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى أن السعودية ساهمت كثيرًا في دعم مصر خلال أزمتها الاخيرة وقامت بإمدادها بالبترول على مدى خمس سنوات وهذه الزيارة تصب في تقوية التضامن العربي. بدوره أكد د.محمد صادق اسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين، التي تأتي دعما للعلاقات الثنائية بين مصر والسعودية وتأكيدا على الدور المهم للبلدين باعتبارهما من أبرز القوى وركائز الأمن القومي العربي، كما تدحض كل الافتراءات التي يطرحها البعض بوجود فتور في العلاقات بين الرياض والقاهرة. وأضاف صادق: إن ملف مكافحة الإرهاب سيكون من أبرز الموضوعات خلال المباحثات حيث تعاني المملكة من محاولات بعض القوى الظلامية الإساءة الى أمنها، وتتصدى له بحزم يستحق التقدير وأشار الى وجود تنسيق مستمر بين مصر والسعودية في مجال تشكيل القوة العربية المشتركة، معربًا عن اعتقاده بأن البلدين سيكونان ركيزة اساسية لتشكيل هذه القوة، والتي برزت من خلال تدريبات رعد الشمال الشهر الماضي. وأضاف إن الجانب الاقتصادي سيكون من اهم الموضوعات المطروحة خلال القمة، حيث اعلنت المملكة عن طرح العديد من المشروعات الاستثمارية في مصر، منذ تدشين مؤتمر شرم الشيخ للإصلاح الاقتصادي، والمملكة تعد ابرز الشركاء التجاريين لمصر في هذا الجانب، إلى جانب دور المملكة الأساسي في الجانب العسكري بحماية امن الخليج العربي، والذي لا يمكن فصله عن الامن القومي العربي، وبالتالي التعاون المصري السعودي يعد أحد الركائز الاساسية في وجود الأمة العربية بإثرها. وأوضح أن لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي، سيكون بمثابة قمة عربية مشتركة، لأن المملكة تعبر عن صوت الخليج المعتدل، ومن ثم فإن العلاقات المصرية الخليجية إيجابية خاصة في ظل التوتر العالمي الحالي نتيجة تزايد الحركات الإرهابية، وأيضا لمواجهة المد الشيعي الذي تتزعمه إيران حاليًا والذي تحاول من خلاله اختراق الصف السني الموحد. رافعة للوضع العربى من جانبه قال د. سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن مصر والمملكة يمكن أن يشكلا «رافعة» للوضع العربي في مواجهة القوى الإقليمية الظلامية. وأضاف غطاس إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الى مصر ستتركز على القضايا السياسية والتعاون الاقتصادي بين الجانبين وربما العسكري، أما فيما يتعلق بالجانب السياسي فان هناك نقاط تكامل في الرؤية بين القاهرة والرياض بشأن سوريا، مشددا على أهمية الحفاظ على وحدة التراب السوري، ودعم الحل السلمى في اليمن. توقيع المزيد من الاتفاقيات وأكد اللواء عبدالمنعم سعيد الخبير الاستراتيجي والعسكري أن زيارة خادم الحرمين الشريفين للقاهرة حاسمة للعديد من الملفات الاستراتيجية، مشيرا إلى انها تأكيد على متانة العلاقة بين مصر والمملكة، ورغم أن العلاقات خلال الفترة السابقة تتسم بالمرونة وتبادل الزيارات والتنسيق المستمر الذي لم ينقطع إلا أن زيارة خادم الحرمين للقاهرة بشكل رسمي له طبيعته الخاصة، على المستوى الإقليمي، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وأشار الى إنه على الصعيد الإقليمي تأتي الزيارة فى وقت يحتاج إلى التنسيق الكامل فيما يخص وجهات النظر في عدد من القضايا وعلى رأسها القضية السورية وما يحدث في اليمن وليبيا، وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، توقع ان تشهد توقيع المزيد من الاتفاقيات خاصة في مجالات التعليم والاسكان وهو ما يؤشر على دعم خادم الحرمين الشريفين للاقتصاد المصري. وأضاف اللواء سعيد إن الزيارة تأتي في وقت في غاية الخطورة الحقيقية في ظل محاولة البعض لزعزعة الأمن والاستقرارالإقليمي، فضلًا عن محاولات الوقيعة بين العديد من دول الإقليم لشق الصف العربي. وأشار سعيد إلى أن العلاقات المصرية السعودية قوية وتتسم بالعقلانية في التعامل مع الملفات الشائكة، وهو ما ينعكس على التنسيق بين البلدين في جميع الملفات التي تهم شعوب المنطقة، وحذر من خطر التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، والذي يحتاج إلى تنسيق المواقف متوقعا ان يكون للزيارة نتائج إيجابية على الأمن القومي.

مشاركة :