بهيبة الصمت التي شابهت هيبة أعمالها الإبداعية، رحلت المعمارية العراقية زها حديد، تاركة وراءها إرثاً إبداعياً وفنياً عالمياً، وصلت بعض أجزائه إلى مملكة البحرين، على شاكلة تصاميم لمشروع متحف الفن الحديث في مدينة المحرق، ولكن الوقت لم يسعف المعمارية حديد حتى يتسنى لها رؤيته حقيقة في موقعه قبالة متحف البحرين الوطني. الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين، كشفت في تصريحات لـ«سيدتي نت» أن المعمارية العراقية البريطانية الراحلة زها حديد قدمت للبحرين واحداً من أهم وأجمل التصاميم المعمارية في مشروع متحف الفن الحديث، مؤكدة: نحن كعرب نفخر أن تكون سيدة عربية على هذا المستوى العالمي، فالراحلة كانت في مصاف كبار المعماريين في العالم. وأضافت الشيخة مي أنها تتطلع إلى أن تبقى البحرين عاصمة الثقافة العربية على الدوام، وأن تتميز بالمعمار؛ لأن العمارة هي لغة الحضارة، فالبحرين شيّدت متحف البحرين الوطني على مستوى عالمي، وعلى مر السنين يزداد المبنى رونقاً وجمالاً، من خلال مشروع الاستثمار في الثقافة، ثم جاءت أكبر ثمرات المشروع عبر إنشاء المسرح الوطني الذي تبناه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأنتج هذا الجمال في هذا المجمع الثقافي. وأوضحت الشيخة مي أن إنشاء متحف الفن الحديث ضرورة أساسية للبحرين، في ظل الحركة التشكيلية العريقة بالمملكة، والوجوه التي اشتغلت بهذا الفن، تستحق أن يكون هناك متحف للفن الحديث يستضيف معارض على مستوى عالمي، وأيضاً يضم مجموعة لوحات المتحف التي تميزت بأنها لكبار فناني البحرين، وأتمنى أن يتم عرضها في مكان يليق بها. وقالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: لقد جاءت المبادرة بدعوة المعمارية المتميزة الراحلة زها حديد، واستضافتها في البحرين في 2007، وتبنى بنك أركابيتا تمويل التصميم الأولي لمتحف الفن الحديث بتكلفة مليون دولار، وقامت الراحلة باختيار موقع بعينه، وهو المقابل لمتحف البحرين الوطني لجماله، وصممت المبنى الذي يعد من أروع التصميمات؛ ليكون امتداداً لهذا المجمع الثقافي، لا يفصلهما إلا البحر. وأضافت الشيخة مي: بالنسبة لنا في المحرق، التي ستكون عاصمة للثقافة الإسلامية في 2018، وبداية طريق اللؤلؤ من هذا الموقع، فإذا تم إنشاء هذا المتحف وتطوير الفضاء المحيط به؛ لأصبح وجهة لسياحة نوعية ثقافية، نريد أن تكون البحرين وجهة لها. وقالت الشيخة مي: هذا المتحف ربما يتحرك الآن، فنحن نملك التصميم بالتفاصيل الكاملة، بتوقيع زها حديد التي رحلت عنا، ولكن مازال لدينا أثر من آثارها، كما أن مجسم متحف الفن الحديث موجود في بهو المتحف الوطني، لافتة إلى أن التصميم هو الأساس، والتنفيذ تقوم به الشركات. وإذا تحقق لنا أن تكون هناك بصمة من زها حديد في البحرين، لذا فإنني أؤمن بأن المتحف سيكون حاضراً وشاهداً ومرسخاً لدور المملكة، وبدأنا العمل على توفير التمويل لإنشاء هذا المتحف، خاصة أن الأرض متوافرة ومحجوزة للثقافة، ولن أتوقف عن السعي لنقله من خانة الأحلام إلى خانة الواقع.
مشاركة :