بيروت الخليج: على الرغم من الدعوات الأممية والدولية الأمريكية والروسية والفرنسية والبريطانية لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان وملء الشغور بجهود محلية من دون انتظار الحل من الخارج، ينتظر الداخل اللبناني ما سيتمخض عن هذا الحراك من نتائج يبدو أنها لم تسفر عن أي جديد لتبقى الأكور في دائرة الانتظار الطويل. وفي هذا الإطار، لفتت الزيارة التي قام بها زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى طرابلس والتي بدت استكمالاً لخطوة ترشيحه من قبل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وتندرج في سياق الصفحة الجديدة التي فتحها بعد لقاء باريس الشهير وعنوانها الانفتاح على الجميع وتخطي الحواجز والاصطفافات التقليدية. ولم تخل الزيارة من المواقف السياسية المتقدمة، ففي حين، أكد فرنجية من دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار أن الحريري لم يخرج عن الإجماع المسيحي عندما رشحه للرئاسة بل التزم بالمواصفات التي وضعت في بكركي، وأشار إلى أننا مع أي شخص يتم التوافق عليه وحين تضع بكركي مواصفات أخرى نحن معها. كما برز اعتباره أن الأقوى في الطائفة يمكن أن يكون خطراً على لبنان، ويمكن أن يكون هناك خطورة للسير في هذا المبدأ، مضيفاً أن على رئيس الجمهورية أن ينبثق من بيئته ويكون مقبولاً من الجهات الأخرى. أما المفتي الشعار فرأى أن الوطن لا يبنى بالعناد أو بتفجير الأحقاد أو بتعطيل المؤسسات بل بالتقارب والحوار، وأشار إلى أن رفع شعار أن رئيس الجمهورية يختاره المسيحيون خروج عن الانتظام اللبناني العام وعودة إلى الوراء. من جهة ثانية، يعقد صباح اليوم في بكركي لقاء لرؤساء الطوائف المسيحية، بعدما أنجزت اللجنة الخاصة بالإعداد والتنسيق جدول الأعمال وموضوعات البحث التي يتقدمها الاستحقاق الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس في اسرع وقت قبل دخول الفراغ عامه الثالث في 25 مايو/أيار المقبل وملف الإرهاب وتمدده في دول المنطقة ووجوب تحصين لبنان في مواجهته بالوقوف صفاً واحداً خلف المؤسسات العسكرية والأمنية والطلب من المجتمع الدولي مساعدة لبنان لمواجهة أعباء النزوح والعمل على إعادة النازحين إلى بلادهم، إلى جانب قضايا أخرى عديدة. في غضون ذلك، أكد مصدر نيابي أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يربط فتح المجلس بتسيير شؤون المواطنين ورفض سياسة التعطيل من دون مبررات، مشيراً إلى أن بري يرفض استمرار إقفال المجلس النيابي في ظل طول غياب رئيس الجمهورية. وشدد المصدر على أن بري يستعد لإطلاق معركة شرسة في وجه الجميع وهو لا يتوقف عن مساعيه لفتح مجلس النواب والتشريع وتسيير شؤون المواطنين، لافتا إلى أن بري لن ينتظر انتخاب رئيس للجمهورية لعودة الأمور إلى طبيعتها لأنه يعلم جيداً أن لا انتخابات رئاسية قريبة.