إذا أردت أن تُهلك دولة، سلّط عليها جماعات الإرهاب!! إذ ما من شيء يفكك الدول ويهدد أمنها ويجعلها تعود مئات السنين إلى الوراء، مثلما يفعل الإرهاب الذي يقتات على هدمها وتفتيتها، فكم من الدول تأثرت بأعمال العنف والتطرف التي تستهدف المدنيين الأبرياء، وتحول المدن المأهولة إلى أماكن موحشة مهجورة، ولقد نبذ الإسلام هذا الفكر المتطرف العنيف وعزز نشر رسالة السلام والتسامح والوسطية. في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي يواجهها العالم اليوم، تعد مكافحة الإرهاب واجبًا حقيقيًا، ويأتي دور التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب كخطوة مهمة في مواجهة التهديدات الأمنية. برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان-حفظه الله، وتحت شعار: (محاربة الإرهاب مسؤولية مشتركة) عُقد الاجتماع الثاني في العاصمة الرياض، الذي يؤكد على دور المملكة في محاربة الإرهاب والتصدي له، وتضييق الخناق عليه، بمشاركة أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الدفاع من الدول الأعضاء والدول الداعمة، إذ تؤمن المملكة أن مكافحة الإرهاب من أهم القضايا التي تواجه العالم اليوم، وهذا ما دفعها لأن تكون صاحب فكرة تأسيس (التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب)، عام 2015، والذي يضم 42 دولة تتكاتف لقطع دابر الإرهاب وتشتيت جماعاته ونبذ الإفساد في الأرض. يتبنى التحالف الإسلامي استراتيجيات قوية لمحاربة الإرهاب ومصادر تمويله، وتقديم الدعم اللوجستي والمالي للدول الأعضاء في حالات الأزمات، وتبادل المعلومات والخبرات، في مجال مكافحة الإرهاب، حيث أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع ورئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب خلال الاجتماع، عن دعم المملكة العربية السعودية لصندوق تمويل المبادرات بالتحالف الإسلامي بمبلغ مئة مليون ريال، بالإضافة إلى دعم «46 برنامجًا تدريبيًا» ضمن مجالات عمل التحالف الأربعة الفكرية، والإعلامية، والعسكرية، ومحاربة تُمويل الإرهاب وذلك مساهمة منها مع أشقائها من الدول الأعضاء لتنفيذ مبادرات التحالف. جهود ناجحة يبذلها التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب، بتعزيز التعاون المشترك للتصدي لهذه الآفة، وإحباط كل ما يشكّل تهديداً على الأمن والاستقرار. خطوة هامة نحو بناء عالم خالٍ من الإرهاب والعنف، يعكس التزام الدول الإسلامية بالقضاء على الأفكار المتطرفة والعنف.
مشاركة :