الهادي فنينة يجمع الفن التشكيلي بالآداب العالمية في لوحاته

  • 2/4/2024
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الفن بما هو مسار بحث وحيرة وتبدلات وأسئلة تجاه الذات والآخرين حيث الفكرة مجال ذهاب نحو العناصر والكائنات انطلاقا من وعي حاد للقول بالبهاء عنوانا والجمال فلسفة ووهنا تبرز الدوافع الكامنة في شواسع الفنان من أحاسيس وهواجس وتأملات عميقة وإنسانيات وهموم حافة بالإنسان في امتداداته في الزمان والمكان. الفنان التشكيلي الهادي فنينة في رحلته الفنية لعقود من الزمن وضمن تفاعلاته مع الآداب في علاقاتها بالفنون ووفق قراءاته للرواية في تعدد تلويناتها وفي أعماله الفنية وخاصة معرضه المنتظم بفضاء سيدي عيسى بالحمامات عرض عملا فنيا يحيل إلى عوالم أدب أنطون تشيكوف وتحديدا "الأخوات الثلاث"، فالعمل الفني كان وفق التكعيبية من خلال الاشتغال على الألوان والفضاء في اللوحة وبأسلوب  الفنان شكل حالة جمالية تنهل من هذا المنجز بقلم الكاتب والمسرحي الروسي أنطون تشيخوف الذي كتبت في سنة 1900، وعرض أول مرة في سنة 1901 بمسرح موسكو للفنون.. فالمسرحية ضمن قائمة المسرحيات المتميزة لتشيخوف، إلى جانب "النورس" و"العم فانيا".. وهي بمثابة عمل يقوم على الخيال الأدبي الذي يخص ثلاث شابات شقيقات وهن أولغا وماشا وإيرينا، حيث عوالم مفعمة بالأحلام والانكسار والرغبات تجاه الحياة وتحدياتها ورتابتها في بلدة صغيرة بروسيا.. الفنان الهادي فنينة نقل كل ذلك مستلهما من هذا الأثر الأدبي حيث اللوحة تعبر بعمق على سردية وأحوال ومناخات رواية "الأخوات الثلاث".. عمل فني التقى خلاله أدبيا وجماليا فنينة بتشيكوف ضمن رغبات الفنان في قراءة هذا الأثر العالمي فنيا.. وتشيكوف "كاتب مسرحي وكاتب قصص قصيرة روسي يعتبر من أعظم الكُتاب على الإطلاق. أنتجت مسيرته ككاتب مسرحي أربع روايات كلاسيكية، وتحظى أفضل قصصه القصيرة بتقدير كبير من قبل الكتاب والنقاد، كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين.. بدأ تشيخوف الكتابة عندما كان طالبًا في كلية الطب في جامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمرّ أيضًا في مهنة الطب وتخلى تشيخوف عن المسرح بعد الاستقبال الأولي الفاتر لمسرحية النورس في عام 1896، ولكن تم إحياء المسرحية في عام 1898 من قبل قسطنطين ستانيسلافسكي في مسرح موسكو للفنون، التي أنتجت في وقت لاحق أيضًا العم فانيا لتشيخوف وعرضت آخر مسرحيَّتين له وكان ذلك لأول مرة "الأخوات الثلاث" و"بستان الكرز" وشكلت هذه الأعمال الأربعة تحديًا لفرقة العمل وكذلك للجماهير لأن أعمال تشيخوف تتميز بمزاجية المسرح والحياة المغمورة في النص.. كان تشيخوف يكتب في البداية لتحقيق مكاسب مادية فقط، ولكن سرعان ما نمت طموحاته الفنية كان أنطون عاشقًا للمسرح وللأدب مُنذ صغره، وحضر أول عرض مسرحي في حياته  أوبرا هيلين الجميلة لباخ عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، ومنذ تلك اللحظة أضحى عاشقًا للمسرح، وكان ينفق كل مدخراته لحضور المسرحيات...". الفنان الهادي فنينة الذي تماهى مع عمل من روائع تشيكوف كان يرى في الفن مجالا لالتقاء الإبداعات والفنون وهو كقارئ لروايات تشيكوف وكونتر غراس وهمنغواي وياسمينة خضراء وغيرهم رأى ممكنات الالتقاء بين الإبداعات المختلفة، بل إنه يسعى لاستلهام العديد من الأعمال الفنية من آثار أدبية قرأها وأحبها... واللوحة المعنية والتي عنوانها "الأخوات الثلاث" برزت في المعرض الشخصي للفنان التشكيلي الهادي فنينة بالفضاء الثقافي سيدي عيسى لجمعية صيانة المدينة بالحمامات، حيث قدم الفنان عددا من لوحاته وأعماله الفنية ضمن نشاطه الفني التشكيلي، وذلك بعد معرض خاص انتظم قبل أسابيع بفضاءات العرض بدار سيباستيان بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات. وتنوعت لوحات الفنان لتعكس جانبا من تجربته التشكيلية بين المشاهد الخاصة بالحمامات من البرج والبحر والمعمار، إلى جانب لوحات أخرى معبرة عن مواضيع شتى تهم الإنسان. معرض ينضاف لعديد المعارض الفنية للفنان الهادي الذي بقي على علاقاته بالرسم يحمل بين أنفاسه حبه الدفين للحمامات بعطورها القديمة والحديثة وهو الذي عاش في ألمانيا لفترة وفي دوسلدورف حيث تعرف إلى العديد من تفاصيل الحياة والناس والفنون ليعود وفي قلبه شيء من حتى... من قيمة الفن في حياة الناس.. هذه بعض شؤون وشجون الدلفين الحمامي مع الناس والمجتمع لتظل تونس في قلبه والحمامات التي يراها كما رسمها في لوحته الفنية ضمن عنوان "الحمامات التحفونة"، وما إلى ذلك من اللوحات المتعددة ومنها لوحة "الأخوات الثلاث" العمل الفني المستلهم من أثر أدبي لأنطون تشيخوف ونعني "الأخوات الثلاث".

مشاركة :