شهدت صناعة الأزياء في المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وأثبت العديد من المصمّمين السعوديين أنهم مبدعون من الطراز الأول، بحيث حقّقوا نجاحات هائلة داخل المملكة وخارجها، واستطاعوا فرض حضورهم على الساحة العالمية. وقد زيّنت تصاميمهم إطلالات النجمات والمشاهير، وباتت جزءاً لا يتجزأ من إطلالات السجادة الحمراء في المهرجانات العالمية والاحتفالات المهيبة. عدنان أكبر من أشهر المصمّمين العالميين في نهاية القرن العشرين، ومن أوائل المصمّمين السعوديين،أخذته موهبة الرسم الى عالم التصميم لينطلق بعد خطوات ثابتة وتصميم كبير ودعم أكبر الى نجاح باهر رسّخ اسمه كأهم وأول مصمّم أزياء عربي وسعودي وصل الى العالمية وأقام معارض كثيرة في المملكة وخارجها، واكتسب من خلالها جوائز عالمية. بدأت الشرارة الأولى لعشق الأزياء في الطفولة حيث تأثر عدنان بالأجواء التي ترعرع فيها، وبدأ هذا التأثر يُترجم عنده بتصميم فساتين لدمى شقيقته وصولاً الى احتلاله مكانةً مميزة في مجال الموضة والأزياء في العالم. عشق عدنان أكبر التطريز واعتمده في معظم تصاميمه. نفّذ أول تصميم خاص به عام 1969، وافتتح في جدّة في العام 1970 أول متاجره في المملكة، ليصبح بذلك أول سعودي محلّي يصمّم فساتين راقية في ذلك الوقت. ومن هذا المتجر وصلت شهرته إلى الديوان الملكي السعودي والنُّخب التجارية. هنيدة الصيرفي بدأ شغف هنيدة الصيرفي بالموضة منذ نعومة أظفارها، واستمرت في تنمية موهبتها وصقلها، مما ساعدها على التميز والإبداع في مختلف أنواع الفنون. أسّست علامتها التجارية للملابس ‏الجاهزة ‏Honayda في لبنان عام 2016، ونجحت في تقديم أزياء معاصرة مرتكزة على مخزون تراثي غني، وكان أكبر مصدر إلهام لها البيئة السعودية التي نشأت فيها، وطبيعتها الغنية بالثقافة والتاريخ. اعتمدت هنيدة على تصاميم مستوحاة من سِير نساء خلّد ذكرهنّ التاريخ، ومن مواقف تشهد على تمكين المرأة في التاريخ الحديث، ‎وعبّرت عنها بخطوط ونقوش من وحي التراث الثري. صمّمت هنيدة للعديد من الشخصيات الشهيرة في المنطقة والعالم، مثل: الأميرة رجوة الحسين، بريانكا شوبرا، شاي ‏ميتشل، دوف كاميرون وأنغام. كما اختارتها دار «شوبارد» أول سفيرة لها في السعودية. محمد آشي أحد أشهر مصمّمي الأزياء السعوديين، بدأ مشواره في تصميم الأزياء عام 2003، وأسّس آشي استوديو عام 2007 وحقّق شهرة واسعة في عالم الأزياء والموضة. تجمع تصاميمه بين الجرأة والكلاسيكية، وهي فريدة ومتميزة بحيث جعلت منه أول مصمّم أزياء من منطقة الخليج ينضمّ إلى "اتحاد الأزياء الراقية" Fédération de la Haute Couture كعضو ضيف، وشارك للمرة الأولى خلال شهر تموز (يوليو) الماضي في أسبوع باريس للأزياء الراقية حيث قدّم مجموعة ساحرة لموسم خريف وشتاء 2023. تخرّج محمد آشي في "إيسمود" Esmod في بيروت، وتدرّب في الدار الفرنسية "جيفنشي" قبل أن ينتقل للعمل في دار المصمّم اللبناني العالمي إيلي صعب. أسّس آشي علامته التجارية في المملكة العربية السعودية عام 2006 قبل أن ينتقل إلى باريس عام 2018، وينجح في إثبات نفسه كصمّم للأزياء الراقية، وسرعان ما اكتسب شهرة واسعة كعلامة لامعة تلبّي احتياجات العملاء المتميزين. ومن قلب الرياض، تحديداً في "فيا الرياض"، افتتح أول متجر للدار على الإطلاق خارج مشغله الوحيد في باريس. تألّقت بتصاميم محمد آشي نجمات عالميات، مثل: بينيلوبي كروز، ديبيكا بادوكون، سونام كابور، بيونسيه، ليدي غاغا، بالإضافة إلى الملكة رانيا العبدالله، والكثير من الشخصيات المهمة في الشرق الأوسط. يحيى البشري مصمّم أزياء سعودي بدأ حياته المهنية كاتباً صحافياً وناقداً، ثم انتقل إلى دراسة التصميم في إحدى المدارس الأكاديمية في إيطاليا وواصل دراسته في باريس عاصمة الفن، وتحديداً في الأكاديمية الفرنسية-الأميركية لفنون الأزياء لينال لقب مصمّم أزياء. انطلاقته الأولى في عالم التصميم كانت من القاهرة، حيث قدّم أول عروضه وحقق نجاحاً كبيراً. ثم كرّت سُبحة العروض في الأردن وسلطنة عمان وبيروت وجدّة والرياض، وأصبح من أشهر مصمّمي الأزياء حيث انهالت عليه الدعوات لإقامة عروض عالمية كان أولها في موسكو، ثم في روما وبيروت وباريس، وأصبح من المصمّمين الأساسيين الذين يشاركون في أسبوع الموضة