ينتمي سليم عبد الرحمن لعائلة كروية عريقة فأخواه فاروق وفهد كانا من نجوم الوصل والمنتخب الوطني بالتسعينيات، بينما اختار سليم لنفسه طريقاً مختلفاً في عالم التدريب، حيث تدرج المدرب الشاب في المواقع التدريبية حتى وصل حالياً ليكون المدرب المساعد للأرجنتيني غابرييل كالديرون مدرب الفريق الأول للوصل، تولى تدريب الوصل مرتين الأولى عقب إقالة الفرنسي لوران بانيد، والثانية عقب إقالة الأرجنتيني هيكتور كوبر، وإلى نص الحوار مع واحد من المدربين المواطنين الشباب الواعدين في الدولة: بداية كابتن سليم مشوارك كلاعب لم يستمر لفترة طويلة واتجهت للتدريب في سن مبكرة نسبياً، هل لك أن تحدثنا عن السبب؟ هذا الكلام صحيح، فمشواري كلاعب مع الوصل لم يستمر أكثر من سبع سنوات، من عام 1995 حتى عام 2002، التحقت بعدها بدورة عسكرية ومن ثم قررت اعتزال اللعب ودخول مجال التدريب لأنني وجدت في نفسي القدرة على التميز بهذا المجال. وكيف كانت بداية مشوارك التدريبي؟ منذ اعتزالي اللعب بدأت باتباع الدورات التدريبية التخصصية وبدأت بالوقت نفسه العمل مع الفئات العمرية في نادي الوصل كمدرب مساعد، وحرصت خلال السنوات التالية على متابعة تحصيلي العلمي في مجال التدريب على التوازي مع اكتسابي الخبرة العملية، وكان أول فريق توليت مسؤوليته هو فريق 15 سنة بنادي الوصل ومن ثم فريق 17 سنة. وفي عام 2013 حصلت على شهادة دبلوم الاحتراف التدريبية PRO وعملت كمساعد للمدرب لوران بانيد الذي كان مدرب الفريق الأول وقتها، وبعد إقالته استلمت مهمة تدريب الفريق الأول لثلاث مباريات حتى قدوم الأرجنتيني هيكتور كوبر حيث عملت معه في الجهاز التدريبي كمساعد. وبعد إقالة كوبر عدت لتسلم مسؤولية الفريق الذي كان في وضع صعب وقتها، وبفضل الله استطعنا تجاوز تلك المرحلة الحرجة التي مرت على النادي، لأعود في الموسم التالي مساعداً للبرازيلي جورجينهو ومن بعده غابرييل كالديرون حتى الآن. وعلى صعيد المنتخبات الوطنية عملت مساعداً للكابتن علي إبراهيم ومن قبله برنارد في تدريب منتخبات الفئات العمرية في عدد من البطولات التحضيرية. عملت كمساعد لأربعة مدربين أجانب، كيف تقيّم عملك معهم؟ وما هي الخبرات التي اكتسبتها منهم؟ بكل تأكيد تعلمت الكثير من كل مدرب عملت معه سواء أكان مواطناً أم أجنبياً، لكل مدرب منهم طريقته وإيجابياته التي أحاول الاستفادة منها لأضيف لمخزون الخبرات، لأن المدرب الناجح يحتاج بالنهاية للتحصيل العلمي وتراكم الخبرات في الوقت نفسه. المدرسة اللاتينية عملت مع بانيد الذي ينتمي للمدرسة الأوروبية في التدريب ومع كوبر وجورجينهو وكالديرون من المدرسة اللاتينية، ما هو الفرق بين المدرستين برأيك؟ لا أعتقد أن هناك مدرسة تدريبية تعتمد على الجنسية أو القارة، الفارق بين المدربين هو فارق شخصي وبالإمكانيات، المدربون يختلفون بطرق تسيير التدريب وبالشخصية والتكتيك ولكل سلبياته وإيجابياته. مثلاً هيكتور كوبر وكالديرون كلاهما من الأرجنتين ولكن لكل منهما أسلوبه المختلف تماماً عن الآخر، فكوبر يعتمد أكثر على الحذر الدفاعي بينما أسلوب كالديرون أكثر هجومية. تعمل منذ موسم ونصف تقريباً كمساعد للأرجنتيني كالديرون، كيف تقيّم استفادتك منه على المستوى الشخصي كمدرب؟ حقيقة العمل مع كالديرون أضاف الكثير لمعرفتي التدريبية، طبعاً كالديرون غني عن التعريف وهو خبير بالتعامل مع الفرق في المنطقة، لذلك استطاع تحقيق نتائج مميزة، كالديرون له أسلوب مميز جداً على مستوى أسلوب قيادة التدريبات، فرض النظام والانضباط وتهيئة الفريق فنياً وبدنياً ونفسياً، والنقطة الأهم برأيي هي تحليل الخصم وقراءة أوراقه بشكل مفصل ومن ثم تجهيز اللاعبين للمباريات. برأيك ما هي أهم أولويات المدرب لتحقيق النجاح؟ التجهيز البدني أو الفني أو التكتيك أو قراءة المباريات؟ أو أي شيء آخر؟ برأيي لا يمكن لأي مدرب ناجح أن يضع أولويات بهذه الطريقة، على المدرب أن يلم بجميع هذه الأمور وأن يوليها الأهمية نفسها، المدرب هو قائد الفريق ومن المفترض أن يكون تركيزه الأساسي أولاً على تلافي النواقص بفريقه إن وجدت ومن ثم البناء على التوازي على جميع المستويات. مدرب طوارئ من المعروف أن القاعدة في الإمارات هي الاعتماد على المدرب الأجنبي والاستثناء هو المدرب الوطني، هل السبب أن المدرب الأجنبي هو الأكثر كفاءة وإمكانات؟ في الماضي كان المدرب الأجنبي بالفعل يملك إمكانات وخبرات أكبر، ولكن برأيي هذا الأمر تغير في الوقت الحالي، فهناك مدربون مواطنون عدة يطورون من قدراتهم ويتابعون تحصيلهم العلمي ويواكبون كل التطورات في هذا المجال، وبناءً على هذا فإن الاختيار من المفترض أن يتم بناءً على القدرات وحاجة الفريق بغض النظر عن الجنسية. ما يحدث حالياً أن المدرب المواطن هو غالباً مدرب طوارئ ولا يتم منحه الثقة التي يحتاجها لتحقيق الإنجازات، رغم أن هناك عدداً من المدربين المواطنين الذين تتحدث إنجازاتهم عنهم مثل مهدي علي وعبد العزيز العنبري وعيد بارود وجمعة ربيع وخليفة مبارك، كل هذه الأسماء أثبتت قدراتها وأثبتت أن المدرب المواطن المؤهل لديه الإمكانات للإنجاز حال منحه الثقة اللازمة. نلاحظ أن المدرب دائماً هو الحلقة الأضعف في منظومات الأندية وتتم إقالته غالباً عند أي تدهور بالنتائج، ما هو السبب برأيك؟ هناك أسباب عدة لهذه الظاهرة ولكن أهم الأسباب هو استعجال النتائج، فما يحدث غالباً هو أنه لا توجد استراتيجية طويلة المدى ولا يتم تقييم فني متواصل لعمل المدرب، وعندما يضاف إلى ذلك ضغط الجمهور لتحقيق نتائج سريعة خصوصاً بالفرق الكبيرة فإنه يتم التغيير بشكل متسرع بهدف تحقيق تحسن بالنتائج وهو الأمر الذي لا ينجح غالباً. حدثنا عن طموحاتك المستقبلية كمدرب؟ منذ دخولي مجال التدريب وضعت لنفسي استراتيجية لتطوير نفسي بحيث أتدرج بالمواقع التدريبية بما يتناسب مع الخبرات التي اكتسبها بشكل دائم، فكانت البداية كمساعد مع الفئات العمرية ومن ثم تدريب بعض فرق الناشئين ومن ثم الوصول للفريق الأول كمساعد والاستفادة من خبرات المدربين، وبالتأكيد الطموح النهائي هو استلام مهمة تدريب الفرق. في الوقت الحالي أنا ملتزم تماماً مع الوصل الذي قضيت فيه مسيرتي كلاعب ومدرب، ومع الجهاز الفني الحالي أطور نفسي باستمرار وكامل تركيزي منصب على عملي مع كالديرون وربما في مرحلة ما على المدى المتوسط إن جاء عرض مناسب فسأكون سعيداً بتحدي استلام مسؤولية أي فريق، وعلى مستوى المنتخبات الوطنية فأنا دائماً جاهز لتقديم كل ما لدي وفي أي موقع يمكن أن يتم استدعائي له. عودة الوصل وهل تعتقد أنك قادر على تحمل ضغوطات العمل كمدرب؟ اكتسبت خبرة كبيرة بالعمل تحت الضغط خلال السنوات الماضية من خلال عملي كمدرب مساعد مع الوصل خصوصاً في فترة التراجع قبل موسمين، لأن العمل في نادٍ بحجم وجماهيرية نادي الوصل يعني تلقائياً التعود على العمل تحت الضغط، بخصوص الوصل، بعد فترة من الاضطراب الفني وعلى مستوى النتائج نشاهد حالياً عودة الوصل لمربع المقدمة. هل نشهد حالياً عودة الوصل؟ وما هي أسباب سوء النتائج خلال الأعوام الماضية؟ بالتأكيد الوصل حالياً يعود بشكل مدروس ليكون من فرق القمة، والأرقام في هذا المجال لا تكذب، قبل موسمين أنهينا الدوري بالمركز 12 وفي العام الماضي في المركز السادس والآن نحن ننافس على التأهل الآسيوي، وطموحنا المستقبلي هو أكبر من ذلك لأننا نسعى لأن يعود الوصل منافساً رئيسياً على البطولات. هناك سببان رئيسيان برأيي لاضطراب النتائج خلال الفترة الماضية، أولهما هو فترة الإحلال والتجديد التي مر بها الفريق لسنوات عدة بعد اعتزال الجيل الذهبي للنادي، وثانياً عدم الاستقرار الإداري والفني الذي انعكس بشكل مباشر على النتائج، فمن المعروف أن الفرق التي تحقق النتائج هي الفرق التي لا تغير أجهزتها الفنية أثناء الموسم. إذا كان عدم الاستقرار سبباً في تدهور النتائج، فهل الاستقرار هو سبب تحسنها؟ بالتأكيد، الاستقرار على مستوى الإدارة أولاً ومن ثم على مستوى الجهاز الفني والإداري وأخيراً على مستوى اللاعبين، هذا الاستقرار يسمح بالعمل وبإجراء عمليات تقييم دائماً لتصحيح المسار. وإضافة للاستقرار هناك عامل لا يقل أهمية برأيي وهو روح الفريق التي يعمل بها الجميع في النادي، بداية من الإدارة وحتى الطاقم التدريبي والطبي والإداري وحتى العمال المساندون، هذه الروح الإيجابية تدفع الجميع لتقديم أفضل ما لديهم. سطور - سليم عبد الرحمن من مواليد 9 -12- 1979 تدرج مع الوصل في المراحل السنية، وصولاً لمنصب مساعد مدرب الوصل. - تحقق حلم سليم عبد الرحمن عندما بلغ 18 عاماً حيث انضم للعب ضمن صفوف الفريق الأول وذلك في العام 1997. - شارك في العديد من المباريات المميزة للإمبراطور الوصلاوي منها البطولة العربية في لبنان الموسم 1996-1997. - في العام 2002 اضطر سليم عبد الرحمن للتوقف عن اللعب بسبب الإصابة، واختار مجال التدريب. - تلقى الدورات التدريبية المتخصصة من a-b-c، وفي عام 2013 حصل على شهادة دبلوم الاحتراف التدريبية PRO. - تولى تدريب الوصل لفترة وجيرة عقب إقالة الفرنسي لوران بانيد، ثم تولى إدارة الجهاز الفني للفهود مجدداً عقب إقالة الأرجنتيني هيكتور كوبر. رأي الاحتراف ضرورة في رده على سؤال عن رؤية البعض للاحتراف على أنه أضر بالكرة الإماراتية، قال سليم عبد الرحمن: لا أوافق عليه، الاحتراف ضرورة وهو مفيد بالمطلق، بالتأكيد أن بداية تطبيقه أظهرت بعض السلبيات ومن الضروري العمل على تلافيها ولكن هذا لا ينفي أهمية وضرورة التجربة وتطويرها لأننا نحتاج لمواكبة العالم من حولنا. مضيفاً: لدي ولدان وبنت حالياً، سلطان وحمدان منضمان لبراعم نادي الوصل وإن كانوا يريدون المتابعة بالمجال الرياضي ولديهم الموهبة فبالتأكيد لن أمانع. إشادة أشكر اتحاد الكرة على دعمه المدرب المواطن قال سليم عبد الرحمن: أود توجيه الشكر الجزيل لمجلسي اتحاد الكرة السابق والحالي لدعمهما المتواصل للمدربين المواطنين وتقديمهما جميع التسهيلات لتأهيلهم وتطوير قدراتهم، والشكر الأكبر لنادي الوصل بيتي الثاني الذي بدأت فيه لاعباً ومن ثم بدأت فيه مسيرتي التدريبية، فالوصل أعطاني الثقة بإمكاناتي ومنحني الفرصة لتطوير قدراتي، موضحاً أنه يعتز بمسيرته مع الوصل وأنه سيواصل العطاء مع الفهود. صراع لقب الدوري حائر بين الأهلي والعين أكد سليم عبد الرحمن أنه من الصعب تحديد الفائز بلقب دوري الخليج العربي هذا الموسم لاسيما وأن حدة المنافسة بين الأهلي والعين جعلت الفارق بينهما نقطة واحدة بالإضافة إلى وجود مباراة تجمعهما فإن الفائز في تلك المباراة سيكون أقرب للظفر باللقب، مضيفاً: الفريقان يقدمان مستويات رائعة هذا الموسم، وهذه عادة الزعيم وكذلك الفرسان، ونتمنى لهما التوفيق وستكشف المباريات القليلة المتبقية في عمر الدوري من سيحسم اللقب لصالحه. تفاؤل فرص فرقنا في الآسيوية لا تزال قائمة قال سليم عبد الرحمن عن مشاركة الفرق الإماراتية آسيوياً حتى الآن،: إنه لا يزال هناك ثلاث مباريات في مرحلة المجموعات والفرصة متاحة للفرق الإماراتية الثلاثة لضمان التأهل إلى دور الـ16، والبناء على ما حققه فريق الأهلي في النسخة السابقة من البطولة حيث استطاع كسر العديد من الحواجز لبلوغ المباراة النهائية، وهذا الموسم الفرصة متاحة للفرق الثلاثة، موضحاً أن فرقنا لا زالت تمتلك الوقت إلا أن عليها المزيد من التركيز وعدم ضياع أي فرصة مستقبلاً.
مشاركة :