بيروت - سلوى ياسين - متابعة بتجـرد: قرر جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، تحديد التصنيف العمري لـ3 أفلام جديدة، ليمنع مشاهدتها لمن هم دون 18 عاماً. وتضم تلك القائمة، أفلام، وهي: “الرحلة 404″ بطولة منى زكي، و”الملحد” لأحمد حاتم، و”أصل الحكاية” تأليف وإخراج محمد أمين. وتعود الأفلام المصنفة لـ”الكبار فقط”، بعد اختفاء دام نحو 6 أعوام تقريباً، حيث كان آخر فيلم مصري عُرض بإشارة إلى التصنيف العمري، هو “بلاش تبوسني” بطولة ياسمين رئيس. مصدر من داخل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، رفض ذكر اسمه لـ”الشرق”، إن التصنيف العمري للأفلام ليس جديداً على السينما المصرية، كما أنه أمر متبع في كل دول العالم، لافتاً إلى أن ذلك يكون لصالح الجمهور في النهاية. منى زكي و”الرحلة 404″ وتُشارك الفنانة منى زكي، في موسم أفلام إجازة نصف العام، من خلال فيلم “الرحلة 404” والذي كان يحمل في البداية اسم “القاهرة – مكة”، والذي طُرح في دور العرض المصرية يوم 25 يناير الجاري، و1 فبراير في الوطن العربي. وقطع هذه الفيلم رحلة طويلة، تجاوزت الـ3 سنوات، من تحضير وتصوير فضلاً عن أزمات مع الرقابة، والتي اشترطت تغيير اسمه، وإجراء تعديلات على بعض المشاهد، لتُقرر في النهاية عرضه سينمائياً تحت شعار “+ 18”. وكان يفترض أن يُشارك الفيلم في الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بمدينة جدة السعودية، عام 2022، إلا أنه خرج من المشاركة بناءً على طلب الرقابة التي اشترطت إجراء التعديلات أولاً. وإلى جانب منى زكي، يضم الفيلم عدداً كبيراً من الفنانين، أبرزهم محمد فراج، ومحمد ممدوح، ومحمد علاء، وخالد الصاوي، وشيرين رضا، والعمل تأليف محمد رجاء، وإخراج هاني خليفة. وتدور أحداثه حول امرأة لها ماضٍ سئ، ولكنها تعود إلى مسارها وتقرر التوبة، بالرغبة في السفر إلى أداء فريضة الحج، وقبل سفرها بأيام تواجه حادثاً يجعلها قد تضطر للعودة إلى عالمها القديم لتدبير نفقات علاج والدتها، وتواجه مواقف عديدة تغير من مجرى حياتها. “أصل الحكاية” ثاني هذه الأفلام، هو فيلم “أصل الحكاية”، الذي أجيز عرضه من قبل الرقابة، لمن هم دون الـ18 عاماً، ليُطرح في دور العرض، خلال الأيام القليلة المقبلة. وتدور الأحداث في إطار اجتماعي كوميدي، حول موضوع اختلاف الأفكار داخل أفراد أسرة واحدة، وتمسك كل فرد برأيه والصراع الذي ينشأ بينهم بسبب ذلك، ومعاناة كل منهم من مشكلة مختلفة. ويُشارك في بطولة الفيلم، كلًّ من خالد الصاوي، وبيومي فؤاد، وشيري عادل، وهالة فاخر، وكريم عفيفي، ومحمد ثروت، وعلاء مرسي ومحمود حافظ، والعمل تأليف وإخراج محمد أمين. “الملحد” وبعد تأجيل تجاوز العامين تقريباً، سيُطرح أخيراً فيلم “الملحد”، في دور العرض خلال الفترة المقبلة، بعدما أجازه جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، قبل أيام، ووافقت على عرضه تحت تصنيف عمري لمن هم دون الـ16 عاماً. وتُعد قضية الإلحاد، في مقدمة الموضوعات التي تتعلق بالدين، إذن التعرض لها في الأفلام السينمائية يواجه أزمات دائماً، فقد سبق واعترضت الرقابة على فيلم بالاسم ذاته، للمؤلف والمخرج نادر سيف الدين قبل 10 سنوات، وعُرض أيضاً تحت شعار “للكبار فقط”. “الملحد”، تأليف إبراهيم عيسى، وإخراج ماندو العدل، وبطولة محمود حميدة، وحسين فهمي، وصابرين، شيرين رضا، ونجلاء بدر، وتارا عماد، فضلاً عن أحمد حاتم، الذي يجسد شخصية “يحيى” الشاب الذي نشأ في أسرة ملتزمة دينياً، ورغم ذلك يتجه إلى الإلحاد. ومن جانبه، قال أحمد السبكي، منتج “الملحد”، إنّ: “الفيلم صار جاهزاً للعرض في صالات السينما دون أي أزمات، ومفترض طرحه في موسم عيد الفطر المقبل”، متوقعاً أن التصنيف العمري لن يُضعف حجم إقبال الجمهور على مشاهدته. وأضاف السبكي، لـ”الشرق”، أن “الفيلم مشروع سينمائي متكامل فنياً، ونُفذ على نحو متميز، لذلك لست قلقاً من مسألة الإقبال”. استحياء سينمائي الناقد الفني طارق الشناوي، رأى أن التصنيف العمري للأفلام لم يعد مناسباً للعصر الراهن، وقد انتهى وقتها إلى الأبد، قائلاً لـ”الشرق”، إن: “كلمة للكبار فقط، خادعة، ويتردد مؤخراً أن السينما المصرية أصبحت خجولة، لأن الرقابة فرضت شروطاً صارمة، منها منع القبلات، ولا تسمح بها، إذ إنها تدعم ما يُسمى بالسينما النظيفة، وسيثير حوله المزيد من الجدل”. وأشار الشناوي، إلى أن “فيلم (الملحد) يناقش فكرة الإيمان، وهذه مرتبطة منذ الصغر مع الأطفال، وبالتالي يجب عدم وضع التصنيف العمري لهذا العمل”، موضحاً أن “هذا سيُحد من شغف الذهاب إلى السينما، حيث ستمنع كثير من الأسر أبناءها من مشاهدة الفيلم”. وأكد أن “صناعة الأفلام تحتاج إلى جرأة، والمنتج قد يتردد من تقديم فيلم ما، خوفاً من الرقابة والتصنيف العمري، واحتمالية منع فئة معينة من الجمهور من مشاهدة فيلمه”. وعلى مدار الـ10 سنوات الأخيرة، عُرض 6 أفلام مصرية تحت تصنيف “للكبار فقط”، منها 3 أفلام طُرحت عام 2014، وهي: “حلاوة روح” إخراج سامح عبد العزيز، وبطولة هيفاء وهبي وباسم سمرة، و”بنت من دار السلام” إخراج طوني نبيه، وبطولة راندا البحيري ورحاب الجمل، و”الملحد” إخراج نادر سيف الدين، وبطولة صبري عبد المنعم، والذي يتناول قصة شاب ابن أحد أهم الدعاة الإسلاميين المشهورين، ورغم تربيته الدينية، إلا أنه يصبح ملحداً. وفي العام التالي، عُرض فيلم “قبل زحمة الصيف” للمخرج محمد خان، وبطولة هنا شيحة، وماجد الكدواني وأحمد داود، ثم فيلم “حرام الجسد”، عام 2016، إخراج خالد الحجر، وبطولة ناهد السباعي، وأحمد عبد الله محمود وزكي فطين عبد الوهاب، وأخيراً فيلم “بلاش تبوسني” بطولة ياسمين رئيس، عام 2018.
مشاركة :