«مقطع فيديو» أعاد محكوماً بالإعدام إلى «الحياة»

  • 4/4/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خيط رفيع بين الحياة والموت أعاد الدم إلى عروق مبروك بن حويلان الصيعري، تشبث به وهو مقبل إلى حتفه في منصة الإعدام في أحد التجمعات بمنطقة نجران، وقد ساقته خطاه متثاقلة إلى قبره الذي جهز له بعد نفاد محاولات إنقاذه من حكم الموت، إذ كانت روحه على كفي الإماراتي علي محمد العبيدي (ولي دم القتيل)، الذي ظل إلى موعد التنفيذ مصرا على القصاص من قاتل شقيقه، قبل أن يحرره من الإعدام في الرمق الأخير وينزع عنه كفنه الذي توشح به إذعانا لقرار القتل، بعفو نبيل ونادر كتب ميلاده من جديد وأعاده من عالم الأموات إلى حياة أخرى، ستكون حتما عبرة له ولغيره ممن تغلبهم فورة الغضب وتفضي بهم إلى عواقب وخيمة في لحظات يتوارى فيها العقل خلف حماقة قاتلة. «عكاظ» عايشت الساعة الأخيرة قبل تنفيذ العفو ورصدت اللحظات الأولى لخروج الجاني، الذي أمضى 13 عاما في السجن، ووقفت على لحظات اللقاء بينه وبين ذويه واستقبالهم شقيق القتيل، بعد أن سمح مدير إدارة السجون اللواء عقيل عبدالله العقيل بحضور أولى اللحظات بين ذوي القاتل وشقيق القتيل، واصطحبنا كل من نائبه المقدم أحمد عيسى المازني والرائد مبروك الهمامي إلى المكان المخصص، حيث وجود ولي الدم الإماراتي الجنسية علي محمد العبيدي رفقة الشيخ جابر بن حسين آل نصيب للمصادقة على العفو والصفح الذي أعلنه في ساحة القصاص. يقول الصيعري «عانيت كثيرا في سجني من ترقب الموت كل لحظة، كنت أرى السياف في كل زاوية من زوايا السجن وكانت ظلمته مؤرقة لي، لم أفقد الثقة في قدرة الله عز وجل، ولطفه، خصوصا أنني ندمت على فعلتي وكنت أدعوه ليل نهار بأن يحرر قيدي ويرفع همي، وحين أبلغت بقرب موعد التنفيذ ساورني اليأس وكان شعورا مدمرا لا يمكن وصفه، أمضيت ليلتي أناجي الله وأدعوه وأستغفره على فعلتي، وقد أوصيت أهلي بوصاياي وطلبت منهم مسامحتي وطلب العفو ممن يعرفني، وأن لا ينقطع عملهم من أجلي بالصدقات وأفعال الخير، وكان لطف الله عظيما بأن كتب لي الحياة من جديد علي يد رجل نبيل أسأل الله أن يكتب له السعادة في الدارين. في المقابل كانت مشاعر بطل هذه القصة المؤثرة ولي دم القتيل علي محمد العبيدي، مثارا للتعجب وهو يرويها لـ «عكاظ» بقوله: بطبيعة الحال لم أستطع النوم في ليلتي الأخيرة، ولم أتمالك نفسي ولا أعرف ماذا حدث لي، أمضيت ليلي بين صلاة الاستخارة وذكرياتي مع شقيقي، وفي لحظة ما اطلعت على مقطع فيديو حوى مناشدة من ذوي القاتل لي، فتأثرت بشكل كبير برغم أنني سبق أن شاهدت عديدا من المقاطع من قبل، ولكن تلك الليلة شاهدته بقلب آخر وبمشاعر أخرى حركت شيئا ما بداخلي كان يدفعني لإعادة الحسابات. وعن اللحظات التي سبقت العفو، قال «لحظة دخولي إلى الساحة ونزول القاتل ومشاهدته وهو يستعد لتنفيذ القصاص، طلبت أن أصلي ركعتي استخارة مرة أخرى، وبعدها بثوان راودني إحساس غريب غير كثيرا من رغبتي السابقة ودفعني لرفض التنفيذ، فطلبت أن أتوجه إلى القاتل وأتحدث معه، واتجهت إليه وهو في ساحة القصاص يترقب حكمه أمام الجميع، سألته هل تعترف بقتل شقيقي، قال نعم، ورد بجملة واحدة «أطلبك العفو والسماح»، عندها مسكت به وأعلنتها بصوت عال: عفوت عنك لوجه الله دون تقبل ريال واحد أو أي تعويض آخر والحمد لله.

مشاركة :