العالمي في باريس. تجمع تصاميمه بين الطابع الشرقي والغربي، واشتُهر بمشاركته في تصميم الأزياء الخاصة بمهرجان "الجنادرية" وتصميم أزياء العديد من الأمراء والأميرات والشخصيات البارزة في العالم. رزان العزوني مصمّمة أزياء سعودية، أنشأت علامتها الخاصّة التي تحمل اسمها Razan Alazzouniقبل 15 عاماً تقريباً، وتقدّم فيها تصاميم منمّقة تتّسم بالزخرفات والتطريزات اللافتة، مع الكثير من الأنوثة والرقّة، بحيث تعكس كل قطعة البراعة الفنية الدقيقة. أبدت رزان منذ صغرها شغفاً قوياً بكل أنواع الفنون، وتخصّصت في كلية متحف الفنون الجميلة وجامعة "تافتس" في بوسطن، ماساتشوستس، حيث تعلّمت النحت وطباعة الشاشة وصناعة الورق. كما أظهرت رزان شغفاً كبيراً بالأزياء، بحيث طوّرت علامتها التجارية الخاصة التي نالت إعجاب العديد من النجوم العالميين وعشّاق الموضة والأزياء، مثل: كيندال جينر، إيما روبرتس، وإليزابيث بانكس. تجمع تصاميم رزان العزوني بين المواد والأقمشة الفاخرة مثل الحرير والشيفون، مع لمسة مميزة من الزخارف الرقيقة. وجذبت الإبداعات المطرّزة يدوياً والأزهار المميزة والأشكال المنقوشة، أكثر من نصف مليون متابع على "إنستغرام". سراج سند مصمّم أزياء سعودي بدأ مشواره المهني بالعمل مع المصمّم السعودي يحيى البشري في عام 2004، وتم تكليفه رسمياً بتصميم الزي الخاص بالفنان محمد عبده في حفل "مهرجان جدّة" عام 2005. كما تولّى تصميم الأزياء الخاصة بـ"مهرجان التضامن الإسلامي"، واشتُهر بتصميمه الزي الخاص بأعضاء المنتخب السعودي الذي شارك في كأس العالم بألمانيا عام 2006. صمّم سراج سند العديد من الأزياء لمشاهير عالميين، أمثال: اللاعب صامويل إيتو، والرئيس البرشلوني لابورتا، والفنانين: يوري مرقّدي، يوسف الجرّاح، راشد الماجد، عبد المجيد عبد الله، والعديد من الشخصيات المهمة، حتى أنه لُقّب بـ"مصمّم المشاهير". ولعل أكثر ما يميّز سراج سند، تصميمه للثوب الخليجي بحيث أدخل إليه الحروف العربية بطريقة مبتكَرة وكان أول مَن نفّذ هذه الفكرة. وقد تلقى سراج عروضاً عدة لتقديم مجموعاته في مدن عالمية مثل نيويورك وبيروت ودبي، وتمزج تصاميمه بين الكلاسيكي والعصري وتتناغم فيها الألوان والصيحات. مشاعل الدريعي مشاعل الدريعي، فنانة تشكيلية ومصمّمة أزياء ومستشارة في تطوير الأعمال ومدرِّبة في مجال إدارة الأزياء الفاخرة، درست تصميم الأزياء وتأهيل المدرّبين في باريس، وكذلك الكوتشنغ في كندا وتخصّصت فيbusiness coach ، وحصلت على جوائز كثيرة من ضمنها جائزة أفضل مصمّمة سعودية في مسابقة "بلامانو" الإيطالية. عشقت مشاعل الفن منذ صغرها، وبدأت بالشك والتطريز اليدوي على تصاميم عادية بحيث أضافت إليها فكرة إبداعية خارج الصندوق، ومن هنا كانت البداية. توسّع عمل مشاعل تدريجاً، مما شجّعها على البدء في مشروعها عام 2002 فافتتحت مشغلاً صغيراً للخياطة وبدأت في تصميم وتنفيذ ملابس السهرة والمناسبات، ثم انطلقت لعرض تصاميمها في العديد من نقاط البيع في السعودية والخليج، وأطلقت علامتها التجارية ivorifashionللملابس الجاهزة والعباءات. تستوحي مشاعل الدريعي عملها من الطبيعة وما حولها، وتحرص على تكييف صيحات الموضة بما يتناسب مع المرأة السعودية والعربية بشكل عام. يوسف أكبر وُلد يوسف أكبر في المملكة العربية السعودية، ودرس علوم اللوجستيات في جامعة جنوب أستراليا قبل أن يتحوّل إلى العمل في مجال تصميم الأزياء أثناء متابعة دراسته لنيل درجة الماجستير في جامعة "سيدني". تقوم علامة يوسف أكبر على تصميم الموضة والملابس الجاهزة وفق مبادئ أخلاقية مسؤولة، مع الاهتمام بالإطلالة الأنيقة والشعور بالراحة. وتستخدم العلامة المواد المُعاد تدويرها وتدعم الحِرفيين المحلّيين في المجتمعات الصغيرة من الشرق الأوسط وحول العالم في عمليات الإنتاج. تُظهر أعمال يوسف أكبر افتتانه بالتفاعل بين القماش والجسد، وتتحدّى مجموعاته التقاليد المتبعة في قصّ قِطع الملابس وخياطتها، مع إبراز الأناقة والأنوثة، مما يجعل منها أداته التي توصل رسالته إلى العالم في شكل قماش يُرتدى فوق جسد. نجحت تصاميم يوسف أكبر في لفت أنظار أشهر النجمات العالميات، أمثال: شارون ستون، كريسي تيجن، وأليشيا كيز، لا سيما أنها تجمع بين الأناقة والأنوثة اللافتة والشعور بالراحة.