اعتبر زعيم «تيار المرده» النائب اللبناني سليمان فرنجية أن «الأقوى عند المسيحيين قد يكون الأخطر عليهم»، مؤكداً أنه «مع التوافق على أي شخصية أخرى للرئاسة»، فيما حمل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بشدة على من يرفعون شعار أن «رئيس الجمهورية يختاره المسيحيون»، معتبراًَ أن ذلك «يشكل خروجاً عن الانتظام اللبناني العام». كلام فرنجية جاء قبل مأدبة الغداء التي أقامها الشعار في دارته في طرابلس على شرفه تكريماً له في حضور نواب المدينة وعدد من فعالياتها وقياداتها الاجتماعية. ورحب الشعار بفرنجية في دارة «لم يعرف أهلها وساكنوها معنى للكراهية والقطيعة أو الخصومة مع أحد لأنني اعتبر أننا جميعاً عائلة واحدة اسمها لبنان»، موضحاً أنه «لقاء تكريمي ووطني وتضامني لا يحمل معنى للخصومة ولا حتى للنكايات التي لم نعرفها لمطلق حزب أو فريق، أو كيان، أو إنسان». وأكد أن «الوطن لا يبنى بالعناد ولا بتهييج الغرائز ولا بتفجير الأحقاد ولا بنبش الماضي الذي مضى، ولا يبنى بتعطيل المؤسسات وقطع الطرق والتهديد والتخويف والتحدي بل يبنى بالتقارب والحوار وتقديم المصلحة العامّة الوطنية على كل المصالح الحزبية والمناطقية والطائفية والمذهبية والدولية ويبنى للاحتكام إلى الدستور والمؤسسات وبالسهر على مصالح الناس». ولفت إلى «أنني أردت أن أجعل من زيارة فخامة المرشّح الزعيم سليمان بك، لدارتي مناسبة وطنية جامعة يسعد بها الشمال ويتفاءل بها اللبنانيون ونرفع ما تبقّى من الحواجز الوهمية والنفسية التي لم تزل بعض آثارها من بقايا ماض مضى وكان مؤلماً». وتابع: «كان للأسف محرقة وقودها أبناء وطننا الذين غلبت غرائزهم عقولهم ولنعمل وإياكم جاهدين ومتعاونين على إطفاء المحرقة السياسية التي أصابت الوطن والتي تتمثّل اليوم بالفراغ الرئاسي وببعض القناعات والمفاهيم السياسية التي أفرزتها الغرائز وردود الفعل». وقال: «كأن لبنان لا يعرف معنى للديموقراطية أو الاحتكام إلى الدستور أو احترام المؤسسات والبرلمان». وأضاف: «أن يرفع شعار بأن رئيس الجمهورية يختاره الموارنة أو المسيحيون أعتقد أنه رد فعل خاطئ وخروج عن الانتظام العام لأن الرئيس باختصار يختاره اللبنانيون عبر ممثليهم في البرلمان». وأضاف: «أن يرفع شعار بأن الأكثرية المسيحية هي التي تقرر من هو الرئيس انفعال مذهبي». وسأل: «ماذا تقولون في انتخاب سليمان فرنجية الجد والياس سركيس وشارل حلو؟». وزاد: «أن يرفع شعار بأن الرئيس هو صاحب الأكثرية النيابية المسيحية ليس له علاقة بالدستور ولا بالأعراف». وتابع: «أن يقال يجب أن يكون رئيس الجمهورية قوياً فنعم، وألف نعم، لكن ينبغي أن ندرك أن القوة هنا لا علاقة لها بالسلاح ولا بالعضلات لأن الرئيس يكون قوياً بمقدار تمسّكه بالدستور. وتوجّه إلى فرنجية بالقول: «أمامك مهمات وأعباء ومسؤوليات وتحديات لكن كلها تهون أمام إرادة صلبة عبَّرت عنها قبل أيام يوم قلت لن أوافق على إلغاء نفسي وكذلك ستقول يوماً لن أوافق على إلغاء وطني». وتابع: «الفراغ نهايته تصدّع المؤسسات وذهاب الهيبة وعدم احترام العالم لبلدنا وكأننا نقول أننا شعب نحتاج إلى وصاية جديدة». ورد فرنجية بكلمة أكد فيها «أننا ننطلق من الذي اتفقنا عليه في بكركي وعلى طاولة الحوار، وترشيح الرئيس سعد الحريري لنا جاء من منطلق الاتفاق المسيحي والتوافق اللبناني، وإذا كان لفريق 14 آذار اليوم مرشح آخر يحظى بالتوافق كما أنه إذا وضعت بكركي اليوم مواصفات أخرى فإنني في الحالتين ملتزم ومع أي شخصية يتم التوافق عليها، ولن أقف في وجه التوافق». ولفت إلى أن «مسألة الأقوى في كل طائفة هو أمر خطير لأن الاعتدال قد لا يكون في الضرورة هو الأقوى، والتطرف يصبح مفروضاً وهذا أمر أخطر ولكي لا يستغل كلامي خطأ، فنكرر القول الذي طالما رددناه أن المرشح القوي للرئاسة يجب أن ينبثق من طائفته ويمثل بيئته ويكون مقبولاً من الفئات الأخرى، لذلك نعتبر أنفسنا منبثقين من بيئتنا وطائفتنا ومقبولين من الفئات الأخرى». وقال: «المرحلة الماضية لن تكون عائقاً أمامنا، وسنتطلع إلى الأمام، إن الأقوى في الطائفة يمكن أن يكون خطيراً على لبنان وعلى المسيحيين في المرحلة المقبلة، ويمكن أن تكون هناك خطورة للسير في هذا المبدأ». ولفت إلى «أننا في طرابلس وزغرتا عشنا مع بعضنا في أسوأ الظروف، وجمعتنا الوحدة الوطنية، ولا أنسى الحرب المشؤومة التي مررنا بها بين عامي 1975 و1976 التي وضعناها خلفنا وانفتحت المناطق على بعضها البعض». وأكد أن «عروبتنا هي تاريخنا وعلينا تعزيز الإيجابيات على السلبيات ونضع ما نختلف عليه جانباً لنستطيع أن نبني على ما هو إيجابي، وهو ما حصل بيننا وبين الرئيس سعد الحريري الذي اتفقنا معه على تقديم الإيجابيات لأن هناك العديد من الأمور التي يمكننا العمل بموجبها سوياً»، مشيراً إلى أن «المرحلة الأصعب هي التي تلت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأسرع تطبيع حصل خلال الأشهر الماضية». وحيا الشعار «رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي شجع هذا اللقاء والحريري». ثم أولم للحضور. وكان فرنجية زار راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده.
مشاركة :